Tuesday, November 23, 2010

عن الثمن أتحدث








" اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهم سالمين "

كثيرا ما تردد على مسامعي هذا الدعاء منذ نعومة أظافري .. خاصة فى أوقات الكروب .. و الذي ينطلق عادة من مآذن المساجد المحيطة في ختام خطبة الجمعة .. فلم أكن ألقي له بالا شأني فى ذلك شأن بقية الأطفال ممن في سنى " ولا فارقة معاهم خطيب المسجد بيقول ايه أساسا يعنى "

و مرت بي السنون الى أن وصلت لمرحلة أدركت فيها معنى الدعاء فكنت ببساطة كما هو حال الكثيرين أندفع بالتأمين عليه فور سماعه .. تشفيا في " البعدا الى ما يتسموش " و تلهفا على أن يمن الله علينا بحياة نقية بعض الشيء عما نعيش فيه ..

و منذ عدة سنوات ورد الدعاء علىّ " بالصدفة المحضة " أثناء مشاهدتي فيلم " واحد من الناس " و جاء الدعاء على لسان كريم عبد العزيز " محمود فى الفيلم " مخاطبا الصحفية " بسمة - و الى أنا مش فاكرة دلوقتى اسمها كان ايه - " " و قالها بالحرف الواحد : زمان يا ... كان أبويا بيدعى دعاء انا ما فهمتوش الا دلوقتى اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهم سالمين .. قولى آمين "



أنا بقى - و أعوذ بالله من كلمة بقى - بقولكم من موقعى هذا " أوضتى يعنى " أوعوا تقولوا آمين


لو دققت النظر فى الدعاء بعض الشيء ستجده يحمل شحنة من السلبية و الخضوع
" ما يعلم بيها الا ربنا "

و لك أن تقول كل ما تريد -بقى- بداية من : فلسفات الركون و الخنوع و عدم تحمل المسئولية ، و مرورا بالايدين الى في الميه وفقا للمثل الشعبي المعروف ، و المشي جنب الحيط ، و يا حيطة داريني " و ده أهم فنكشن للحيطة على الاطلاق في قاموس المصريين ".. و وصولا الى البلادة و التناحة و تكبير الجي و ترييح الدي ..

شخصيا اعتبره دعاء " الجبناء "

تماما كما فعل بنو اسرائيل منذ آلاف السنين مع نبي الله موسى حينما قالوا له : " اذهب أنت و ربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون "


كانت تحكمهم الفلسفة ذاتها .. فلسفة " احنا بره الموضوع "


ذات مرة أرسلت لي هدى أغنية لاحدى المغنيات السوريات تدعى أميمة خليل و كانت الأغنية تحمل اسم " عصفور " .. لفت انتباهي من بين أبيات الأغنية الرائعة .. بيتا بالتحديد .. هو ذلك البيت الذى كان يقول :

" قبل ما يكسر الحبس .. اتكسر صوته و جناحاته "


و حينها بدأت محاولتى فى الاجابة على السؤال الأزلي الذى يسأله الجميع منذ عدة سنوات : لماذا لا يثور المصرييون ؟؟


تسمحلي أسألك سؤال ؟؟ ..


عمرك دخلت سوبر ماركت تشتري للحاجّة الطلبات و لما جيت عند الكاشير لقيت الراجل مبتسم ابتسامه عريضه و بيقولك : خليها علينا المرة دي يا باشا ؟؟

طيب عمرك ما ظبّت مع اصحابك و لميتو بعضكم و روحتو على دريم بارك و لما وصلتو للبوابة هناك لقيتوهم كاتبين بالبنط العريض النهارده " فري أوف تشارج " ؟؟


بلاش .. عمرك اشتركت فى عرض فودافون بتاع حكاوي فريندز و لقيت نفسك فعلا بتتكلم باقى اليوم من بعد أول 3 دقايق ببلاش ؟؟


ببساطة شديدة .. ان كل شيء يطلبه الانسان يقابله ثمن يتحتم عليه دفعه من أجل الحصول على ما يريد


حينما أتوقف لحظة للتأمل .. أجد أن فلسفة دفع الثمن هي فلسفة ديناميكية للغاية .. فلو أردنا تفكيك هذه الفلسفة الى مكوناتها الأساسية سنجدها تتمحور في :

1. وجود فاعل " الانسان "

2. وجود قابل " المطلب "

3. حدوث فعل " الدفع / التدافع - التصارع "

و بين هذه المكونات الثلاث تنساب مجموعة فرعية من المكونات المتفاعلة فى شبكة متماسكة للغاية كل نقطة فيها تعتبر مركز ثقل يغذي العملية بأكملها لا يمكن اغفاله

**

و اسمحولي بحبة كلكعة =)

**

لدينا " انسان " تتولد لديه " الرغبة " التى ستخلق " الدافع " لديه لمعرفة المزيد عن مطلبه ، و بتراكم هذه المعرفة سيتكون لدى الفرد نوع من " الوعي " بهذا المطلب ، و من ثم سيتكون لدينا " الايمان " بالمطلب المبني على تراكم المعرفة المكونة من خبرات نظرية و حياتيه ملموسة ، و هذا الايمان بدوره سيكون العامل الرئيس فى تكوين " الارادة " لدى الانسان للحصول على مطلبه ، و الارداة ستخلق " العزيمة " التي هي وقود " الهمة " و علو الهمة يقود الفرد الى " العزم " ، و حينما نصل الى العزم فلابد و أن يترجم في شكل " فعل " ملموس على أرض الواقع .. و حتى يتحول العزم الى فعل يجب توافر " الامكانات " من وقت و فكر و وسائل و جهد مبذول .



ان كل ما سبق اذا توفر سنجده يحدث حالة من الحراك المجتمعي التي تتبلور في صورة " التدافع " بين الأفراد المختلفين من أجل الحصول على " مطلبهم " .. هذا التدافع لابد و أن يقابله " تصارع بل و أحيانا محاربة " من بعض الفئات ولا سيما تلك المستفيدة من اعاقة الأفراد عن اوصول الى " مطلبهم " و بقاء الوضع على ما هو عليه .

