Friday, November 27, 2009

عيد أضحي سعيد :)





كل سنة و أنتم بألف خير يا رب :)


Wednesday, November 4, 2009

بيبو فرقع جي جي






يا ترى فاكرين اعلان فودافون الى تحت ده ؟؟؟ سواء فاكرينه أو لأ .. شوفوه و بعدين نكمل :)








و انطلاقا مما انتهى به الاعلان .. فانا خلال هذه التدوينة بطولها و عرضها بارفع شعار " يمكنك الاعتماد علينا " :)


طيب نظرا لأن الانسان كائن اجتماعي بطبعه كما قال ابن خلدون " الله يرحمه " .. و بما ان هذا الكائن من سماته انه يعيش و يتعايش مع البيئة المحيطة من حوله بما فيها من انسانات تانيين .. و حيث ان هذه البيئة تعج بأخبار بتتحدف على ودان الواحد كل شوية و الى بيكون هدفها الأساسي العمل المباشر على المستقبلات الحسية لديه احيانا لاختبارها و أحيانا أخرى لتدميرها .. و حيث ان البنى آدم مننا معندوش غير مرارة واحدة .. فقررت انى حكتب بقى لأن كده الموضوع حقيقي زاد عن حده يا جدعاااااااااااان


واحد حيتكرم و يسألني و يقولي : و ايه هو الموضوع الى انت عامله عليه كل ده يا حاجة ؟؟


حقوله باختصار أحسد عليه و تحسد عليه شبكة فودافون فى آن واحد ان : بيبو فرقع جي جي !!!!!!!!


هو ده بالظبط نمط الاخبار التى تتناقلها أحاديث الأصدقاء و المعارف و الأقرباء بشدة و بكثافة مفزعة للغاية فى الأربع سنوات الأخيرة تحديدا .. و ان كان نمط " الفرقعة " يختلف ويتنوع من قصة لأخرى و بين سبب وآخر

كنت أتحدث مع احدى الصديقات من قريب عن فزعى من انتشار ظاهرة الانفصال بين " المتزوجين حديثا " تحديدا و " المخطوبين " عامة فى الفترة الأخيرة .. فأخذنا حديث مطول تفصيلي .. أكد لى " حبة معلومات بنت ناس كنت لسه بشك فيهم " مما دفعنى لأطلق لخيالي العنان فى التحليل .. و لـ " كبيوردي " العنان فى الكتابة .. و لكم الحق فى النقاش ، النقد ، أو الفضفضة





من أول السطر ...







تبدأ الحكاية بان بطل قصتنا المغوار المدعو : بيبو ، - فى الأغلب الأعم - كان يعرف بطلة قصتنا الامورة : جي جي بقاله فترة ، معرفة - قد تكون بريئة للغاية و قد لا تكون " ما انا اطلقت لخيالي العنان بقى "- المهم بقاله فترة من الزمن ليست بالقليلة متابع الآنسة من بعيد لبعيد - فى الكلية ، أو في الشغل ، أو من بلكونة الجيران - يمكن يكونوا اتكلمو مرة أو اتنين .. اتناقشوا فى حاجة ، المهم ان بيبو حس كده ان جي جي بدأت تشعشع في دماغه فقرر انه يلزقلها شوية على أمل من المسكين ان " المضروبة " تفهمه و تحس بيه ..

و بعد أن مرت مرحلة " اللزقة السودانى " دى على خير و فهم كل واحد فيها مقصد التانى كويس .. و تجاوب الطرفين تجاوبا ايجابيا مع بعضهما " سواء فى نطاق الشرع و العرف و اللائق أو بانحلال و بجاحه و ع البحري " - مش محتاجه أفكرك كل شوية بانى أطلقت لخيالي العنان .. مشيها توماتيكي فى كل التدوينة بقى بعد كده -


و خد عندك 3 سنين حب و غراميات .. و سنة و نص خطوبة .. و 6 أو 7 شهور عقد - و في بعض الأحيان قد يتطور الموقف لاننا نضيف سنة جواز وعيل -

و يأتى الخبر الكارثي على لسان احد المتطوعين : عرفتو الى حصل ؟؟ بيبو فرقع جي جي !!!

مما قد يدفع بعض المتطفلات بعد مصمصة الشفايف طبعا بسؤال الراوي " و في قول : الناريتور " : ليه كده بس ؟؟ زعلتني ؟؟

فيأتى الرد الأسطورى : بانه ما كانش فى بينهم تفاهم ، او انه ما حصلش نصيب !!


في هذه الحالة اعزائى القراء اسمحولى انى أضم صوتى لصوت فدوى و اقول بحس جهورى مجلجل : نعم يا اخويااااااااااااااااااااااااا !!





نقطة نظام ...







علشان نقدر نشوف ايه الى بيحصل ده حنلاقينا لازم نتكلم فى كام حاجه متهيألى ممكن نعددهم فى الاتى :


1. حاجات تتعلق بالسياق المحيط و دى حنلاقي فيها : التربية و الاعلام


2. حاجات تتعلق بالفكر عند الولد و الفكر عند البنت و دى حنلاقي فيها : معايير اختيار ، اتجاهات تحليل ، أساطير زواجية


3. حاجات تتعلق بسلوكيات خاطئة ، و صور ذهنية مسبقة غير صحيحة


خلينا ناخدهم واحده واحده كده بالهداوة و حاولوا تربطوا معايا الى بتقرأوه فى كل نقطة منهم لأن كله مشبك مع بعضه







سياقات محيطة ...






لما نيجي نتكلم على السياق المحيط بعملية اعداد الشاب أو الفتاة الفكرى و النفسي و الى بتكون مرحلة مهمة جدا و مؤثرة جدا على اى منهما فيما يخص موضوع الارتباط .. و الى بيأثر أكتر فى موضوع فركشة اى علاقة زوجية .. حنلاقينا لازم نجيب سيرة التربية و الاعلام ..

طيب خلينا ناخدهم حاجه حاجه كده و نشوف ايه المشكلة بالظبط .. بس قبل ما نبدأ الى يقرأ حاجه لازم يعرف ان الصورة مش واحده فى كل الأسر .. لكنى أعرض للاتجاه الغالب الموجود فى كثير من الأسر المصرية




التربية




لو جينا نبص للأسرة المصرية دلوقتى و انا باختص هنا فى الموضوع ده الاسر ذات المستوى الاقتصادي المعتدل فما فوق .. حنلاقي ان كل من البنت و الولد " و خاصة الولد " بيتربى تربية ناعمة أوى .. كل الطلبات مجابه .. و الحياة متقضية بالطول و العرض .. فلوس موجوده ، خروج براحتك يا حبيبي ، سهر برة ماشى ما يضرش مهو ولد و ما يهموش
عايش كل حياته من ساعه ما بدأ يعي ما حوله لحاد ما اتخرج من الجامعة و هو لا يتحمل أى مسئولية نهائيا الا فيما يخص بعض الرفايع و الى ساعات بيقوم بيها و هو متأفف قوى
فهو لاقى الى يأكله ، و يرتب مطرحه ، و يسال عليه ، و واخده على هواه ع الآخر يعنى

كذلك البنت ، و ان كان الموضوع بيكون معاهم أقل من الأولاد و ده بيرجع لطبيعتها كبنت و التى تستغل فى البيت فى كثير من الأحيان

فى نهاية الأمر البنت أو الولد بيتربوا تربية تخلو من قيمة " تحمل المسئولية " فترة كبيرة من حياتهم ، ما بيتربوش على ان كل واحد فيهم عليه انه ياخد قراره بنفسه ، انه يختار الى شايفه يناسبه ، و انه هو الوحيد الى عليه انه يتحمل نتائج قراره ده ما دام اختاره بكامل ارادته و كامل قواه العقلية ، ما بيتربوش على انهم مسئولين عن حل مشاكلهم بنفسهم ، على انهم ما يعتمدوش على ابويهم فى تسيير شئون حياتهم ، و تنظيمها ، و حل مشاكلها " و ان كان مطلوب المساعده فى حل المشاكل و ليس القيام بحلها " ، ما بيتربوش على اشراكهم فى اتخاذ قرارات محورية فى الاسرة ، على اشراكهم فى مشاكل العيلة ، انه يغرس فيهم ان آرائهم ليها قيمة و فايده و يمكن الاعتماد عليها فعلا
فالأهل ما بيسعوش لغرس هذه القيمة فى أولادهم منذ الصغر بحجة ان كل همهم انهم يريحوا أولادهم .. و بالتالى نلاقينا بنعانى اليومين دول من انعدام " المروءة و الرجولة " فى المجتمع .. و بالتالى برضه بتكون صدمة التحول فى حياة أى ولد أو بنت من هذه النوعية بعد الجواز .. لانه بيلاقى نفسه فجأة مسئول عن بيت كامل بكل ما يتطلبه من رعاية و اهتمام ، و مسئول على الأقل عن شريك حياة له عليه حقوق يجب مراعاتها جيدا ، و أحيانا مسئول عن أطفال عليه تجاههم التزامات متنوعة و متعددة . في حين انه كان متوهم و متخيل انه بعد الجواز حيعيش بمزاجه بدون قيود عليه أو أى التزامات تنظم شكل الهرجلة الحياتية الى عايش فيها .. و ما حطش فى باله انه عليه انه يلتزم بشكل الحياة الى حيتفق عليها مع شريكه علشان الحياة الزوجية لا مكان فيها للانانية بما انها قائمة على المشاركة و التشارك .

بالظبط كده زى لاعب كرة قدم نازل الماتش متحمس جدا بس ما كانش مسخن كويس و بعد أول 15 دقيقة جرى فى الملعب جاله شد عضلي فملاقاش حل قدامه غير انه يخرج من الملعب خالص و يسيب المباراة !!






