Friday, May 2, 2008

فى معنى الأبيات نتفكر





التدوينة الى فاتت كنت حكيتلكم على حكاية الأبيات الى سمعتها من الطالب الأزهرى

أكتر حاجه شدتنى فى القصيدة بتاعت حافظ ابراهيم هى الابيات الى كنت غيرت لونها المرة الى فاتت .. حسيت انها بتكلمنا احنا دلوقتى .. يمكن يكون السياق الى اتكتبت فيه القصيدة ساعه ما كتبها حافظ ابراهيم مختلف .. و أعتقد زى ما بحس من الابيات انها كانت مكتوبة لمناسبات مبهجه و لحال أكثر اشراقا من حالنا حاليا .. بس ماتزال الابيات نوع من انواع الخطاب الفكرى لسياقات مختلفة و لأزمنة مختلفة عن السياق و الزمن الى اتكتبت فيه ..

حد فاهم حاجه ؟؟؟؟؟؟؟

طيب

تعالو كده نشوف ايه الى حضرتى طلعت بيه من القصيدة دى مع اسقاطه على واقعنا


لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم .. فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى



لا تيأسوا .. لازم يفضل فى أمل .. حتى و ان كان فى أشد الأوقات سوادا .. ليه ؟؟ لأن الأمل هو الى حيوصل الفرد للكملة الى بعدها فى البيت و هى :

تستردوا .. و الكلمة دى نفسها لما تقف عندها شوية حتلاقيها بتقول ان كان فى حاجه قبل كده .. فعلشان كده الشاعر قال تستردوا ..و الحاجه دى اغتصبت فستسترد لان ما يسترد هو ما أخذ بالقوة .. لانه اذا لم يؤخذ بالقوة لكان احرى بالشاعر ان يقول تستعيدوا .. ترجعوا .. تبنوا ..
و بعدين تستردوا تدل على ان الحاجه الى اغتصبت دى كانت من الغلاء و الرفعه و البهاء بمكان يدفع صاحبها ان يستميت _
حيث أن الاسترداد غالبا لا يكون سهلا او سلميا _ من أجل استردادها مرة أخرى .. و ده الى دفع الشاعر انه يعقبها بكلمة

مجدكم .. يعنى الى اغتصب و جار الظالمون على حق الآخرين فيه ده مش أى تاريخ ولا أى اصل ولا أى مجهود طبيعي .. لا ده مجد .. و المجد بيكون تراكم من الانجازات يفوق أى تراكم تاريخى من الممكن ان يتواجد فى اى بلد و لاى شعب .. و ده الى بيخليه سبب المفخرة .. و سبب شرارة الأمل التى تبث فى النفوس دائما .. مهما كانت تلك النفوس ضعيفة و مخذولة .. و ده الى نقل الشاعر لاختيار تعبيره

هوى .. كلمة لما تقرأها تحس بمدى التردى الى حصل .. لان هوى تعكس ان الشعب ده كان واقف على قمم المعالى و بعدها هوى لأسفل سافلين .. و بتعكس مدى الألم الموجود بداخل النفوس .. فهى مغلوبة نتيجة لانها هوت .. و بتعكس كمان مقدار العناء و البذل الى المفروض يبذلوه من اجل استرداد المجد .. و من أجل الاحساس بمدى أهميته للمحافظة عليه بعد استرداده .. بس لأن لسه بداخل النفوس أمل حتى و ان كانت فى أشد الاوقات قسوة .. الأمل الى عكسته كلمة لا تيأسوا .. فحتكون النتيجه ان المغلوب الى عنده أمل متمسكه بيه و باستمرار تسمكه بأمله و بالرغم من انه هوى الا انه

ارتقى .. و الكلمة دى كمان نتيجه طبيعية لأصالة الشعب و طيب أعراقه .. فلأنه عنده أمل .. و بذل جهد .. من أجل استرداد مجد .. كان النتيجه الطبيعية انه يرتقى .. مش بس يصعد ولا يرجع لحاله الاولى .. لا .. ده حيرتقى .. و حيسمو .. بس النتيجه دى جت بعد تعب و جهد و كفاح من أجل الاسترداد .. و ده الى دفع الشاعر انه يقول البيت :