و هنا تحديدا يظهر لنا أهم مفهوم على الاطلاق في هذه المعادلة ألا و هو مفهوم المواجهة.

***

انتهت الكلكعة خلاص =)

***


ان أى مجتمع يرغب فى " الاصلاح " عليه أن يدفع ثمن هذا الاصلاح .. دفع الثمن بما يتناسب و قيمة ما ينبغى اصلاحه

بمعنى : هل الاصلاح المرغوب هو اصلاح اقتصادي ؟ أم سياسي ؟ أم عسكري ؟ أم ادارى ؟ ام سلوكى ؟ أم قيمي ؟ أم ديني ؟ أم ثقافي ؟

أم اننا نواجه ذلك النوع من الاصلاح الكلى " بنفوّر المجتمع " " بنشيل القديم نرميه فى الزبالة و بنجيب واحد جديد بعلبته " ؟



حتى يحدث الاصلاح لابد و أن تسبقه عملية المواجهة


و يمكنك القول بأنه لن يحدث اصلاح حتى تحدث مواجهة


مواجهة حقيقة .. مواجهة من الداخل " و من الداخل أوي كمان " .. تبدأ بمواجهة الذات .. انك كفرد قادر على الوقوف أمام مرآة حقيقة واقعك .. " انك ترضى تبص لنفسك في المراية " .. أن تكون صادقا مع الله .. ان تكون أمينا مع نفسك ..
ان ترى العيوب بوضوح .. و انك بعدها لا تقبل بالخطأ و لا تسكت عليه " فالسكوت عن الخطأ قبول به ، و القبول به تصريح ضمني للمزيد " .. انك تحاول اصلاحه .. و هنا تأتى مرحلة دفع الثمن .

قراءة التاريخ فى غاية الأهمية هنا .. و قراءة سير الصحابة رضوان الله عليهم و تتبع مراحل المراجعات الذاتيه التى مروا بها حتى وصولهم للاسلام في غاية الأهمية اذا كنا نريد أن نرى أمثلة حقيقة على مواجهة الذات و تحمل المسئولية .. فلسفة الاختيار .. " فما الحياة الا قرار و ما القرار الا اختيار " .. ( أمال هما ليه في كتب العربي زمان كانو واجعين دماغنا ليل نهار بأبيات أبو القاسم الشابي الى بتقول :

اذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن يجنلي .. ولابد للقيد أن ينكسر )


لذلك لا أعتقد أن المجتمع الذي يريد " ان ربنا يفرجها عليه و يخلص من البلاوى الى كابسه على نفسه " يستحق أن يحصل على هذا " الفَرَج " و دعاء ابنائه "
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهم سالمين " .. ( طيب بالعقل كده .. لو ده حصل فعلا و الظلمة كلهم خلَّصوا على بعض .. انت تاخدها مقشرة كده مقابل ايه يعنى ؟؟ ايه الى انت عملته علشان تستحق الحياة الكريمة بعد ما الظالمين يغوروا فى داهية ؟؟ )


الثمن المطلوب مقابل حرية الانسان ليس تجويعا ولا اذلالا ولا قهرا ولا يومين فى السجن ولا ضرب فى مظاهرة ولا حتى بلطجية الوطنى فى الانتخابات ..

ثمن حرية الشعوب دائما يكون مدفوعا من أرواح أبنائها .. و من دمائهم .. و التاريخ خير شاهد


فكما قال جلال عامر " الأمة التى تفضل التغيير فى السرير لن يغيروا لها إلا «البامبرز».. "



****

بقيت جزئية واحدة في هذة التدوينة


هي تلك المتعلقة باستراتيجيات التغيير


من فوق ولا من تحت ؟؟؟


سؤال موجَّه لفئة " الشباب " من الشعب عموما و للاخوان " باعتبارهم المعارضة الوحيدة " المحترمة " على الساحة السياسية المصرية حتى الآن من وجهة نظري " خصوصا :

هو لما واحد يقعد أكتر من 20 سنة بيدفع تمن حاجة ما بيحصلش عليها ده يبقى اسمه ايه بالصلاة ع النبي ؟؟


طيب ولو واحد مدرك ده تماما و مع ذلك مصمم على نفس الاستراتيجية بتاعته الى مش جايبه نتيجه فى كل السنين دى .. يكون تبرير ده ايه ؟؟

الى حصل فى اسكندرية و مدينة نصر و المنيا و الى لسه حيحصل .. ده كله بيتدفع مقابل ايه ؟؟؟؟


شيئان متوهمان عند الناشطين السياسيين سواء مستقلين أو اخوان أو داعمين للبرادعي :

1. الاعتماد المكثف أحيانا على المظاهرات و المسيرات و اللافتات و البوسترات و الشعارات و الفيس بوك في مسيرة " التغيير "

2. حلم التغيير من أعلى


أما بالنسبة للنقطة الأولى : فهذا تحديدا ما يسمى بنضال الباتون ساليه .. لا يوجد أى نوع من تناسب القوى نهائيا بين الفئتين .. " ناس معاها شوم و مطاوي " و " ناس معاها لافتات و شعارات " ( سلمولي على التغيير بقى ) .. " لاأخلاق في السياسة " جملة وجعولنا دماغنا بيها في الكلية لما اتخصصنا علوم سياسية ( يا رب الناس تفهم ).

ما قاله تميم في قصيدة الخط أعتبره كافيا : " أما خليفة السبع أبو زيد الى فى ملامحه جبل و صعيد جوعته و اديته عصاية و بتذل فيه م العيد للعيد .. لو يوم يقول بس كفاية راح تجرى فى البر مدابح .. ده مش بتاع يسقط و يعيش "




بالنسبة للنقطة الثانية : " و معلش استحملوني فيها شوية علشان بس أنا دمي محروق و محتاجة أفك الطلاسم الموجوده على الساحه دي " .. بالنسبة للجمعية الوطنية للتغيير : الكلام المكتوب فى بيان التغيير زي الفل .. سؤالي معلش .. بعد ما يتم جمع الأصوات المطلوبه ..وبعدين ؟؟ الخطوة الى بعد كده ايه ؟؟ حتطلعو بالبيان ع الحكومة الموجوده في السلطة تقولوها الشعب موافق على ال7 مطالب دول لو سمحتى غيري بقى فتقوم هي مغيرة على طول ؟؟ الآلية المطروحة ايه في اجبار الحكومة الموقرة على التغيير يعنى ؟؟


بالنسبة للاخوان : "انتخابات" ايه دي يا جماعة الى انتو داخلينها ؟؟ أو السؤال بشكل تاني : انتو داخلين "الانتخابات" ليه أصلا ؟

لو قلت سيبكو من السياق المجتمعي و المناخ السياسي المصري و من مدى تأهيل الشعب لخوض عملية سياسية بحق ..