الاعلام





اعلامنا الموجَّه " المتغرب " - ربنا يطولنا فى عمره - بيلعب على كذا محور فعالين جدا فى هدم صور ايجابية كتير عن الحياة الزوجية و تسطيح النظرة للزواج ، و اختزال الحياة الزوجية فى شوية حاجات مادية و شكلية ،

أولا : تلاحظ كده ان كل افلامنا البهيجة و مسلسلاتنا الوردية على طول مطلعة ان الحياة كلها بمبى و كله بيحب بعضه ، فالشباب... ولاد و بنات... شايفين العلاقة بين الجنسين بسم الله ما شاء الله رؤية هوليوودية رومانسية لولبية ...ده يحب علي نفسه و دي تحب علي نفسها...* و هى لا تجسد واقع الحياة العادي و الطبيعي للأسرة المصرية وبالتالى فببعدها عن الواقع و باثبات نفسها امام المشاهد فى اى لحظة يريد ان يشاهد اى من اعمالها العظيمة جدا ما عليه سوى ان يضغط على زر واحد و يجلس " متنحا " ، " منوما مغناطيسيا " ، مستقبلا بلا اى مقاومة لما يلقى اليه من أفكار ، تشكل فكرا و صورا ذهنية معينة مختزلة الحياة و العلاقة الزوجية فى ابعاد مادية محضة تتعلق بشكل البيت المصري ، و شكل البيه " الزوج " و الهانم " الزوجة " و تركز فى رأسه بأن الزواج ماهو الا صراع بين الاثنين ، و على الذكى فيهما ان يفترس غريمه سواء بالوسائل العنيفة أو بالوسائل الخفية المخملية ، و ان العلاقة الزوجية ما هي الا " صفقة " و عليك أن تدرس كيف تخرج منها مستفيدا أقصى استفادة ممكنة !!
و تلقى بكل هذا التشوه الفكرى المقدم فى الصورة السابقة فى اللاشعور الخاص بالشاب أو الفتاة و التى يستدعيها وقت الزواج ليفاجأ بأنه " اضحك عليه آخر حاجة "


ثانيا : شكل البشر الظاهرين على الشاشة الصغيرة .. شكلهم بمعنى مقاييس الجمال و الجاذبية الخاصة بكل من الولد و البنت المعروضين على الشاشة قدام الشباب و الفتيات طول الليل و النهار .. و الى بتكون غاية فى الزيف و الافتعال و محدش بيفكر فى ده خااااااااااااااااااالص

فالولد و هو قاعد يتفرج على التليفزيون فهو شايف فتاة الاعلان ، بطلة الفيلم ، بطلة المسلسل ، بطلة الفيديو كليب .. جميلة ، و بيضاء ، و شعرها ناعم ، و جسمها متناسق ، و رفيعة ، و جلدها يتمتع بالصحة و اللمعان ، و يخلو جسمها اللولبي من البقع او التجاعيد او الترهلات أو اى حاجه ممكن كده تعكر مزاج سيادته و هو بيتفرج

البنت هى كمان و هى قاعدة تتفرج على بطل الفيلم ، المسلسل ، المذيع ، المغنى ، الاعلان ، العفريت الازرق .. شايفه واحد طويل ، و عريض ، صحته كويسة ، رياضى للغاية ، العضلات بتنط من كل حته ، و فاتح القميص لحاد وسطه ، و وسيم ، و رقيق ، و دمه خفيف ، ولا عنده كرش ، ولا السل واكله و بطنه لازقة فى ظهره من قلة الأكل

بس الى هما الاتنين مش واخدين بالهم منه خالص بقى و هما عمالين يستقبلو الشكل المعروض قدامهم على الشاشة بكل سذاجه ان هذا الشكل مصنوع صناعه محترفة .. و ان كل الى هما شايفينه ده سواء بنات او شباب هو نتاج الميكياج ، و تظبيط الكاميرا ، و تظبيط الضوء ، و تظبيط شكل الحركة و الوقفه ، و ساعات كتير تظبيط البنى أدم الى ظاهر/ ظاهرة على الشاشة بالكمبيوتر شخصيا !!!


و انه لو شاف نفس البنت الى بيتفرج عليها على الشاشة على الطبيعة حيلاقيها حاجه تانيه خااااااااااااااااااالص غير ما بتظهر على الشاشة و حيفاجأ انها سبحان الله زى باقى البنات الى بيشوفهم فى كل حته حواليه فى الدنيا !! لأن الشكل الى بيشوفه على الشاشة ده ملهوش أى وجود على أرض الواقع !! و ان كل الغرض من تقديم الاعلام لهذا الشكل ان و حضرتك قاعد تتفرج عليه " هو " - و الى ممكن يكون واحد مخه تعبان ، الغرب ، عالم موجهه بشكل معين - عمال بيقدملك و يرسملك و يقنعك ان هى دى مقاييس الجمال و مفيش غير كده ، و ان اى حاجه تانيه ما تبصلهاش ، و سيادتك بكل تلاقائية عمال تهز راسك دليلا على الموافقة و انت مش واخد بالك ان الى هو بقدمه ده بيعكس لب و أساس الفكر الغربي المتعفن الخالى من أى قيم و القائم بالأساس على المادية المفرطة فكل ما هو مرئى و ما هو ملموس فهو حقيقة .. و اى شىء خفى أيا كان هو ايه فهذا لا يعترف به .. و ده متسق جدا مع طبيعه الشكل الحاكم لجوانب حياتهم المختلفة

لأ .. مين قال ان هى دى مقاييس الجمال ؟؟ هل البشر كلهم اسطنبه واحدة علشان تبقى مقاييس الجمال الخاصه بيهم واحده بالشكل ده ؟؟
طيب و راح فين بقى الجوانب المتعلقه بالروح و الشخصية و الالتزام و الفكر و النشاط و ما الى ذلك من جوانب معنوية غير ملموسه على الشكل المقدم على الشاشه ؟؟

أصل المتلقى العزيز مش واخد باله ان لو دى هى مقاييس الجمال بالنسبة للشاب أو الفتاة فكده شباب مصر وبناتها بقى المفروض يرموا نفسهم فى النيل !!

و مش واخد باله برضه ان المجتمع الغربي عامة و الأمريكي خاصة - و الى هما السبب فى البلوة دى أصلا - بدأو من كام سنة فاتو يطلقو لعلماء النفس المساحة الكافية لانهم يعملو حملات توعيه للشباب و البنات فى المجتمعات هناك بان : يا جماعه الى انتو بتشوفوه على الشاشة ده مش حقيقي و ان الاعلام من كتر ما بيركز على انه يطلع الشكل البراق للبنت او للولد على الشاشة فده حيعمل كوارث فى المجتمع منها العقد النفسيه و منها انهم بيدفعوا الشباب و البنات للبحث عن القشور المادية فقط فى كل منهما و دفن الجوهر تماما فى تربة طولها 30 فى 25 متر !!

و علشان كده لو تلاحظوا ان الاعلام الغربي بقاله فترة بيطلع فتيات اعلان عندهم نمش ، و شكلهم مش حلو أوى يعنى .. علشان بس يحاول يلم الى عكه قبل كده ..





دماغك أخبارها ايه ... ؟







الجانب الأساسي الثاني فيما يخص موضوع " بيبو و جي جي " هو له علاقة بأشياء تتعلق بالفكر عند بيبو " الولد " و الفكر عند جي جي " البنت " و دى حنلاقي فيها : معايير اختيار ، اتجاهات تحليل ، أساطير زواجية


طيب خلينا نشوف كده الكلام ده معناه ايه ؟؟




معايير الاختيار




خلينا نتكلم على القواعد الأساسية فى الاختيار بالنسبة لمعشر المسلمين علشان بس نحدد الاطر الحاكمة عندنا ايه ، و نحدد كمان احنا حنقيس الواقع على الأصول الحاكمة ازاى

طيب فيما يخص الشباب المفروض ايه : لما ندور حنلاقى الحديث الشريف
:عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ "


و بالنسبة للبنات لما ندور حنلاقى الحديث الشريف : "
إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، وإلا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "

اتفقنا كده ؟؟

طيب نشوف ايه الأخبار بقى




الاستاذ بيبو



من الملاحظ اليومين دول ان بيبو بيه لما بيجي يختار عروسة بيدور فيها على حاجات معينه هو عايزها .. بس المثير فى الموقف ان بيبو بقاله فترة كده و انت حاسس ان " البارادايم " بتاعه اتضرب خالص ..

ليه ؟؟

أقولك انا .. بيبو اليومين دول لما بيجي يدور فهى بيدور على واحده يكون متوفر فيها المواصفات الآتيه بالترتيب التالي :

1. بنوته جميلة

2. بنوتة جميلة

3. بنوتة جميلة

4. يكون مستواها الاجتماعى متقارب معاه

5. يكون مستواها الاقتصادي أقل منه شوية أو أده " و ان كان فى حالة نوفي لسه عارفاها كان عايزها أعلى منه "

6. يكون سنها صغير أو قده فى السن .. و ان كان فى كل الأحوال ما تبقاش أكبر منه

7. تكون ملتزمة دينيا و تتمتع بقدر كاف من حسن الخلق

8. تكون على قدر ما من الثقافة و الوعي

9. اى حاجه تانيه نبقى نشوفها لما نقابل البنت نفسها بقى :)



طيب هى القائمة دى غير مفتعله .. يعنى دى قائمة فعلا لشباب ممن أعرف حولى و خاصة و دى الكارثة انهم من شباب الملتزمين أو ممكن نقول من داخل النموذج الملتزم فى الشرائح الاسلامية !!


الملاحظ فى الفترة الأخيرة و ده المفزع نظرا لما يجب ان تكون عليه طبيعة فكر أصحابه ان فى أوساط الشباب عامة و الشباب الملتزم خاصة بقى قائمة الأولويات تتصدرها مطالب مادية " يعنى ملموسة " بحته .. و يتصدر تلك المطالب ان العروس المبتغاة تكون جميلة مش بس حلوة أو مقبولة شكلا .. لأ .. لازم تكون جميلة .. و فى أحيان أخرى تكون رائعة الجمال مش بس جميلة !! و يبدأ الشاب يحط مواصفات خاصة بالجمال الجسدي المطلوب أقل ما توصف به انها مواصفات " تعجيزية " لكل أولئك الأشاوس الذين يقوم بتكليفهم بمهمة البحث عن ست الحسن و الجمال المطلوبة

يجي بعد كده فى قائمة المطالب المستوى الاقتصادي لأسرة العروس و ده كمان بعد مادى صرف

و الالتزام بقى و الاخلاق و الكلام الى بالكو فيه ده ييجي بعدين .. بس المهم ندور على الاتنين الى فوق دول !!