انى رأيت المجد صعب المرتقى


طيب ليه المجد صعب المرتقى ؟؟ علشان تحس بقيمته فتحميه بعد ما تصل اليه .. لان الحالة الهاوية جعلت من الشعب أن يشعر بقيمة ما كان فيه من نعم سابقه لم يكن ليشعر بها الا حينما يحرم منها .. فكانت النتيجه ان بعد الهاوية و ألمها .. يأتى البذل بكل عنائه المرغوب فيه .. ليحفر فى ذكرى الشعب و فى كيانه أهميه التمسك بمجده و الحفاظ عليه و العمل على زيادته .. ليصل الى النتيجة النهائية و هى أن يرتقى .. لكن البذل و الجهد و النضال من أجل الاسترداد لن يكون بدون ضابط .. والا كان جهدا فوضويا غير خلاق .. و ده كان السبب فى ان الشاعر يقول الضابط و الأصل و قاعده البذل مبنية على فعل واحد كان :

فتعلموا .. يعنى لازم يسبق استرداد المجد و البذل و الجهد و الارتقاء الاعداد و الاستعداد له.. و الاستعداد القائم على أسس سليمة و مدروسة و ليست زوابع و انفعالات عارضه .. ليه ؟؟ لأن ما بنى على باطل هو باطل .. و لأن مطلبا سابقا على الارتقاء أن يكون الأصل ثابت .. فالشجرة التى أصلها ثابت .. يكون فرعها فى السماء .. بس العلم المطلوب هو أيضا له مواصفات أجملها الشاعر فى قوله :


ثم استمدوا منه كل قواكم


العلم المطلوب التسلح به علم بيقوى ما بيضعفش .. حد حيقولى هو فى علم بيضعف ؟؟ حقوله أيون سعادتك فيه .. لما يكون كل العلم الى حضرتك بتستعين بيه بيدور بس فى فلك استمرار واقعك الهاوى .. يبقى ده علم بيضعف .. لما يكون العلم الى بيتقدملك متفصل على انه يبينلك انه ليس فى الامكان ابدع مما كان يبقى ده علم بيضعف ما بيقويش .. و ده بالظبط الى خلا الشاعر يتكلم عن العلم النافع .. العلم الى بيقوى .. العلم الى بحق و حقيقي .. العلم الى حتكون انت منتج أغلبه و لا تلعب حياله دور المستهلك فقط .. و ده حيكون سبب طبيعي فى انك تستمد من علمك قوتك الى حتمكنك من البذل و خوض صعاب الارتقاء و مواجهة الغاصب و استرداد مجدك.. و ده الى خلى الشاعر يختم بحكمه واقعيه رائعه لمن يفهمها و هى :


ان القوى بكل أرض يتقى


لان القوة تخلق الحق و تحميه .. فما بالك لو كان الحق موجود أصلا و طيب المنبت و طيب الثمار .. فلابد له من قوة تحميه .. و ده حيكون لصيق بالارتقاء .. و ده لم و لن ينفى ابدا عن اصحاب ذلك الحق الأصل الطيب ولا النقاء ولا جميل الصفات التى يتصفون بها .. حيث ان لكل شىء ما يلزمه .. و القوى فى هذا الزمان هو المسيطر .. قد يكون مسيطرا باطشا و لكن ذلك يرجع الى كونه مغتصبا .. لكن القوة فى يد من هو ثابت الأصل و طيب المنبت .. صاحب المجد لن تكون بطشا و انما ستكون عدلا


12 comments:

Unknown said...

واو تأملات جميلة أوي ..
سعدت بقرائتها وفعلاً فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى :)

--

فقرة إعلانية
انا جايبلك خبر إن شاء الله هيسعدك أو هكذا أتمنى

http://www.facebook.com/group.php?gid=13746688796

انتهت الفقرة الإعلانية

:D

عاوز إعلان خاص لوحدي :D
---

Anonymous said...

جميل يا هبة

بارك الله فيكِ ، وفتح لكِ

تعليق سريع بخصوص محدد البذل وضابط إطاره ( العلم المثمر )

التعليم قدحُ شرارةٍ ، لا ملءُ وعاء

والعلم الذي يمسي تكديسا في الأذهان ، لا يقيم بنياناً فضلاً عن إنسان

وكثرة الحركة لا تعني بالضرورة النفع
هكذا نعرف نحن معاشر المهندسين

فالماكينة المضبوطة هي التي تجمع بين غاية الحركة مع غاية السكون

وغاية الحركة في الشغل النافع

وهو ما يعرف في الهندسة بالديناميكا

ليست كل حركة بركة كما يقال

هكذا تُعلمنا الماكينة

وهو في الوقت ذاته سلوكٌ إنسانيٌ أصيل

دمتِ بنقاء


محمود عاطف

Anonymous said...