هل يعتقد الاخوان حقا في امكانية كسر الدائرة المفرغة و تحقيق الاصلاح عن طريق الآلية " الانتخابية المصرية " و اعتمادا على مبدأ التغيير من أعلى ؟؟


أتذكر حكمة قالها أستاذي الدكتور سيف الدين عبد الفتاح في احدى المحاضرات : " ان مواجهة شبكة الاستبداد في المجتمع لا بد و أن تكون بشبكة اصلاح فالنموذج الشبكي لا يُقابل الا بنموذج شبكي مثله حتى لا يتم ابتلاع المُصلح من قبل شبكة الاستبداد "


هناك قصور فادح لدى الجماعة في مساحات التواجد المجتمعية باختلاف أنواعها و التى أدَّعي أنها أهم و أكثر فعالية من و أسبق على " الانتخابات " مائة مرة


أين أنتم ؟؟ أين أنتم في العشوائيات ؟؟ في وسائل الاعلام ؟؟ فى المقاهي ؟؟ فى الشارع ؟؟ فى الكافيهات ؟؟ فى المدارس ؟؟ فى دور العباده ؟؟ في الجامعات ؟؟ في وسائل المواصلات ؟؟ في النوادي ؟؟ في المكتبات ؟؟ في دور النشر ؟؟

" و محدش يقولي القيادات متاخدة الله يكرمكم... الشباب الى ماشي في مسيرات في الشوارع في انحاء مصر بقاله ما يقرب من أسبوع و اتضرب و اتبهدل و اتمرمط .. بيعمل ايه طول السنة ؟؟ "

كيف يمكن لأى حزب / جماعة / فئة تمتلك بعض الحكمة السياسية أن تخوض ما يسمى مجازا بالانتخابات بدون الاستناد الى قاعدة شعبية " عريضة و متنوعة " داعمة على استعداد أن تقلب الدنيا رأسا على عقب من أجل من تدعمهم اذا تم تزوير الانتخابات أو تم التعرض للناخبين أو أى فرد من المنتمين للحزب / الجماعة / الفئة بسوء كما يحدث الآن ؟؟ خاصة اذا كان هذا يحدث في مجتمع به شبكة استبدادية فاسدة متغولة و متغلغلة .


و كيف ستتكون هذه القاعده اذا خلت مساحات التواجد المجتمعية من الفاعلين بالأساس ؟؟




لماذا لا يثور المصرييون ؟؟ أزعم أنه ليس لعدم قدرة المصري على دفع ثمن حريته .. بالعكس فهو قادر على دفع الثمن و ببسالة و التاريخ خير شاهد .. لكني أعتقد أن المصريين غير راغبين في دفع الثمن في الوقت الراهن !!

________________________________

أعتذر عن الاسلوب الخطابي الهجومى بعض الشيء و لكنه ناتج من قلب محترق أسفا على ما يحدث في حق أحبائه هذه الأيام =(



Tuesday, September 28, 2010

فضفضة جوانية 8/8




مصر التي أعشق



الساعة السادسة و النصف صباحا


لم تتضح معالم الأبنية و ألوانها تماما


نسمات باردة تلامس وجهى بين الفينة و الأخرى أثناء وقوفى فى " البلكونة "


الشارع يخلو تماما من المارة


هدوء و سكينة على غير العادة يلفان المكان


تبدأ بعض مظاهر الحياة تدب شيئا فشيئا فى الطريق


استيقظ حارسو العقارات .. كل اتخذ موقعه كما لو كان مبرمجا بدقه بالغة أمام السيارة الموكل بتنظيفها


انهم الطبقة الكادحة من هذا الشعب .. تستيقظ باكرا طلبا للرزق .. قياما بما وكّل اليها من مهام


كل يعرف الآخر معرفة جيدة


على الرغم من عنائهم الا انك ترى وجوههم يعلوها الابتسام


حركة خفيفة يشهدها الشارع حينما ينتقل كل " بواب " للجهة الأخرى للسلام على رفيقه فى العمارة المقابلة و تبادل حديث قصير


زوجة كل " بواب " تقف بجواره و هو يقوم بعمله


مشهد يجعلك تتفكر كثيرا .. مشهد حقا جدير بالتأمل .. ينطق بكثير من الكلمات فى صمت شديد


حينما تنظر الى هذا المشهد تشعر كما لو أنه يقول لك ان صمود هؤلاء الرجال انما هو وليد قصة طويلة بديعة من صبر و مؤازرة زوجاتهم معهم على طريق الشقاء فى هذا البلد


ترى بالرغم من كل شيء نظرة الرضا فى أعين هؤلاء جميعا


تشعر بأن عيونهم و عيونهن تنطق " بالحمد لله " طالما ما زال لدينا ما يقوينا للوقوف على أرجلنا فوق هذه البسيطة


و على الرغم من ذلك فان ملامح وجوههم المدققة للغاية قد شاخت قبل أوانها بكثير


يتردد بداخلى بقوة حينها سؤال واحد فقط


يا ترى ماذا سيحدث لو تمرد " البواب " يوما ؟؟




***


الساعة السادسة و النصف صباحا


أصوات التكبير ملأت الأفق


جميع المآذن توحد صوتها فى تلك اللحظات بـ " الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله .. الله أكبر الله أكبر الله أكبر و لله الحمد "