فتلاقى الاستاذ بيبو بجلالة قدره كده خطب يجي 6 أو 7 مرات و فسخ الخطوبة علشان البنت لم تتوافق و قائمة متطلبات سيادته !!

و ما تسألنيش بقى عن فين احترام مشاعر البني ادمة الى كان مرتبط بيها أو فالنقل الى هى نفسيا و عاطفيا ارتبطت بيه ، أو فين احترام البيت اللي دخله ، أو فين احترام الناس اللي ائتمنوه على بنتهم ، أو فين اعتبار الرجولة والشهامة ، ** و بالتالى كنتيجة طبيعية لازم البنت تتعقد فى عيشتها و تكره الجواز و سنينه الى خلاها ترتبط بواحد ما عملش أى حساب لمشاعرها من الأساس لأنه كان بيدور على " كاتيجورى " معينة تعتمد على الشكل الخارجى و هى ما حققتش طموحاته !!



يعنى كده الحمد لله واخدين نص الحديث و النص التانى نبقى نشوفه بعدين بقى لو توفر النص الى احنا عايزينه .. المهم جمالها و مالها .. و بعدين نبقى نشوف حسبها و دينها بعدين !!








جي جي هانم







المعروف دايما ان جي جي بتكون بتدور على واحد ابن ناس متربي يتقى الله فيها و يحبها و يحسن معاملتها و يكون يتمتع بقدر لا باس به من الأخلاق و الالتزام و من أسرة كويسة و اهله ناس كويسين معاها فى المعامله

الترند الجديد نوفى بقى فى البنات ان عدوى المظهر و الفلوس اتنقلتلهم هما كمان من فترة .. فتلاقى البنت بتدور على واحد وسيم .. و لو جالها واحد يعنى مقبول تلاقيها مش مرتاحه نفسيا كده و تقولك اصله مش وسيم اوى يعنى !!

body building و الجديد ان بند الـ
بقى عند البنت من ضروريات الحياة زى الميه و الهوا كده ..


و بكده الحمد لله نبقى احنا خلينا " من ترضون دينه و خلقه فزوجوه " على جنب وفقا لسمة العصر الغالبة !!




اتجاهات تحليل




الاتجاه الأول فيما يخص الاستاذ بيبو بيقول :


ان بيبو دلوقتى كل فهمه للزواج يرتكز على الجانب الخاص بالمتع الجسدية و فقط .. و بالتالى فهو بيركز فى بحثه على من يتوافر فيها أفضل الامكانيات المناسبة للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه .. فالموضوع من أوله لآخره بالنسباله مجرد نزوه و حتتقضى و خلاص !!


الاتجاه التانى بيقول :


لأ يا جماعة الراجل برضه معذور .. يعنى هو فى مجتمع عمال يشوف فيه فى كل حته عالم تحل من على حبل المشنقة و هو بنى آدم من لحم و دم برضه ، من حقه انه يتبسط يعنى ولا هو ملهوش نفس !!


اما الاتجاه المفسرة لحالة جي جي هانم فهو بيقول : ان جي جي عندها حق شايفه بيبو عمال يؤمر و يتأمر و مبهدل بنات النس معاه علشان بيدور على مواصفات شكلية معينه يا يلاقيها يا بلاش خالص و مش عامل اعتبار لأى حاجه تانيه زى جمال العروسة .. اشمعنا بقى يبقى بيبو آه وهى لأ ؟؟ يعنى جت لحاد عندها هي و وقفت ؟؟!!


و ان كان كل الاتجاهات المفسرة دى اجتمعت على ان فى اى حالة من الثلاث حالات الخاصين بيبو او جي جي احنا بنتكلم على تفضيل للرغبات الانسانية و تغليبها على جوانب التفضيل الاسلامي المتضمن قدر من كل جانب من جوانب المادة و الحس






أساطير زواجية





احدى أكثر الاساطير الخاصة بالزواج انتشارا فى عقول البنات خاصة و الشباب كمان أسطورة تغيير شريك الحياة بما يتوافق مع الرؤية الوردية الى فى دماغ كل واحد ..

و يمكن بتجرى محاولات كتير جدا من أجل هذا الهدف الجليل .. و تبذل جهود مضنية فى ده .. و تتبع وسائل التفافية طويلة عريضه .. منها الشرس و منها السلمي .. و فى الاخر يصدم كل طرف ان الطرف التانى ما بيتغيرش بالقدر الكافى .. او انه ما بيتغيرش أصلا .ز او انه بيتغير بشكل مختلف عن الى هو عايزه .. و بالتالى تبدأ الحياة تسود فى وشه و المشاكل تتفاقم .. مما قد يؤدى فى الاخر لسماع الخبر الثقيل بان : بيبو فرقع جي جي

يمكن المصارحه و المناقشه فى فترة الخطوبة علشان كده بتكون مهمة جدا لاكتشاف جوانب الاختلاف و الاتفاق على كيفية التكيف معها بعد الزواج .. و لو فى حاجه فادحة فى اى طرف من الاطراف حتكون الفرصه ألطف و أكثر هدوءا لان الطرف الاخر يتناقش حولها معاه علشان يوصلوا لحل





متفرقات هامة ...






آخر حاجه معانا فى التدوينة الدسمة دى .. حاجات أنا ما عرفتش بصراحه أسميهم ايه أو أحطهم فين .. ففضلت انى احطهم تحت عنوان " متفرقات " لانى مش عارفه اسميهم أو اصنفهم .. و فى نفس الوقت " هامة " لانها فعلا أساسية و ما ينفعش نغفلها و احنا بنتكلم فى موضوع زى ده


الحاجات دى حنلاقيها بالأساس حاجات تتعلق اما :
بسلوكيات خاطئة ، أو صور ذهنية مسبقة غير صحيحة


طيب خلينا نشوف كل واحدة منهم نقصد بيها ايه بالظبط



سلوكيات خاطئة






السلوك الخاطىء رقم 1


ان بيبو لما يحس ان جي جي شعشعت فى دماغه زى ما قلنا فى الأول .. بياخد وقت طويل جدا عمال يلمح من بعيد لبعيد و يستنى ردود أفعال بأشكال معينه علشان يتأكد ان جي جي تبادله نفس الشعور ..
بس حقيقة فى أحيان كتير مرحلة التلميح دى بتطول أوى بما يجعل الأمر يلتبس على كل من بيبو و جي جي ..

طيب فيها ايه لما بيبو ياخد بعضه كده زى الشاطر و يروح لجي جي يقولها كل الى فى نفسه و يطلب انه يتقدملها ؟؟


واحد حيقولى مهو خايف يكسف نفسه ما يمكن جي جي ما توافقش مثلا ولا حاجه ..


حقوله فى كل الأحوال بيبو سواء كان حيتجوز عن سابق معرفة بجي جي أو انه حيتجوز جي جي جواز " صالونات " زى ما بيقولو هو
فى الاخر عليه انه يعيش المجازفة دى .. يعنى


:
he has to take the risk !!


واحد تانى حيقولى طب مهو ممكن مش مستعد " ماديا " انه يتقدملها دلوقتى

حقوله م الاخر بقى قدامك حل من اتنين


1. ما انتاش قد الجواز يبقى ما تحبش م الأول

2. حتحب علشان انت انسان من لحم و دم يعنى .. يبقى ما تدخلش فى فترة التلميحات و ألغاز الأذكياء دى خالص .. علشان لا تقرف نفسك .. ولا تقرف بنات الناس معاك !!




السلوك الخاطىء رقم 2



ان بيبو بيفضل حاطط وش الأدب و الوداعة و الحنية طول فترة الخطوبة .. و بمجرد انه يعقد الوش ده بيتشال تماما على أساس انه ضمن البنت بقى كزوجة ليه و عليها ليه حق الطاعة و بالتالى فكل الى كان اتفق عليه هو و جي جي و ما كانش جاى على هواه حيمشيه بمزاجه و على البنت بقى انها تقول آمين !!


الصراحه من البداية بين الطرفين هي أهم قاعدة و أساس لحياة زوجية سلمية بعد كده .. اياك و الأقنعة


ملحوظة : هذه القاعده تنطبق بشده على اى من الطرفين " بيبو " أو " جي جي "





صور ذهنية مسبقة خاطئة





تنتشر أقاويل مغرضة بقالها فترة ليست بالقليلة فى أوساط البنات ان " بيبو " لما بيدور فهو بيدور على البنت المستكينة الهادية الى يقولها يمين يمين ، شمال شمال .. بصرف النظر عن اى حاجه تانيه بقى .. و ان " بيبو " قد يعجب كثيرا بزميلته فى العمل تلك التى تتسم بالنشاط و الحيوية و اللباقة و الى آخره من صفات براقه جدا .. و يحبذ ان يتشارك معها فى انهاء المسؤليات الخاصه بالعمل المتراكم فوق المكاتب .. و لكن حينما يتعلق الأمر باختيار الزوجة فانه يعزف تماما عن النظر الى هذا النوع من الفتيات خوفا منه على " بريستيجه " بعد الزواج لو جي جي مثلا طلعت شخصيتها " كوية " ولا حاجه .. و ذلك تطبيقا منه للمبدأ الشهير الذى رفع به صوته هانى رمزى في فيلم محامي خلع حينما قال محادثا مها زميلته المحامية :

احنا ننفع ديوك تكاكى قصاد بعض فى المحاكم .. لكن انا ما احبش ديك غيرى يدن فى بيتي !!