الاستاذة هبة
ذكرتني يايام الصبا
انها تلك الايام التي جعلت الحس يتكون
علي اشعار فطاحلة الشعر العربي
هناك ابيات كثيرة
و لكن
احب ان اهدي قصيد الديك و الثعلب

لشوقي لك دوري عليها و اقرأيها

دهاء سياسي said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

دكتور عمرو

ما شاء الله .. ده خبر مفرح جدااااااا بجد جاى فى وقته .. كنت محتاجه افرح .. بس خبر جميل ما شاء الله ..

ربنا يوفقك و يباركلك و يعمل الكتاب صدى جامد .. و يكون فاتحه خير عليك باذن الله :)

بس من فضلك لما يطبع و ينزل فعلا ابقى قلنا بس منافذ البيع حتكون فين .. و ابقى قلنا هو المفروض حينزل امتى كمان :)

ربنا يكرمك

دهاء سياسي said...

الباشموهندس محمود عاطف

و بارك الله فيك يا فندم :)

هو انا أول ما قرأت الى انت كاتبه ده تنحت كده شوية .. و بعدين فتحت فى الضحك :D

بس أعدت الكرة تانى بعدها فهمت .. فانشكحت أوى :D

بس الى انا مش قادرة أفهمه الجملة دى : وهو في الوقت ذاته سلوكٌ إنسانيٌ أصيل

ممكن حضرتك تفهمنى علاقتها بالى قبلها ؟؟؟

معلش عقلنا المتواضع عجز عن هضم كل ذلك الكم من الميكانيكا :S

دهاء سياسي said...

حنظلة

أيام الصبا !!!!!!! تعبير جديد

قصيدة الديك و الثعلب !!!!!!!!! جديدة برضه

أدور عليها !!!!!!!! ياللهول

عامة متشكرين يا فندم و الله .. بس على فكرة مش لاقيه القصيدة الغريبة دى خالص .. ممكن تبقى تحدفها هنا من فضلك ؟؟

جزيت خيرا يا فندم :)

Anonymous said...

السلام عليكم

كنت أقصد أنّه وكما أنّ للماكينة قانونها الذي يشير إلى أنّ الحركة ليست هدفا لذاتها ، وإنما ما تثمره هذه الحركة

فكذا الإنسان

وسلوكه السوي يتبع ذات القانون

لذلك فحركة الإنسان في المناشط الإنسانية لا تقاس بكثرتها وإنما بجدواها

ويبقى هذا الفهم هو السلوك الإنساني الأصيل

أرجو أن أكون أوضحت مرادي

ولا أكون كمن فسّر الماء بالماء

دمتِ بنقاء

عبدو بن خلدون said...

نحن
-
أنا وأنت ونحن الشباب
-

لم نهو

وإنما هوى من كان قبلنا

والدور علينا

والخيار لنا

إما أن نرتقي

وإما أن نرتقي

!

Unknown said...

الله يبارك فيك يا فندم

ماخلاص حضرتك اشتركتي في الجروب هتعرفي التفاصيل أول بأول

وفين الإعلانات ليا :D

من أولها كده ولا ايه

:angry:

http://dahsha.blogspot.com

دهاء سياسي said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

محمود

كويس .. وصلت الفكرة يا فندم .. متشكرين :)

____________

عبد الرحمن


سنرتقي باذن الله :)

__________

دكتور عمرو

ممممممم .. هو حضرتك مش واخد بالك من البانر الى فى الجنب ولا حاجه ؟؟ :D

طيب .. عامة الاعلانات حضرتك يعنى حنحاسب عليها .. الحرف بربع علشان خاطركم بس .. و ليك عليا اكتبلك موضوع كاااااااامل عن الكتاب فيما لا يقل عن 1200 حرف ..

أى خدمة :)

Unknown said...

إيه ده لسه واخد بالي :D

بس اعملي الصورة لينك كمان يودي على الجرووووب

ايون ... بتأمر كمان

:D

وبالنسبة للحرف بربع جنيه فدي سهلة خالص

اتكلي على الله وميهمكيش

:D

دهاء سياسي said...

:D

هو حكاية اللينك للجروب دى .. انا معرفش بتتعمل ازاى بس حجرب .. معلش لسه مبتدئين فى حياة البلوجز بقى :$