أفواج البشر تتوافد الى الشارع فى منظر مؤثر للغاية


الكل استيقظ من نومه باكرا ليرتدى ملابسه و يذهب لصلاة العيد


كل فرد يحمل سجادة الصلاة الخاصة به معه فى الطريق


أصوات ضحكات الأطفال تتعالى بين الحين و الآخر


النساء يمسكن بأيدي أطفالهن


الرجال يوجهون أسرهم الى مكان الصلاة المنشود


الوجوه جميعها تعلوها فرحة كبيرة و ابتسامة عريضة


يتقافز الصغار و يتسابقون الى المساجد أمام آبائهم


الأفراد يتبادلون التهنئة بالعيد مع كل من حولهم ممن يعرفون و لا يعرفون


تختفى مظاهر التباينات الاجتماعية الى حد بعيد صبيحة يوم العيد


الجيران تتبادل الأحاديث الباسمة


الأصدقاء يتجمعون فى حلقات واسعة


السكان يتبادلون التهنئة بالعيد مع أسرة " البواب "


امتلأت السماء بسحب بيضاء بديعة فى هذا الوقت


و امتلأت الساحات بالمصلين فى منظر بهيج للغاية


امتزجت الجنسيات معا فى ساحة الصلاة لتكون جسدا واحدا اسلاميا رائعا


مشاهد كثيرة تتوافد على الذهن


أكثرها كان تخيلي لمشهد صبيحة العيد بعد استرداد بيت المقدس على يد صلاح الدين الأيوبي .. ذلك المشهد الذى ارتسم بداخلى من قراءتى لرواية يوم القدس التى درسناها فى الثانوية العامة .. شعرت بحنين عجيب بداخلى له .. و تمنيت لو كنت من أهل ذلك الزمن و ممن شهدوا تلك الفرحة العارمة و تلك الأجواء العظيمة


دعوة انطلقت فى الفضاء قائلة : اللهم قد أتى العيد على أمة حبيبك المصطفى و هي فى كرب عظيم .. اللهم ارزقها فرحة بيوم عيد لا تحزن بعدها أبدا يا كريم




***


انها السادسة و النصف صباحا


أصوات سيارات المدارس أحدثت ضجيجا عاليا أثناء مرورها على بيوت الطلاب


الشارع امتلأ عن آخره " بأتوبيسات " مختلفة الأشكال و الألوان


تبدو العمارات كما لو أنها تخلو تماما الا من الطلاب و أمهاتهم


كل بناية تجد أمامها طفلا أو اثنين يرتدون بذّات مدرسية مختلفة الألوان


الأطفال الذكور الأكبر سنا يمسكون بأيدي أخواتهم الاناث متجهين سيرا على الاقدام فى صف بديع الى مدارسهم


بينما يهرول آخرون الى السيارات المنتظرة أمام منازلهم و هم يحكمون اغلاق " سوستة الجاكيت الرياضي المدرسي " و يضعون حقائبهم على ظهورهم و يلوحون لأمهاتهم الآتى وقفن فى الشرفات لأخبار السائق أن أطفالهم فى الطريق اليه فينتظر قليلا


كل طفل منهم يحمل بداخله أحلام و أمنيات حول المستقبل لا تعد ولا تحصى


كل منهم يسعى ليكون .. و لكن بطريقته الخاصة


منهم خرج مشاعل العلم فى هذا البلد .. و منهم سيخرج مشاعل تحرير و رفعة هذا البلد أيضا


اللهم أحفظ مصر لأطفالها و احفظهم لها يا رب =)




تمت ...

Friday, September 10, 2010




كل عام وانتم بخير =)


Wednesday, August 11, 2010

يا باغي الخير أقبل :)





أسأل الله أن نكون من الفائزين و اياكم فى هذا الشهر الكريم

كل عام و انتم الى الله أقرب
=)


Languageses>en YahooCE
أسألاللهأننكونمنالفائزينواياكمفىهذاالشهرالكريمكلعاموانتمالىاللهأقرب =)

Friday, May 28, 2010

3-D حينما شاهدت غزة avatar !!






***

ملحوظة قبلية
هامة : لو لم يتسن لك مشاهدة فيلم " أفاتار " من قبل رجاء لا تبدأ بقراءة المقال ، حيث أن المقال يعتمد على مشاهدتك للفيلم و تكوين رؤية حوله . :)


***

منذ عدة أشهر سمعت عن فيلم جديد يدعى " أفاتار " يعرض بدرو العرض الأجنبية و العربية ، و يحوذ شعبية كبيرة للغاية أثارت اندهاشي الشديد هي و الضجة الاعلامية التى صاحبت الفيلم ، و حينما شاهدت فى ذات مرة االاعلان الخاص بالفيلم على شاشة التلفاز زاد اندهاشي حيث أن الرسوم الخاصة بالشخصيات في الفيلم وجدتها مقززة للغاية فهي رسوما جمعت بين الملامح الانسانية و الحيوانية فى مسخ أزرق اللون أصفر العينين .. مما أثار تقززي من مشاهد الاعلان و أثار داخلى سؤال محورى جدا .. كيف جذب الفيلم كل هذا الاهتمام و هو به هذا القدر المقزز من الرسوم ؟؟ فأفلام الكارتون أو " الانيميشن " مصدر روعتها و جاذبيتها تكمن في الرسوم المقدمة و جمالها ، فكيف يستحوذ فيلم بهذه المناظر القميئة على كل هذا القدر من الاعجاب و الاشادة !!

مرت الأيام و قد عزمت عزما لا رجعة فيه بأنه من عاشر المستحيلات وفقا لقائمة المستحيلات التسع الخاصة بي ان أشاهد هذا الفيلم المقزز تحت اى ظرف من الظروف .. و هو العزم الذى ذهب سدى منذ عدة أسابيع :S :S :S .