لكن ما تؤكده البنات بشدة مع كثير من التزمر و الغضب في بعض الأحيان : " الى هو ما يعرفهوش ان البنت مننا عارفه كويس يعني ايه زوج و يعني ايه حياة زوجية .. و ازاى تكون زوجه كويسة .. و انها فى الشغل حاجه و فى البيت حاجه تانيه خالص .. هى فى الشغل لازم تبقى شديدة و جد لان فى حدود لازم تتراعى و لان البنى آدميين مش محترمين بشكل كافى .. فلازم توقف كل واحد عند حده .. انما و هى زوجه فى البيت حاجه تانيه .. بس محدش بيفهم ده أو حتى بيقدر يتخيله "




كلمة أخيرة ...


التدوينة دى كلها بكل ما جاء فيها .. جه علشان يذكر بعظم آيتين كريمتين اختصروا كل الكلام ده فى كلام مباشر يسهل على المتأمل فهمه و استيعابه و هما

" ... و أخذن منكم ميثاقا غليظا " سورة النساء .. الآية 21

" و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها و جعل بينكم مودة و رحمة ان فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون " سورة الروم .. آية 21



*******


اعتذر عن استخدام أسلوب خطابي فج بعض الشىء فى طرح الموضوع

و ألفت النظر الى ان ما ورد فى هذه التدوينة ليس على سبيل التعميم .. و انما كان مناقشه لاتجاه واضح هذه الفترة بين الشباب و الفتيات

أسأل الله أن يرزقنا و اياكم أزواجا صالحين يأخذون بايدينا الى طريق الحق .. و نكون لهم عونا على طاعة الله .. و اعمار أرضه :)


دمتم بكل خير :)




_________________________________


* نقلت بنص كلام عمرو طموح فى تعقيبة على تدوينة
ضحكت


** نقلت بنص كلام فدوى من تدوينتها هنا

ملحوظة قبل الشروع فى كتابة أى تعليق من فضلك اضغط هنا



Wednesday, October 14, 2009

سنتيــــــــــــــــــــــــــــن :)




كتبت لتاريخ 7/10/2009







سنتين بحالهم مروا و المدونة دى مستحملانى آخر احتمال .. و لا بتشتكى ولا بتمتعض .. راضيه بحالها و صابرة عليا آخر صبر
السنة الى فاتت لو تفتكروا حكينا شوية عن بداية المدونة و عملنا قراءة ذاتيه سريعه لأفضل ما وجدناه فى مدونات صديقه ..

مممممممممممممم لو حبيت اعمل عصف ذهنى سريع بأفضل ما قرأت السنة الى فاتت دى متهيألى حيكون من وجهة نظر شخصيه متواضعه ما يلى :


مسألة حسابية بسيطة ... سوسة المفروسة : شعار : كلام من القلب و العقل واحيانا...المرارة


::[ Hyper Minds ]:: ........ احتراق الضفائر السوداء ..... عمرو صبحي


و من الخرفان ما قتل ............ عمر الجارحي ...... أيام من حياتي


39 و 40 و 44 و 47 .......... محمد شمس الدين


كبَر تعيش .. و كيف تعرف لحم الخنزير بدون معلم ..... أشرف توفيق .... أخف دم



يا مسرحياتك يا مصر .... و ثقافة الجزمة .... و أمهات في الميكسر .... انسانة .... انسانة


روح الأمل .... عمرو طموح .. الأمير الصغير


روح مدينة .... و هرطقة أنفلونزا .... ابن رفعت .... مطبات


Vendetta .... أجيال .... أنا م البلد دي


simplicity ......و لآليء الصبا .. و استفاقة ..... سكون العبرات standing still


ذكرى مكان ...... كفاية طيبة ........ فيض قلبان و لكن


شاب فقرى .... شاب فقرى ... Revolution


مفيش غير كده .... فلسطينية الهوى .... قررت أن أكون عانس


كوخ و بسمة و قدح شاي تعطر بأنفاسه .... ايناس حليم .... شيزوفرينيا


و ختامها مسك بتدوينة لأوفى أصدقائى

الضحكة مكانها الصورة .... هديل محمد .... نيجاتيف


و كل سنة و انتم طيبين :)



Tuesday, October 6, 2009

رحم الله أستاذي








هذه كانت آخر محاضرة ألقاها على مسامعنا استاذي د/ عبد العزيز شادي فى السنة الثانية لنا بالكلية بنهاية الفصل الدراسي الأول فى مادة الفكر السياسي ..

وجدتها و انا أفتش فى الملفات المبعثرة فى جهازى



كان يشرح لنا الفكر السياسي لدى كل من الغزالي و الماوردي


قال فيها كلمات أسأل الله أن يجعلها فى ميزان حسناته ثقلا له يوم يقف بين يديه .. اللهم آمين





هذه الصورة لأستاذي في احدى المحاضرات أثناء تكليفه لطلابه ( عمرو و عبد الرحمن ) بشرح جزء من المادة للدفعة



فضلا : استمع المحاضرة حتى نهايتها لتستطيع تجميع كل الأفكار كاملة و الحكم على ما قيل من حجج و كلمات




ملحوظة : مدة المحاضرة 38 دقيقة .. اذا لم تستطع سماع المحاضرة و ترغب بتحميلها برجاء تحميلها من الرابط التالي



اضغط هنا




Get this widget | Track details | eSnips Social DNA


Tuesday, September 29, 2009

ألم الفقد





كثيرا ما سمعت و انا طالبة بكليتي الحبيبة عن اساتذه يمرضون و آخرون متعبون ، و تدور دائرة الحياة لتفتك بنا و بوقتنا فتكا لا ندركه الا بعد انقضاء العام الدراسي

كثيرا ما طالعت عيناى أخبارا معلقه على لوحة الاعلانات فى الدور الأرضى بالكلية لوفاة احد الأساتذة .. فأجد من يعرفهم أو من قرأ لهم أو سمع عنهم يتألم كثيرا ..

لم أكن أدرك حينها مدى ألمهم .. لم يكن ينتابنى شعورا حينها سوى أننى أرجو للمتوفى الرحمة و المغفرة اشفاقا عليه من وقفة حسابه أمام رب العالمين

و تعود الحياة لتعصف بقاربى و قارب زملائى من حولى لتملأها صخبا شديدا يلهى عن كثير من فروض و واجبات التواصل الانساني بيننا كبشر فى المقام الأول

و لكن كان لابد لنا من استفاقة

و كانت البداية

" هبة د/أحمد ثابت توفى من ساعات ... ادعيله " .. هكذا القاها لى أحد زملائى فى محادثة عبر " الانترنت " قبل ظهور نتيجة البكالوريوس بساعات قليلة للغاية كان قد بلغ فيها القلق منا جميعا مبلغه


أعدت قراءة الكلمات مرات عديدة قبل أن أنطق بكلمة واحدة .. كان الخبر كافيا لأن يجعلنى أشعر بأننى خارج نطاق الزمن .. فقدت القلق على النتيجه ، و الأفكار التى كانت تراودنى ، و الاحساس بالزمن ، و الاحساس بالمكان ، بل اننى فقدت القدرة على سماع من حولى فى تلك اللحظات التى أعادت فيها عيناي قراءة ما كتب أمامى ..

لم تكن تربطنى بأستاذى علاقات ممتدة .. و لكن كان هول الموقف أكبر من أى كلمات من الممكن أن تقال فى تلك اللحظات .. فقد أحسست بعدة أشياء متسارعة توالت على قلبى حينها ..


" يالله !!! د/ أحمد ثابت !!! ده انا لسه شايفاه فى الكلية الأسبوع الى فات !!!! انت متأكد من الخبر ده ؟؟؟ " .. هكذا أجبت بعدعدة لحظات مرت على كسنوات طوال ..

لم يستطع عقلى حينها أن يدرك كامل الادراك هذا التسارع الزمنى الذى حدث .. د/ أحمد كان يدرسنى مادة الصراع العربي الاسرائيلي طوال الفصل الدراسي الثانى بأكمله .. اجلس أمامه فى تلك الحجرة الصغيرة .. استمع اليه .. و الى ما يدور من حوار بينه و بين زملائى .. نذهب الى مكتبة الكلية لنفحص بعض المراجع ثم نعود اليه مرة أخرى للاستفسار عن بعض الأمور الخاصه بالتكليفات ..نتحدث اليه ، نستمع كلامه ، نحاوره ، و نشكره ، أو نتشاجر معه احيانا .. ثم نعود لنجلس أمامه فى نفس الحجرة الصغيرة فى اليوم التالى لنستمع الى ما يلقيه علينا من كلمات أفادتنى كثيرا و اضافت الى كثيرا .

يالله !!

شعرت بأننا قصرنا فى حقه تقصيرا شديدا حيث لم نتواصل معه بالقدر الكافى .. تمنيت لو يرجع بى الزمن قليلا حتى يتسنى لى معاتبته عتابا رقيقا على تلك اللحظات التى انفعل فيها اثناء حديثه علي .. و اعتذر منه فيما قد يكون بدر منى فى حقه فى معرض حديثي مع زملائى عن اليوم بما دار فيه من أحداث ..

تمنيت أن يرجع بي الزمن قليلا فيخبرنى أحدهم انه قد تم احتجازه بغرفة " العناية المركزة " قبل وفاته بأيام فنذهب اليه و نطمئن على حاله و نشعره بأننا ممتنون له على كل ما بذل من جهد ليفيدنا ولو بالنذر اليسير .

" احنا فى منتهى قلة الأدب على فكرة .. اساتذتنا ليهم حق علينا و احنا ما بنوفيهوش كله " هكذا قالت لى هديل حينما أخبرتها بوفاته .. و هي محقة .. فقد نزلت على كلماتها قاسية للغاية .. و تذكرت " ليس منا من لم يوقر كبيرنا و يرحم صغيرنا و يعرف لعالمنا حقه " .. و اتخذت كلتانا عهدا على نفسها بأن حق و فضل اساتذتنا علينا مقدم على أى ملهى من ملاهى الحياة بعد ذلك .. فالانسان الذى كرمه رب العزة يستحق منا حسن وصله و الاطمئنان عليه .


لم تمض سوى أشهر قليلة حتى وصلنى أن أستاذى الفاضل د/ عبد العزيز شادي قد تم احتجازه بغرفة العناية المركزة لسوء حالته الصحية .. قلقت عليه قلقا شديدا .. فقد كانت تربطنى به علاقة طيبة للغاية و قوية .. و كنا قد فرغنا توا من مناقشه بحث التخرج الخاص بي منذ بضعة أيام ..

استطعت هذه المرة أن أتواصل مع زوجته بما أعاننى الله من جهد للاطمئنان عليه .. حتى من الله عليه بالتحسن و الخروج من المشفي

قابلته بعدها فى مكتبه بالكلية لأجده يرحب بى ترحابا عارما كعادته معى و مع زملائى ممن اعتادو الذهاب لسؤاله او السؤال عليه فى مكتبه .. تبادلنا حديثا طيبا .. و انهينا حديثنا بوعد منه بمكالمتي لاستكمال حديثنا بعد عودته من " المصيف " حيث انه بحاجه ماسه الى الراحة و الاستجمام بعد هذه الشدة الصحية ..

لم تمض سوى أيام قلائل حتى علمت بأنه تم احتجازه مرة أخرى بغرفة العناية المركزة في حالة صحية سيئة للغاية .. و عدت و زملائى للتواصل مع زوجته للاطمئنان عليه .. و طمأنتها حينما نسمع صوتها قلقا على زوجها قلقا شديدا .. و التخفيف عنها قدر استطاعتنا .. فلم يكن استاذنا عبد العزيز بالنسبة الينا استاذا فقط .. بل كان معلما ..

لم يدخر جهدا فى مساعدتنا بأى شكل من الأشكال منذ أن كان يدرس لنا مادة الفكر السياسي فى السنة الثانية لنا بالكلية .. كان حريصا على مناقشتنا فيما لدينا من أفكار .. يستمع الينا جيدا .. و يحاورنا بدقة فيما نطرحه من حجج .. كان دائما مهتم بأن يغرس بنا قيمة العمل ، و اهتم كثيرا بأن يعلمنا كيف نعترض على ما أعوج حولنا من أوضاع ، و نسعى لتصحيحها ، و لم يدخر جهدا فى أن يرشدنا الى الطريق الأصوب فى هذا

لازلت أذكر حينما طرقت باب " غرفة الكنترول " بعد انتهاء امتحاناتى للعام الثانى بالكلية لأطلب منه الخروج من بين أكوام الأوراق الهائلة و ترك ما يغرق فيه من عمل هام للحديث معه - و لم تكن تربطنى به علاقة قوية حينها- فيقبل مبتسما و يترك ما وراءه من عمل و يستقبلنى فى مكتبه ليسمع ما لدى .

لازلت أذكر مدى اهتمامه البالغ بما قدمت اليه من وريقات بسيطة طرحت فيها رؤيتى المتواضعه و تقييمي لما قدمه لنا فى العام الثانى من مادة وما اتبعه فى التعامل معنا من أسلوب تدريسي أو تحاورى أو تقيميي

لازلت أذكر تلك التعبيرات التى ارتسمت على وجهه حين قراءته لورقاتى البسيطة ، و لازلت أذكر سعة صدره فى تقبل كلماتى الناقده بحوار جاد وابتسامة دافئة و اهتمام بالغين ..

لازلت أذكر مدى ترحابه و سعادته حينما طلبت منه أن يشرف على بحث تخرجى هذا العام .. لاتزال كلماته تردد فى أذناي " ده شرف ليا يا فندم "

لازلت أذكر مدى اجتهاده و تعبه معى فى بحثي ، و مدى اهتمامه الجاد بمتابعه سرعة خطواتى فى اتمام كتابته ، و كيف كان يرفع من همتى حينما تخبو " و كثيرا ما كانت " ، و كيف كان يبذل ما فى وسعه لتذليل العقبات أمامى من اجراءات أمنية مشددة حتى أتم بحثى على الوجه الذى أرجوه حتى و ان تطلب منه ذلك أن يستخدم علاقاته الشخصية التى تربطه بمن يعرف فى الجهات المختلفه حتى أتمكن من قضاء عملي على الوجه الذى يرضيني كما فعل !

لازلت أذكر نصائحه التى كان يواليني بها قبل يوم المناقشة ، ولازلت أذكر دفاعه عنى أمام لجنة المناقشة حينما حملونى بأكثر مما أطيق من التزامات أكاديمية

لازلت أذكر مدى فرحته بما بذلناه من مجهود - انا و مريم زميلتي- فى ابحاث تخرجنا ، و فرحته بحصولنا على تقدير امتياز بعد تقييم أعمالنا تقييما دقيقا من قبل لجنتى المناقشة الخاصتين بنا .

لازلت أذكر كلماته الفرحة بعد اعلان نتائجنا " انتو رفعتو راسي .. انا فخور بيكم جدا .. الواحد دايما بيبقى فخور بالطلبة بتوعه أكتر من أولاده .. لانه بيشوف فيهم الى ولاده مش قادرين يحققوه "

لازلت أذكر تلك الكلمات المادحات التى قالها فى حقى بأكثر مما أستحق أمام أحد الأساتذة حينما عرض الأخير على فرصة للعمل معه بوزارة الخارجية

لازلت أذكر تلك الحوارات السياسية التى كانت تدور بيني و مريم و بينه و مساعده لفترات طويلة

لازلت أذكر ولازالت تردد آخر كلمات سمعتها منه بعد لقائى اياه فى مكتبه بعد وعكته الصحية الأولى : " انا حكلمك لما أرجع من المصيف ان شاء الله .. استنيني انا الى حتصل بيكي .. احنا محتاجينلك معانا فى المركز هنا .. من فضلك ما تسيبيناش "


لم أسمع بعدها سوى صوت زوجته على مدار شهرين كاملين احتجز خلالهما بغرفة العناية المركزة .. و كان آخر ما قالته بتأثر شديد فى ثاني أيام عيد الفطر " ادعوله .. حالته سيئة جدا "


البارحة أبلغونى خبر وفاته بالقصر العيني ..

لم أشعر بذلك الشعور الذى اعتصر قلبى حينها من قبل سوى مرة واحدة طوال حياتى ..



تيقنت حينها بأنه ألم الفقد

ألم أن تفقد انسانا عزيزا عليك .. انسانا أحبتته و احترمته كثيرا .. انسانا لم ينقل اليك فقط علما وعيه و درسه و قام بحقه ، بل حرص على ان يعلمك منهجا فى الحياة ، و طريقة للتعامل مع معطيات الواقع المعوج من حولك .. انسانا كان حريصا الا تغرق بفكرك فى متاهات التفلسف و الابراج العاجية و تنسى نزولك الى أرض واقعك لتعمل بما علمت و تعلمت




استاذى الفاضل .. اسأل الله أن يجعل كل خطوة خطوت بها الى تعليمنا علما نافعا ثقلا لك فى ميزان حسناتك .. و أن يجعل كل لحظة أمضيتها فى تغيير سلوكنا و تقويم خطواتنا و ارشادنا الى ما هو أصوب لنا شاهدة لك يوم الوقوف بين يديه .. و أسأله بأن يكتب لك بكل طالب علم جلس يستمعك يوما ثوابا مضاعفا .. و أن يخرج ممن تعلمو على يديك من أبناء المسلمين من ينفع و يخدم و ينصر دينه مستفيدا بما علمته من علمك .. و أن يكتب لك بعدد أنفاسك التى أخذتها أثناء مرضك مغفرة لك و رحمة .. و أن يجعل لك من أبناءك من يصلح أمر دينه و دنياه فلا ينقطع عملك من بعد وفاتك لدعائه لك بالخير .. و أن يجعل علمك الذى نقلت الينا علما ينتفع به .. و أن يجعلك ربى ممن يبشرون بروح و ريحان و رب راض غير غضبان .. و أن ينزل عليك سكينة تغشاك فى قبرك .. و يجعل عملك الصالح مؤنسا لك فى مثواك .. و أن يقيك من عذاب القبر .. و أن يريك مكانك من الجنة فتسكن روحك و تسعد ..

و أن يستجيب لدعائى فهو رب العزة تبارك و تعالى جل شأنه القائل فى كتابه الكريم " ادعونى استجب لكم "


أسألكم الدعاء لأستاذى بما يفتح الله به عليكم من دعاء الخير


لله ما أخذ .. و لله ما أعطى .. و كل شىء عنده بمقدار

رحم الله استاذى عبد العزيز محمود شادي رحمة واسعة و غفر له ذنبه و جعله من المقبولين .. اللهم آمين


و انا لله و انا اليه راجعون


Saturday, September 19, 2009

و من القلب تحية :)





كل عام و أنتم بكل خير و سعادة يا رب
:)



مجرد محاولة بسيطة للتهنئة بالعيد ..


أهديتها منذ عام تقريبا من صديقة عمرى ميرو :)


أحببت أن أهديها اليكم :)




Aid_Said.mp3




Friday, August 21, 2009





كل عام و أنتم بكل خير :)



مرآة مصر العاكسة 3/3





مشاهد ثابتة .. تلك التى تحتفظ بها ذاكرتى من زيارتنا للأسكندرية حتى الآن ..

هي مشاهد متفرقة .. أؤمن انها بحق تعكس جانبا كبيرا من الشخصية المصرية الآن

أترك لكم كامل الحق فى التعقيب عليها و تحليلها .. فأنا بصدق أتعلم منكم الكثير و الكثير :)

و لتكن بدايتنا بما انتهينا به المرة السابقة



الشاطىء :)





لحقت بأمى و أختى ذات يوم الى الشاطىء .. و حين وصولى اليهم .. كانت معالم الهدوء و السكينة على غير العادة تكسو الأجواء ..