جاءتنى دعوة الى مشاهدة الفيلم من شخصين ممن أثق برأيهم الفكري و الفنى على حد سواء ثقة عظيمة ، جاءت الدعوة الأولى من الباشموهندس محمود عاطف حينما نصحنى بمشاهدة الفيلم نظرا لشدة اعجابه به و حينما أبديت عدم رغبتي فى ذلك نظرا للرسوم المقززة للغاية ذكر لي جملة بسيطة مفادها أن الرسوم " موظفة دراميا " في الفيلم و ان هذه الشخصيات التى أتقزز من مشاهدتها الآن هي ذاتها الشخصيات التى سينتهى الفيلم و انا أحبها حبا جما !! حقا شكرته على تحفيزه لى لمشاهده الفيلم و أجلت مشاهده الفيلم الى حين ميسرة .. فجاءت الدعوة الثانية التى أنهت هذا التأجيل و كانت من " المش مهندس " محمد ابن خالتى ( هو مش مهندس نظرا لكونه مايزال طالبا بكلية الهندسة :) ) و الذى حفزنى هو الآخر لمشاهدة الفيلم بشكل كبير .. مما جعلنى اعقد العزم على تحميل الفيلم بالفعل و مشاهده ذلك " الأسطورة " الذى يتحدث عنه الجميع !! ..



بعد انقضاء ما يقرب من الساعتين و النصف أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بي فى تفاعل تام مع احداث الفيلم و ما يقرب من يومين من البحث عن كل التفاصيل الخاصة باعداد الفيلم و القائمين عليه
.. أدركت حقا أنني أمام فيلما عميقا للغاية يستحق الوقوف عنده بكثير من التأمل و التفكير لما يحمله من دلالات غاية فى الأهمية على مستويات عدة .

الفيلم يمثل حالة من حالات التمسك الشديد بمنظومة قيم الحداثة الخاصة بالنسق الليبرالي الغربي ، حيث يدور الفيلم منذ البداية حول تعظيم و تضخيم بعض الصور الذهنية حول الفرد الأميركي و ذلك يلاحظ في عدة مؤشرات منها :


أولا : تعظيم الذات :

  1. ان المجموعة الأمريكية هي التى ذهبت الى الفضاء الخارجي لاكتشاف الطاقة
  2. اعلاء من شأن العسكرية الأمريكية المتمثلة فى قوات المارينز المصاحبة للرحلة .
  3. فكرة أن أمريكا هي بلد التنوير و التحضر و ذلك جاء فى نص حديث شخصية " باركر سيلف ريدج " حينما قال و هو فى غاية الضيق يصف حال أهل " باندورا " بأن " الأمريكيين " أتو ليعطوهم العلم و الحضارة و الثقافة و هو ما يرفضه شعب " الأوماتاكايا " .
  4. فكرة الارهاب الأمريكي حيث أن الطرف الأميركي هو دائما الطرف الأقوى الذى لا يقهر حينما يواجه بامكانات " بشرية " مثله .

  5. ثانيا : الفردية " تعظيم قيمة الفرد " :

أيضا نجد أن الفيلم يتمحور حول الفرد و قدراته المختلفة ، سواء الفرد من الناحية المالية المتمثلة فى شخصية " باركر سيلف ريدج " .. أو من الناحية العقلية العلمية و التى كانت متمثلة فى شخصية د/ جرايس .. أو من الناحية العضلية المتمثلة فى شخصية الكولونيل ميلز ، بل ذهب الفيلم لما هو أكثر من ذلك حيث تعظيم شأن الفرد الى كونه قادرا على الاتيان " بخلق " جديد و هو ما فعلته المجموعة البحثية بقيادة د/ جرايس فى " خلق " كائنات تحمل خليط بين صفات البشر و العرق " النافي " و يحدث بينهما اتصال من خلال الاشارات العصبية الذهنية عن طريق " آلة الانتقال " الخاصة " بالأفاتار " .


ثالثا : المصلحة :

ظهر الجانب المادى المصلحى " جوهر فلسفة النسق الليبرالي " محركا للفيلم كاملا منذ البداية فى عدة أركان :

1. المصلحة المادية " الكسب " هي التى دفعت الرحلة الى الخروج من كوكب الأرض و الذهاب الى " باندورا " .

2. المصلحة هي التى أجبرت " جايك سولي " الى الامتثال لأوامر " كولونيل ميلز " و خداع شعب " الأوماتاكايا " و تجلى ذلك فى الصفقه التى عقدها الاثنان مع بعضهما في المعسكر .

3. المصلحة هي التى قادت الى الصراع المسلح الداخلى بين مجموعة " جايك سولي " و بين مجموعة " كولونيل ميلز " .

4. المصلحة كذلك هي التى أدت الى تدمير شعب كامل للحصول على " المعدن " الكامن تحت الشجرة الأم في باندورا .



رابعا : رؤية الآخر :


من أهم الأشياء كذلك شكل و حالة شعب " الأوماتاكايا " و عرق " النافي " القاطنين " ببندورا " حيث ان هذا الشكل هو أقرب ما يكون الى ثقافة بعض القبائل البدائية للغاية الموجودة فى المجاهل الأفريقية الجنوبية و هو دليل على التخلف و الجهل و التأخر و الضعف و العجز و الوهن و كل ما يحمل قيم سلبية للغاية .. و لعل هذا ما يثير تساؤلا هاما .. لماذا افترض كاتبو قصة " أفاتار " بأن المحيطين بأفراد الرحلة الأمريكية على ذلك الكوكب في شكل شعب " الأوماتاكايا " .. لماذا لم يفترضوا مثلا هبوطهم على الكوكب ليجدو شعبا من المتحضرين ممن يسبقون أهل الأرض بعلمهم و معرفتهم التى عجزت عقولنا عن الاتيان بمثلها مثلا ؟؟





هناك العديد من الصور الأكثر تشابها مع الفيلم و لكن تعذر نشرها على المدونة نظرا لفداحة الصور " خلقيا "



لعل الشكل الذي ظهر عليه شعب " الأوماتاكايا " يعكس رؤية الفرد الأمريكي لمن حوله على كوكب الأرض كما لفتت انتباهي صديقتى يمنى الى هذه النقطة ، حيث ان " الاوماتاكايا " مثلوا " الآخر " للأمريكي .. حيث نظرة الأمريكي لمن حوله و خاصة " أهل النصف الجنوبي من القارة " على أنهم مجرد طفيليات لا تعى ولا تفهم و غير قابلة للتمدين أو التحضر .