لم ألق بالا لهذا الهدوء الغير مألوف .. و جلست بجوارهما .. فاذا بأمى تفتح الحديث


أمى : احنا ركبنا سابت قبل ما تيجي


انا : ليه خير ؟؟ ايه الى حصل ؟؟



امى : و احنا قاعدين فى 3 شباب نزلو البحر .. مفيش 10 دقايق و لقينا اتنين من الى نزلو مفزوعين و بيندهو على التالت و هو مش باين اصلا .. و الناس كلها جريت على البحر .. و الشباب المسئولين عن الشاطىء " البحارة " ركبوا "البدالات " و نزلولهم جرى


انا فى ذهول : و بعدين ؟؟


امى : طلعو بواحد شايلينه مرمى على المركب و مش بينطق خالص قدامنا


انا : و مات ؟؟


امى : قعدو يحاولو معاه و يكلموه .. فين و فين على ما فتح .. الناس كلها اخدت نفسها .. قام الراجل " البحار " شاله على كتافه و مشى بيه علشان يحطه بعيد عن البحر .. مشى بيه فترة و الناس وراهم .. و بعدين فجأة بص للشاب " الغريق " و قاله انت كويس ؟؟ فرد الولد : اه الحمد لله .. قام راميه من على كتافه و هبده على الرمل و سابه و مشى .. و الناس كلها اتفتحت فى الضحك


انا : رماه ع الأرض!!!!!!!!!!!!!!!!


أمى : اه .. بعد ما لقاه بيرد عليه و قاله انه كويس


أنا : كويس ايه !! مهو برضه تعبان و مخضوض و حالته اكيد صعبه يعنى !!! الناس بقت عجيبة و الله



المشهد التانى : الكورنيش :)





اللقطة الأولى


ماشيين على الكورنيش بالليل .. فى محاولة لاستنشاق بعض الهواء وسط هذه النسبة المرتفه للغاية من الرطوبة الخانقة

المحال التجارية ليست بكثيرة فى المنطقة التى كنا بها فى آخر المندرة .. فكل فترة ألمح سوبر ماركت أو ما شبه على جانب الطريق

عادة يأخذنا الحديث أثناء سيرنا .. و فى " عز " انهماكى فى الحديث مع والدى " بضرب بعيني " على يمينى لأجد محلا صغيرا للغاية .. تدرك للوهلة الأولى حين رؤيته أن له طبيعه مختلفه عن باقى المحال الموجوده .. يغلب عليه و على ما به من بضاعه اللون الأخضر


رفعت بصرى لأرى اسم ذلك المحل فوجدته يحمل هذه العلامة




ايه ده !! محل بيره و خمور !! .. هكذا قلت لوالدى باندهاش منقطع النظير .. فقد كانت هذه هى المرة الأولى فى حياتى التى أرى فيها محل للخمور .. و حقا لم أكن أتخيل أن يكون بادٍ للعيان على الكورنيش بهذا الشكل الفج !!

و بعد حوار جاد بيني و بين والدي عن السماح لمثل هذه المحال بفتح أبوابها جهرا هكذا و اعطائها التصاريح .. و عن مرتاديها و جنسياتهم و مدى خطورة مثل تلك المحال على منظومة القيم لدى المصريين لا سيما من الشباب الصغير .. و جدتنى أتسائل حينها عما كان يقصده من أطلق فكره شعار " بلدنا بتتقدم بينا " اذا كانت هذه المحال مرخصة رسميا من الحكومة بالصلاة ع النبى ..




اللقطة التانية


تنتشر بطول الكورنيش المقاهى أو ما يسمونه باللغه الحديثة " الكوفى شوب " .. و تتفاوت فى حجمها و مستواها و مظهر من يرتادونها .. و ان كانت تجمع تقريبا كل الأعمار و لم تعقد قاصرة على الشباب أو الرجال فقط .. بل انها و منذ فترة لا بأس بها أصبحت مصدرا لجذب الفتيات أيضا للجلوس و الحديث و " التشييش " مؤخرا

ظاهرة مستفزة للغاية " شرب البنات للشيشة " عامة و المحجبات منهن خاصة .. و لكن الفرد للأسف اعتاد بصره على هذا المشهد منذ بضع سنوات فلم يعد ينفر منه بنفس القدر الذى كان عليه من حوالى 3 أو 4 أعوام ماضية

على الرغم من ذلك فان المشهد الذى استوقفنى امام احدى المقاهى هذا المصيف كان صادما للغايه أكثر من صدمتى حين سماعى لأول مرة منذ بضع سنوات خبر " ان البنات دلوقتى اتمدنوا و بقو يشيشو زيهم زي الرجالة عملا بمبدأ المساواة يعنى "

طاولة .. و فى قولٍ " ترابيزة " يجلس عليها فردين هما أب و ابنته .. الأب كان يبلغ من العمر حوالى 54 عاما و الابنة فى مقتبل العمر فقد كانت 17 عاما تقريبا .. محجبه .. و هادئة الملامح .. نحيفه القوام .. تجلس فى مقابل والدها على الطاولة فى نفس المقهى لتشاهد المارة كما يفعل كل الجالسين الى جوارها .. اضافة الى انها " تدخن الشيشة "

اينعم .. تدخن الشيشة امام والدها " عااااااااااااااااااااااااااااااتشى جداااااااااااا"

و الهى يخليكو ما حدش يجيبلى سيرة اى قيم او اخلاق او اعراف او تقاليد او اى حاجه فى أى حته




اللقطة التالتة


فى بعض الأيام كنت أحن كثيرا لأن ارى منظر الشروق من " بلكونة " الشقة التى كنا نسكنها .. فقد كانت الشقة مباشرة على البحر لا يفصل بينها و بينه سوى بضع امتار قليلة هى عرض الشارع فقط ..

كنت أصلى الفجر و أقف أتأمل ذلك البحر الواسع و الذى يتضح لونه شيئا فشيئا مع كل ساعة تمر يرتقى فيها قرص الشمس فى عرض السماء

ياله من مشهد رائع .. و احساس بالنقاء أروع .. يغسل عنك كل همومك .. و يحلق بك بعيدا فى راحه عجيبة

لم يكن يعكر صفو هذا المشهد شيئا سوى تلك السيارات التى تتتابع فى قدومها واحده تلو الأخرى على رصيف الكورنيش لتقف حوالى الساعه 4 و النصف فجرا لتنزل منها فتاه أو اتنين و ينزل قائد السيارة .. شاب فى عنفوان شبابه فى العشرينات من عمره و يقف الى جوارها " البنت يعنى " يتجاذبا اطراف حديث ضاحك لعده دقائق ثم يخرج من جيبه محفظة أصابتها التخمة و يخرج عددا من الأوراق المالية و يعطيها ايها لتنصرف بعدها مودعة اياه

هذا المشهد كان يصيبنى بالغثيان .. يالله .. هل المصيف يعد تصريحا مفتوحا لدى البعض بفعل ما يحلو لهم بغرض " الترويح عن النفس " !!! .. و أين هى رقابة أهل أى من الطرفين

لم يكن هذا المشهد نادرا .. بل كان يتكرر كل فجر بصفه مستمرة ..

ما هذا الذى يحدث !!!





المشهد التالت : الشارع :)





شارع الكورنيش " أو هكذا أسميه " .. يتميز بسرعة سير السيارات به نهارا أو ليلا .. و ان كنت أرى ان السرعة التى تسير بها السيارات مقبوله الى حد ما نهارا نظرا لان " الناس مستعجلة على قضاء مصالحها " .. و لكن ليلا هو ما كان يثير قلقى دائما .. و استعجابى فى نفس الوقت .. فان سرعة السيارات ليلا تتضاعف لدرجه خيالية .. خاصه حينما تعلم أن قائديها من الشباب .. و هذا ما كان يثير قلقى .. اما ما يثير استعجابى .. ان القياده بهذه السرعه ما هى الا " نوع من المنظرة .. الهبل .. الغلاسة " التى يمارسها الشباب على بعضهم البعض فى الشارع بلا أدنى سبب معقول أو مقبول من وجهة نظرى


" العربيتين كانو ماشيين بسرعه رهيبة .. و لما العربية الاولانية زنقت على العربية التانيه .. اضطر السائق انه يجي ناحيه الرصيف .. و كانو الولدين دول ماشيين جنب الرصيف قدامه .. ما لحقش يفرمل فطيرهم من شده الخبطة الى خبطهم بيها "

هكذا قال والدى فى الخامسه صباحا فى يوم مغادرتنا الاسكندرية حينما ذهبنا اليه مهرولين حيث يقف فى " البلكونة " على اثر صوته المرتفع فجأة بفزع بقوله " يا ستار يا رب "

كان حادثا بشعا .. تجمع على اثره الناس من كل حدب و صوب على بعد عده امتار قليلة من مسكننا .. و خرج الباقون مطلين من شرفاتهم ليرو ما حدث .. و وقف الجميع فى حالة من الهلع و الذهول و الترقب لمده جاوزت الساعه و النصف يتابعون ما يحدث

كانت نتيجته " الحادث " شابا ملقى على الأرض لا تبدو عليه اى علامة للحياة اطلاقا .. و طفلا صغيرا افاق بعد فترة ليهرول الى قريبه الملقى ارضا يطمئن عليه ..

ظلت المحاولات بلا أى جدوى اطلاقا مع ذلك الشاب المطروح أرضا لمده قاربت على ثلاثة أرباع الساعة .. حتى قذف أحدهم الى الواقفين " ملاءة " ليغطو بها جثته الهامدة .. حينها تبين للواقفين لاأدرى كيف ان هذا لاشاب مايزال على قيد الحياة و لم يفارقها بعد .. فأخذو فى محادثته و طمأنته .. حتى تأتى عربة الاسعاف لنقله

الاسعاف التى اتصل بها الشباب منذ أول عشرة دقائق مرت بعد وقوع الحادث و ظلو فى اتصال مستمر بها طوال هذه الفترة .. و التى لم تأت سوى بعد ساعة كاملة !!!! مع العلم ان الخامسه صباحا " شارع الكورنيش فاااااااااااااااااضى و مفيهوش عربيات الا قليلة جدا "

فى تلك الأثناء و قبل وصول الاسعاف .. مر" موتوسيكل " لشرطة المرور بجانب الحادث و القى نظرة عابرة اثناء سيره و لم يقف أو يهتم أو يبلغ عن وقوع الحادث .. بالرغم من أن المتجمعين من الناس كانو يستغيثون بأى فرد من أفراد الشرطة يمر عليهم .. و الذين كانو جميعا من " المرور "

و هذا ما أثار حنقى الشديد .. حتى و ان كان هذا الشرطى من " المرور " فواجبه كانسان أولا ثم كشرطى بصرف النظر عن مجاله ثانيا أن يقف و يبلغ عن الحادث ..