خامسا : الصراع :

وهو الذى كان العنصر الحاكم في العلاقه بين الأمريكيين و " الآخر " فان الأمريكي لم يقم بمحاولة فهم و استيعاب و التعامل مع ذلك الآخر باعتباره كائنا حيا مثله ، و لكن تم التعامل معه وفقا لتوظيفه ضمن الأجندة الخاصة بالمصلحة الأمريكية و الا فلن تكون هناك لغة سوى " الدمار الشامل " لأى آخر يحاول أن يحتفظ و يدافع عن حقه فى أن يكون و ان يحي حياة طبيعية مختلفة عن النمط الأمريكي .

من أهم الأشياء كذلك في الفيلم التى استوقفتنى للغاية هي فكرة المآلات .. بمعنى ان بداية الفيلم هي عبارة عن رحلة تحركها المصلحة و يحركها " الطمع " في ثروات أرض " باندورا " .. و نهاية الفيلم هي حرب مروعة ضد شعب مسالم نظرا لتمسكه بحقه فى الدفاع الشرعي عن أرضه و عدم التفريط في ثرواته و تركها " للاعداء " لينهبوها .



ان أول 20 دقيقة في الفيلم كانت في منتهى الرتابة بالنسبة لي و ظلت هذه الرتابة تعتري الفيلم حتى منتصفه تقريبا فمنذ النصف الثاني من الفيلم و تحديدا مع بداية تجلى شكل العلاقة الصراعية الحاكمة لتعامل " طاقم الرحلة " مع أهل باندورا طمعا فى ثروات أرضهم بدأ الفيلم يجذب انتباهي و يستحوذ على كامل تركيزي و مشاعري .. خاصة مع بداية الحرب على باندورا .. فكل مشاهد الجزء الثاني من الفيلم لم أر فيها أفاتار و لكني رأيت فيها أهلنا فى فلسطين و تحديدا أهل غزة و ما حدث بها مؤخرا على يد الصهاينة .

كل المشاهد كانت فى غاية التشابه مع ما يحدث فى غزة ، بداية من مشهد التجريف الذى قام به البلدوزر الأميركي و انتهاء بمشهد القصف و القتلي و الجرحى و الدمار الذى عم المدينة ، مرورا بفلسفة الفيلم حيث الموت للشعب المسالم حينما يتمسك بحقه فى أرضه و ثرواتها و حقه فى الحياة المسالمة مثل أقرانه .

حقا لم أشاهد سوى غزة و قتلاها و جرحاها و أهلها و لم أسمع من المؤثرات الصوتية الخاصة بالفيلم سوى عويل النساء و بكاء الأطفال و صراخ المشوهين من الحرب .. على أن غزة ترجح كفتها من الألم سواء كان ظاهرا امام العيان أو كامنا بين الضلوع .



هكذا رأيت أفاتار كما يجسده هذا الفيديو


ملحوظة :
*عند مشاهدة الفيديو رجاء أوقف المقاطع التى تحتوى على كتابة باللغة العربية لقرائتها حيث ان تتابعها سريع للغاية نظرا لضيق وقت الفيلم
* اذا لم يعمل الفيديو رجاء قم بتحريك المؤشر الخاص بالفيديو قليلا للأمام ثم أعد تشغيل الفيديو منذ البداية مرة أخرى .
* اسم غزة الوارد فى نهاية الفيلم هو مجرد كناية عن فلسطين بأكملها فليس ضروريا أن المشاهد تم التقاطها بغزة و لكنها من أنحاء مختلفة من فلسطين .







اذا كنا عاجزين حتى هذه اللحظة أن نتواجد في مساحات الفعل ، فلاداعي لأن نضيع أيضا فرص تواجدنا في مساحات رد الفعل الايجابية ، فان استغلال فرصة خروج فيلم مثل " أفاتار " جذب كل هذا الانتباه بسبب تقيناته الحديثه المستخدمه فى تصويره و جذب تعاطف هذا الحشد من الجماهير بسبب التآزر وجدانيا و معنويا مع شعب " الأوماتاكايا " و مع شخصيات " الأفاتار " ، يجب ان تتم من قبلنا بجدية تامة ، خاصة اننا مقصرين تقصيرا جد عظيم فى مساحات نشر القضية العربية اعلاميا على مستوى العالم أجمع .



أعتقد أنه حان الوقت لنتعلم كيف نسوق لحقوقنا و قضايانا على مستوى العالم أجمع فاذا كان العدو " الصهيوني و الأمريكي " يستغل أبسط الفرص ليقلب العالم رأسا على عقب ليحمى أغراضه الاستيطانية و أطماعه الخفية و مبرراته المزيفة لأفعال النهب و السلب و الدمار في بلادنا بشتى السبل ، فما بالكم بنا و نحن أصحاب حقوق فعلية نطق عنها فداحة مشاهد انهار الدماء التى سالت مؤخرا فى غزة حتى يهب العالم أجمع مستنكرا ما يحدث و نحن لم نزل قابعين في مساحات التحرك السلبية .



لماذا لا نستغل هذا الحدث لصالحنا و نحشد الرأى العام العالمي معنا من خلال قنوات الاتصال الالكترونية المختلفة على الفيسبوك ، و المدونات ، و الايميلات ، و مواقع التواصل الاجتماعي .

ان فرصه خروج فيلم مثل " أفاتار " على هذا النحو من أفضل الفرص التى يمكن لنا أن نتحرك لتوظيفها لصالحنا في هذا الوقت الذى اجتمعت فيه كل السياقات لانجاحه .. فهل من مجيب ؟؟؟؟؟



Friday, May 7, 2010

!!!!! التهمة : متربية





مشكلتى انى متربية .. اه و الله هيه دى مشكلتى الرهيبة الى بتنغص " حلوة بتنغص دى " عليا حياتى المهنية " بصفتى طالبة يعنى " و ده من خلال التعاملات الاساسية مع الشريحه المصرية الى متواجده و مغرقة الشوارع اليومين دول و ربنا ما يحطكو فى زنقه مواصلات و لا فى مناقشه مع امين شرطة و لا يوقعكو فى ايد سواق ميكروباص مسطول ولا تباع متعكنن من قلمين اخدهم فى القسم ..