فهناك وظائف يجب أن يعلم من يمتهنها انها تجعله ليس ملكا لذاته بل ملكا للناس من حوله .. وقتما يحتاجونه يجدوه فى عونهم بصرف النظر عن اى شىء ..

انتهى الى هنا تتابع المشاهد فى رأسى بيوم مغادرتنا لعروس البحر المتوسط .. فما هو رأيكم فيما عرض عليكم ؟؟


Tuesday, July 28, 2009

مرآة مصر العاكسة 2/3






نزلنا الشاطىء يوم الجمعة .. و هي ( غلطة بنت ناس جدا علشان الشاطىء عليه أمة محمد من أهل المدينة ذاتها " اسكندرانية يعنى " و المستوى مش ولابد و المناظر الى على الشاطىء ما يعلم بيها الا ربنا ) هكذا قالت أمى ، و وافقتها فى الرأى أختى .

أما انا فكنت أرى أنها فرصة " لقطة " للتعرف على وجه آخر للحياة لم أعتده من قبل .. كنت حاساها حتبقى فرصة جميلة جدا للتعرف على مصر التي لا أعرف كما فعلت من قبل حين زيارتى لـ " عين شمس " .. و لكن بالطبع أكننت ذلك الرأى في قرارة نفسي و لم أصرح به " علشان اليوم يعدي على خير .. و من غير الدخول فى مهاترات حوارية ليس لها أى نتائج سوى حرقة دم جميع الأطراف المعنية !! "






كان الشاطىء مزدحما جدا بالفعل .. أفواج كثيرة من البشر .. كل الأعمار بدء من السنوات الأولى للعمر و انتهاء بمراحل الشيخوخة


المرح يغلب على الجو العام فى المكان .. البسمة ترتسم على وجوه الكبار و الصغار ..



أدركت أن هناك نوعا آخر من أنواع الفنون الساحرة حقا لن تجده الا فى مصر .. فى مصر و فقط .. هو فن التأمل فى تلك الملامح الدافئة لوجوه من حولك من ابناء هذا الشعب



حقا .. تلك الملامح بها سحر عجيب .. ملامح قانعه للغايه بأقل قليل لديها .. على الرغم مما تخفيه خلفها من " غلب ما يعلم بيه الا ربنا "


ملامح تسمعها تقول لك فى كل لحظة " الحمد لله على كل حال .. احنا أحسن من غيرنا "


ملامح تشعر بمجرد النظر اليها أن بينك و بين أصحابها " عشرة عمر " بالرغم من أنها المرة الأولى و قد تكون الأخيرة التى تراها فيهم


لم أستطع أن أرفع عيناى عن الأطفال و هم يمرحون على الشاطىء .. نقاء و براءة بكل ما تحمله الكلمتان من معنى


ترى لو يعرف كل منهم ما ينتظره فى هذا البلد بعد بضع سنوات قليله قادمة من عمره أكان سيبتسم و يمرح كما هو حاله الآن ؟؟


اكتشفت بمرور الوقت و انا جالسه أتأمل فى تلك الملامح الدافئه لمن حولى ان بهاء المظهر يخفى وراءه الكثير من التشوهات الفكرية و الاجتماعيه التى يجدر بنا الوقوف عندها بالتأمل كثيرا .. محاولة للوصول الى تفسير لسبب منطقى ادى الى تجذر و تغلغل هذه التشوهات فى نفوس اصحابها بهذه القوة .. و التى وصلت الى مرحلة جعلتهم يجاهرون بها بلا تردد أو خوف أو حتى استحياء


أول هذه التشوهات هو فرق الملامح بين الباعة المتجولين الذين يمرون عليك فى عرض مستمر لبضائعهم طوال النهار ذهابا و ايابا و بين مرتادي الشاطىء من باقى ابناء الشعب

هؤلاء الباعة المتجولون يحملون على وجوههم العديد من التعبيرات التى تعكس مدى البؤس و الغلب و الشقاء الذى يعيشون فيه و الذي يحملونه معهم و هم مارين عارضين بضاعتهم امام المصيفين لعل و عسى أن يظفر أحدهم " ببيعة ياخدلو من وراها قرشين "


لا أتعاطف مع الباعه من الشباب بقدر تعاطفي مع نظائرهم من الاطفال و الصبية ..


أشعر دائما بأنهم الأكثر بؤسا و الأضعف جسدا و الأشد تعبا


تذكرت تلك الطفلة الصغيرة التى لم تتجاوز الخامسه من عمرها فى " المصيف " الماضى حينما كانت تمر أمامنا ببعض المشغولات التى تحملها فى يدها الصغيرة " كبشة " واحده .. و تنظر الينا فى عزة نفس لم أر مثلها في عيون الكثيرين ممن هم في مثل عمرها ..
تذكرتها حينما وقعت عليها " عصا الشمسية الغليظة " لتطرحها و جسدها الهزيل أرضا .. ليهرول اليها كل الموجودين على الشاطىء من رجال و نساء ..


تذكرت عيناها الصغيرتين اللامعتين التان كانتا تضيئان وجهها الأسمر الصغير كالبدر كما يضىء ظلام السماء ليلا


تذكرت صوتها الهادىء .. و ابتسامتها الرقيقه حينما داعبتها احدى الفتيات لتخفف عنها ما حدث

أفقت من جديد لأجد نفسي لازلت جالسه على شاطىء الأسكندرية .. يالله .. الفوارق الطبقيه فى مصر أصبحت غير مقبوله حقا .. الفجوة تتسع بشكل متسارع لتأكل من الطبقة الوسطى فى المجتمع .. فاما ترفعهم الى طبقة أصحاب رؤوس الأموال .. أو انها كما هي العاده تقذف بهم الى الاقتراب من خط الفقر أو ما دونه ..


" أرزاق " .. هكذا همستلى نفسي أثناء متابعتى للباعة من أمامى .. منهم من ترى الناس يتخطفون بضاعته متلهفين بشده .. حتى يبيع كل ما لديه تقريبا و يذهب ليأتى بمجموعه جديده لبيعها .. و منهم من يظل حاملا بضاعته طوال النهار ذهابا و ايابا و لا يجد من يشتريها منه حتى يذهب كل من هم جلوس على الشاطىء ..

سبحان الله .. بالرغم من أن جميع الباعه يبذلون الجهد نفسه و يعرضون بضاعتهم أمام الناس ذاتهم .. الا ان مكسبهم فى نفس اليوم مختلف تماما عن بعضهم البعض


ألقيت بنظرى على مياه البحر و أمواجه المتلاطمة من أمامى فاذا بى أدهش لمظهر آخر جذب انتباهي بشده ..


هذه هى السنة الثانية التى يتكرر أماى هذا المشد .. المنتقبات ممن نزلن البحر للمرح قليلا !!


مشهد مستفز للغاية حقا.. سيدة محترمة منتقبه ترتدى اسدالا فضفاضا لا يكشف منها شىء .. تنزل الى البحر مع زوجها .. ساعه .. اتنين .. تطلع كأنها مش لابسه اى حاجه خالص .. .. الملابس المبلله قامت بدورها و زياده فى الغاء صفحه " الحجب " التى يعكسها لفظ " حجاب " ..


قد يتعجب البعض من انى أختص المنتقبات من هذا المشهد .. مع العلم ان المحجبات " الغير منتقبات " يفعلن نفس الشىء و النتائج كذلك ذاتها


أحد المفارقات الأساسية التى الحظها فى جزء كبير من الملتزمين دينيا هو الاهتمام البالغ و المنضبط ايضا بالمظهر الخارجى مع اهمال لجوانب كثيرة جدا من جوهر العقيدة لديهم .. و هذا حقا ما يثير عجبي الشديد .. حيث انه من المفترض ان الرقى فى المظهر الخارجى للالتزام يأتى انعكاسا لتطور الحالة الدينية الداخلية للفرد للأفضل .. و بالتالى يأتى المظهر مكملا و عاكسا لمستوى الرقى الديني لدى الفرد .. و من ثم فان مظهر المنتقبه خاصه يعكس مدى رقيها الديني و وعيها بأمور دينها و تفهمها لها عن عمق بقدر أكبر من مثيلاتها المحجبات و فقط .. و لكن للأسف لم أجد هذا النموذج خصيصا منضبط الا فى قلة قليله للغاية من فئة المنتقبات .. بل ان النموذج السائد هو العكس تماما .. و ان كان غير قاصرا على المنتقبات و فقط بل و يمكن تعميمه على حال الكثير من الملتزمين من الرجال و النساء اليوم ..



لم يكن هذا هو المشهد الوحيد العجيب أو المستفز بالنسبة الى من فئة " الملتزمين " .. حيث انها كانت المرة الاولى التى أرى فيها نوع جديد من أنواع النقاب فى مصر و هو النقاب " الكارينا " !!!!!!!!!!!!!

أي نعم .. " حضرتك قرأت الجملة صح سعادتك " النقاب الكارينا .. بمعنى " بنطلون جينز .. و بدى كارينا .. عليهم فستان -كت- شيفون طوله يمتد لبعد -الركبة- و بعد كل هذا طرحه سوداء فضفاضه تغطى الرأس و الأكتاف و عليهم " نقاب و غشوه " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لا تعليق !!!