بعد 22 سنة قضيتهم على وش الدنيا أحمل كل المثل و القيم و الأخلاق و السلوكيات الحميدة الى أهلى ربونى عليها و مدرستى جت تواطئت و ساعدتهم فى الاجهاز على جهازى المناعي القيمي لتزيد من ترسيخ و تجذير تلك القيم الهلامية الى جاية من المريخ رأسا مثل تلك : " الكبير تقوله حضرتك ، البنت ما ترفعش صوتها و هى بتتكلم ، و البنت ما تنزلش تلعب فى الشارع ، و الى يعملك حاجه وحشة تقوله الله يسامحك ، العفو عند المقدرة " و دى لوحدها شايلالها فى قلبى حقد السنين " ، تقول للى يعملك خدمة شكرا ، تساعد الى يحتاج مساعده منك ، تتعامل مع الناس بأدب ، تفترض حسن النية فى الى قدامك دايما ، التمس لأخيك سبعين عذرا ، من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه ، و قم للمعلم وفه التبجيلا " و كل الكلام الى بالكو فيه ده .. اكتشفت و لله الحمد انى كنت عايشة باعتباري قرطاااااااااااااااااااااااااااااااااااس كبير - أعزكم الله - فى المجتمع ده و الله :)

انا فضلت شغالة بالقيم دى الله ينور الصراحه طول ما انا بتعامل فى نطاق العائلة الكريمة " حيث العائلة الكريمة من الناحيتين عندى على نفس المنوال كده برضه " و طول ما أنا زى الهابلاه بتعامل فى المدرسة .. الكونفيرشن حصل امتى بقى ؟؟ أيون حضرتك .. أول ما جنابي المفدى طلعت للعزبة الى برا - العزبة هنا يقصد بيها تلك التى نجدها فى العشوائيات و يقال عليها نفس المسمى -

حقيقة لقيت " الأوفر فيو" مختلف تماما عن الى انا كنت عايشة فيه .. و كان أول الصدمات للعجب هى الكلية بالى فيها مش المواصلات سبحان الله .. و بعد كده توالت على مدراكى الكريمة كل المشاهد المجتمعية بنت الناس .. و الى بقليل من التأمل لها و التحليل البسيط جدا قدرت اكتشف انى اتقرطست منذ نعومة أظافري من أول توجيه تربويى سلوكى أمى وجهتهولى زى باقى الأمهات الى فى الدنيا لما حد يدي لطفل حاجه فتلاقى أمه ملهوفة أوى و هي بتقول لابنها " قول لعمو شكرا يا حبيبي " .. ده انا ما اكتشفتش كده بس .. لأ حضرتك لو بصيت بضمير شوية للموقف حتلاقى انى تم اشتغالى اشتغالة مزدوجة من قبل أبويا و أمى .. ليه بقى ؟؟ أولا : ربوني على قيم مش موجودة فى قاموس كائنات الكوكب الى انا عايشة فيه خاااااااااااالص .. و ده محور الاشتغالة الرأسية .. و ثانيا : لأنهم و هما بيشتغلونى / بيربوني كانو بيتعاملوا مع المجتمع الى برا و عارفين منظره عامل ازاى و عارفين انى حطلعله فى يوم من الأيام و مع ذلك لم تأخذهم بي شفقة و برضه صمموا انهم يبرونى تربية محترمة .. و ده كان محور الاشتغالة الأفقية .. و الى خليتني أطرح سؤال محورى للغاية .. هما كانو بيربونا ليه بقى بالصلاة ع النبي كده ؟؟




من أول التعامل مع شئون الطلاب و رعاية الشباب و الخزنة و الموظفين البيروقراطيين فى الدور الأرضى فى الكلية و الى بيستدعى الأمر انك تعلى صوتك و تبجح أحيانا علشان العالم تعرف ان عندك مقومات لا يستهان بها يعنى برضه .. فانت ممكن تستخدم لسانك فى التشليق ، و تستخدم حواجبك و عضلات وشك فى التكشير .. و الشفايف ليها دور محورى جدا فى البوز المضروب شبرين لبره علشان الناس تعرف انك مستعجل و عايز تخلص ..

و خد عندك بقى التعامل مع شريحة الدكاترة العظماء حفظهم الله و رعاهم الى هما كمان عايزينلهم شوط من التلطيش احيانا و التعامل الجاف غالبا علشان يفوقو من جنون العظمة الى عايشين فيه ده " مش كلهم طبعا لان فى ناس محترمة جدا " .. و دول الى أهلك كانوا بيربوك للتعامل معهم وفقا لمبدأ " قم للمعلم وفه التبجيلا " الى اكتشفت بعد كده ان كان عندهم خطأ مطبعى فادح فيه و ان المثل الصحيح هو " قم للمعلم وفه التفاجيلا " دوا الشرب بتاع حساسية الأطفال .. و ده حيكون أنسب كتير لحالة العقد و التخلف و الغرور و الهطل وعكارة النفوس الى ساكنه جواهم

و مهم برضه اننا نذكر التعامل مع الأخوة و الأخوات الزملاء و الزميلات الأعزاء فى الدفعة " خاصة قبل ما نتقسم و كنا 800 بنى آدم سايحين على بعض " .. و الى كنت باخد منهم - لا مؤاخذة - كل خازوق و التانى يطلع من نافوخي .. و ده لاستمرار حالة الهبل المعرفى الممتد من أيام المدرسة فى تعاملى وفقا لمبدأ حسنية .. احم .. قصدي مبدأ حسن النية فى التعامل مع أقراني ..