لم يكن هذان المشهدان هما العاكسان الوحيدان للتشوه الديني لدى المجتمع المصرى بملامحه الدافئة .. فلم أكن أعلم أن يوم " الجمعة " على شاطىء الاسكندرية يخفى لى من الحكاوى عن حال المصريين الان الكثير و الكثير






عادت عيناى مرة أخرى لمتابعة الأطفال و عفوية خطواتهم و وثباتهم على الرمال .. جذبت عيناي طفلة لم تتجاوز السنتين من عمرها .. ترتدي فستانا أزرق اللون .. شعرها الأسود القصير يعكس عليها مرحا أكثر مما هي فيه .. تحمل ملامح مصرية أصيلة .. ابتسامتها ترتسم على وجهها لتزيدها " طعامة " على جمال طفولتها

أدركت أن والدتها هى صاحبة " الشمسية " بجوارى مباشرة .. لاحظت هي مدى مراقبتي لطفلتها الصغيرة عن كثب فى خطواتها .. فنظرت الى و ابتسمت .. فبادلتها الابتسام .. و ظللنا فى مرحلة تبادل الابتسامات لفترة طويلة على مدى الثلاث ساعات التى قضيتها على الشاطىء ..

كانت طفلتها بريئة للغاية لدرجة دفعتنى أن أعقد العزم على استئذان والدتها فى التقاط بعض الصور الفوتوغرافيه للطفلة .. و لكن لم أشأ أن أذهب لاستئذانها فى حضور كل شباب و رجال عائلتها و فضلت الانتظار حتى يحين موعد صلاة الجمعة و يذهب الرجال من الشاطىء لاداء الصلاة " و اهو كلها ساعه الا ربع و الاذان حيأذن يعنى "






حان موعد الصلاة .. و دوى صوت المؤذن ليملأ الأرجاء ..

خمس دقائق

عشرة دقائق

ربع ساعة

ثلث ساعة

نصف ساعة مضت منذ وقت الأذان و لم يتحرك أحد من مكانه الا قلة قليلة .. اما كل الشباب و الرجال مازالو فى أماكنهم و يتصرفون بشكل طبيعي طبيعي " طبيعيييييييييي فيتراك :$ "


بالرغم من محاولتى الجاده فى اسكات صوت نفسي الهامس بداخلى .. الا ان همستها هذه المرة كانت أقوى من محاولات اسكاتى لها .. " ايه الوكسه دى !!! " كانت هذه همسه عالية من داخلى .. لماذا لم يذهب الشباب للصلاة ؟؟ " البحر مش حيجري يعنى !! "


أخرجنى من حالة المحادثة الذاتيه صوت مجموعة من الشباب الاسكندرانية الجالسين على يميني .. كانوا مجموعة يقرب عددهم من ال7 أفراد على ما أتذكر .. كلهم تجاوز العشرين من عمره .. و أدركت من ثنايا حديثهم أنهم " تجار "


كان أحدهم يجرى مكالمة هاتفيه يطلب من الطرف الاخر المحادث له أن يحضر لهم معه و هو قادم " معسل .. علشان يظبطو دماغهم "

بعدما أنهى المكالمة سأله أحد أصدقائه عن شىء ما .. ثم رد الشاب بعدها " أنا حروح أجيب بيرة .. حد ييجي معايا "

رد أحدهم : " لا الى عايز يسكر يبقى يسكر لوحده "

رد آخر : " ابقى هات عدد ... بيرة "

رد الشاب : " لا فلان ده ما بيشربش بيرة .. بيشرب بيريل بس "

أنا : :$ :$ :$ :$ :$ :( :( :(

أكمل الشباب حديثهم .. موجها أحدهم سؤاله للشاب الذى كان يجري المكالمة الهاتفيه

" و انت كنت متنرفز ليه كده بس "

رد على سؤاله : " فلان عايز يروح يصلى يا سيدي و مش جاى دلوقتى .. هو حر بقى .. "

عقب آخر : " اه .. طب و ماله ما يروح يصلى .. ما احنا المفروض نروح نصلى احنا كمان .. يلا بينا ؟ "

رد الشاب مرة أخرى بعلو الصوت : " أنا ما بصليش .. ولا جمعة .. ولا سبت .. عايز تصلى .. روح يا عم صلى .. ربنا يهديك "


انتظرت أن يحدث ما توقعت بأن يقوم الشاب الذى دعاهم للصلاة بجمع باقى العدد و يذهب بهم للمسجد تاركين ذلك المجاهر وحده .. أو حتى أن يقوم الشاب بمفرده و يتركهم جميعا ثم يعود اليهم بعد الصلاة .. لكن ما حدث بالفعل .. هو أنه لم يتحرك أحدهم من مكانه .. و اكملو تبادل حديثهم بشكل " عاااااااااااااااااااااااااااااااادى جدااااااااااا "


صدق حقا مالك بن نبي حينما قال بأن فى وطننا العربي الان " هناك انفصالا بين العنصر الروحي و العنصر الاجتماعي ، هناك فرق بين المبدأ و الحياة "

نعم كان محقا ..

و كان محقا كذلك حينما قال أن تهيئة " المحيط " للاصلاح هو من الشروط الاوليه لحل مشاكلنا ..

كما كان محقا أيضا .. ان داخل شبابنا تكمن جذوة الايمان لانها هى الحقيقة الأولى للروح .. و لكن تنتظر من يوقظها ثم بعد ذلك من يهيىء لها المحيط ليصل ما بين الروحي و الاجتماعى .. فلا نشهد انفصاما بين السلوك و المعتقد


ما قاله مالك بن نبي ينطبق بحذافيره على ما حدث مع الشاب الذى أراد الصلاة .. لم يكن المحيط مهيئا على الاطلاق بالرغم من رغبته الصادقة فى الذهاب لاداء صلاة الجمعة .. لم يجد من يشجعه .. او حتى ما يحمسه على الذهاب .. لا فى محيط اصدقائه .. ولا فى محيط باقى الشباب و الرجال ممن لم يذهبوا للصلاة .. و بالتالى ظل هو جزءا من منظومة متسقه مع ذاتها للغايه و لم يصبح شاذا عنها حينما عزم الذهاب ثم جلس مكانه و لم يفعل ..


جذبت عيناى مرة أخرى الطفلة ذات الرداء الأزرق .. و قررت أن أذهب هذه المرة الى والدتها لاستئذانها فى تصوير ابنتها

كانت الأم تحمل نفس ملامح الطفلة تقريبا .. نفس الملامح المصرية الجذابة .. بالرغم من أن الأم و الأسرة بكاملها كان يبدو عليهم أنهم من المناطق الأكثر شعبية فى المدينة .. الا ان ملامحها كانت تنطق بأصاله مصرية رائعه حقا

اندهشت كثيرا حينما وجدت الأم التى لم تتجاوز الحادية و العشرين لديها طفلتان احداهما تبلغ من العمر حوالى 7 سنوات و الأخرى هى تلك الصغيرة التى استحوذت على انتباهي

حينما وقفت بجوار الأم تصنعت هى في البداية عدم ملاحظتها لي .. فابتسمت كثيرا .. و حينما بدأتها بالسلام .. و جدتها فى غاية السعادة و ترد السلام على و تفاجئنى بسؤالها " ازيك ؟؟ عاملة ايه ؟؟ " .. فى هذه اللحظة كانت نفسى تقول " يا الله .. المصري ده انسان عجيب .. عشرى لدرجه غريبة فعلا .. فهذه السيدة لا تعرفنى مطلقا و لكنها تسألنى عن حالى بطريقة توحى بأن بيننا علاقات وطيدة :) "

حينما استأذنتها فى تصوير ابنتها رحبت للغاية .. كانت فى أكثر لحظات سعادتها .. و فوجئت بها تقول لى : " هاجر دى بركة .. دى مولودة و مكتوب على صدرها اسم " محمد " حتى بصى " .. و كشفت جزءا من جسد ابنتها .. و اشارت باصبعها لموضع محدد ..

نظرت بدقه بالغة .. فلم أر سوى منمنمات صغيرة لها لون أغمق قليلا من جسد الطفلة متجمعه مع بعضها فى هذا الموضع .. و لم تكون شىء سوى شكلا أقرب " للنمش " منه الى اى شىء آخر ..

يالله على اعتقادات المصريين .. ما الذى جعل هذه الأم تعتقد فى أن النمش الموجود على جسد ابنتها يكون اسم " محمد " بالرغم من انه لا يعكس هذا اطلاقا .. و ما الذي يجعلها تصف ابنتها بأنها " بركة " لمجرد وجود هذا النمش على جسدها !! .. بل و ما هو مفهوم " البركة لديها من الأساس " !!! :) :)


ابتسمت .. و داعبت الطفلة و أختها التى اتت مهرولة لترى ما يحدث .. و التقطت صورة للطفلة لم تكن من منظور جيد كما كنت أرغب و لكن يبدو أن انتباهى لان " أمة محمد من الشاطىء بتبص عليا فى تلك اللحظة و بتشوف ايه الى انا بعمله أربكنى قليلا "

شكرت الأم و هممت بالرحيل لأجدها تعرض على أن التقط صورة أخرى لطفلتها هذه المرة حين ارتدائها " للبرنيطه" .. ابتسمت كثيرا و تعجبت من هذه الأم التى لا تعلم عنى أى شىء .. ولا تعلم من سيرى صورة طفلتها .. ولم و لن ترى ما التقطه من صور لابنتها .. و لكنها شديدة الحرص على ان تظهر ابنتها فى أفضل شكل ممكن :)

التقطت صورتين اخرتين و شكرتها ثانيه و استأذنتها فى الرحيل .. فودعتنى بدعاء انطلق منها فى عفوية و بساطة شديدة قائلة " عقبال ما تشوفى عدلك يا رب :) "

ذهبت من أمامها و ترتسم على وجهى ابتسامة اعجاب و دهشة كبيرة من ذلك الشعب .. الذى لو كتبت فيه مجلدات عديدة عن طبيعة ابنائه و تركيباتهم النفسية لما أوفته حقه ..


اتجهت بعدها الى الشقه مرة أخرى .. لتناول الغداء مع اسرتى .. و الراحه قليلا :)