و ما ننساش كمان التعامل مع الزملاء الشباب من نوعية الكائن الى جه فى مرة و قالى فى الكلية انا مش بعرف اتكلم معاكى علشان بحس انك بنت محافظة .. و الى ساعتها مسكت نفسي بقدرة قادر انى أناوله بالحتة الجلد الـ 37 الى كانت فى رجلى حفاظا على سمعة الكلية و اكتفيت برد أهبل منبعث من حالة الصدمة العظمى الى كنت فيها و الى كان : " كويس ان البنت تبقى محافظة .. أمال هي البنات المفروض تبقى عاملة ازاى يعنى ؟؟؟؟؟؟!! "


و لو انتقلنا لمستوى تانى حنلاقي التعامل على مستوى أسخم بقى بالنسبة للبنت فى المواصلات الى بيتم التحرش بالبنت فيها كل ثانية تقريبا خاصة لو كنت فى اوتوبيس .. و لما تستجمعى قواكى علشان تلطش للحيوان ده و الى بالمناسبة النوعية دى بقت معممة يعنى شباب تلاقي .. عيال صيع تلاقي .. رجالة متجوزه تلاقى برضه .. رجالة كبيرة فى السن موجود ..فلما تيجي تنطق تلاقي نفسك مواجه بالبجاحة و الصفاقة و التناحة و الجرأة و السفالة اللامتناهية .. و تكتشفى ان أوبشنز الخجل و الحيا و الكسوف و الاحراج و الكلام ده بتاع هبل التربية الى انت اتربيتي عليها دى مش موجود من أساسه و عمره ما وجد فى قواميسهم .

نفس القرف فى التعامل لما تيجي تدخل فى مناقشه مع أمين شرطة ولا عسكرى فى ميدان رمسيس .. او من أمن مترو الانفاق

التعامل برضه مع البياعين على مختلف أنواعهم و خاصة من الشباب الى بتلاقى فيه جرادل ظرف بتدلق كل كام كلمة .. و الى بيستفردوا بالبنت لو فى المحل لوحدها من غير راجل معاها و لو كانت أنا تحديدا يعنى لدرجة شكيت ان بيبقى مكتوب على قورتى و انا داخلة المحل هابلااااااااااااااااااااااااااااه !!!


لو بصينا على مستوى تالت للتحليل .. حتلاقيك لما تيجي تقدم على وظيفة .. المشرف بتاعك أو المدير بيتعامل معاك من باب ان هو ولي نعمتك و انك قريب ان شاء الله لو تكرم هو يعنى و قبل ان واحد زيك يشتغل معاه حتشرف انت بانضمامك للحرملك الخاص بسيادته و بالتالى فهو بيتعامل معاك من منطلق أنا المدير / المسئول و انت حيالله الى جاى تشتغل .. و ده بيظهر فى كل حاجه بقى بداية من نبرة الكلام و صيغته و انتهاء بالاحتكاك العملى بينك و بينه فى أى اختصاصات و مسئوليات


مستوى رابع للتحليل .. لما ربنا يكرمك كده كبنت و يتقدملك بنى آدم علشان يخطبك .. فتلاقى حماتك المصونة بتتعامل معاك على انك عدوتها اللدود من غير أدنى سبب و دايما تلاقيهم " الحموات يعنى " بيتعمدوا يحسسوكى ان عليك انك تفضلى شايلة جميل الست هانم فوق راسك علشان هى تكرمت و تعطفت و تواضعت و تنازلت و سمحت لابنها بانه يتقدم علشان يخطب سيادتك .. و ده من منطلق ان كل واحده مخلفة " عيل " فاكره نفسها مخلفة صلاح الدين " الأليوبي " ..

فكل أنماط التعاملات الى فاتت دى هى مجرد لقطة عرضية من فيلم كبير عايشينه و بنعيشه كل يوم .. و الى لما باجى أشتكى لحد أو أقص عليه العك الى بواجهه كل دقيقة ده بلاقى الناس انقسمت لقسمين :

اما تلاقى حد يقولك : معلش و خليك انت الأحسن ، و انت متربية و هما لأ .. و مابقاش فى حد فى اخلاقنا دلوقتى .. و العفو عند المقدرة بقى ..

أو انك تلاقى حد بيقولك : انت كل الى انت فيه ده علشان مشكلتك انك متربية .. انت حاسه بكده علشان انت مؤدبة .. أو لأنى بنت محافظة زى ما الكابتن ماجد بتاع الكلية ده قالي

بس الى الفئة الأولى مش واخده بالها منه هو ان " العفو عند المقدرة " ده بينفى كل القيم السلبية المتضمنة فى حديثهم الأسبق على هذه المقولة .. و أيضا بيتطلب ان الناس تحس و تعى كويس انك قادر فلما انت تقرر ما تردش على اسائتهم يتحقق ساعتها " العفو " الى بيتكلموا عنه .. لكن لو ما حسش الى قدامك انك فعلا تقدر على الرد المناسب فالفعل ساعتها مش حيكون فعل العفو اطلاقا.. بل بالعكس ده حيفهم على انه فعل الخنوع و الخوف و التراجع

و الى الفئة التانية لما بتقول كلامها ده بتحسسنى بيه .. ان أنا كانسانة متهمة بانى و للمصيبة متربية !!!!!!!


و ده الى بيخليني أتوجه بالرسالة و الحوار هنا للأمهات و الآباءو المربيين و لكن تحديدا الأمهات من السن الصغير الى هما جيلي كده و الكام جيل الى قبلى ..
الهى يكرمك يا سيدتى الفاضله لما ترزقى بأطفال ما تربيهمش زى ما أنت اتربيتي .. و الا حتكونى بترتكبي فى حقهم فعلا جريمة لن يسامحوك عليها خاصه لو كنت بتعملى ده بدافع الخوف الشديد ليتقال على أولادك بعد الشر بعد الشرع يعني " مش متربيين " ..

كوني حريصة على انك فى تربيتهم تتلافى أخطاء التربية الى انت اتعرضتيلها زمان .. و بالتالى حنتجنب الاجيال المكررة كما لو كانت " اسطنبة واحدة " كله عمال بيطبع منها خاصة فى موضوع العادات و التقاليد و القيم و السلوكيات و انماط التفكير الى حد بعيد .. ده على جانب

على الجانب الآخر بلاش الحساسية المفرطة فى الرغبة لان ابنك أو بنتك يطلعوا مثاليين و خاصة فى الاخلاق .. لان زمن المثالية المتناهية التى تمثل حلم كل بنى آدم عنده حبة قيم و شوية مبادىء و احتمال خلفية دينية بنت ناس انتهى من زمااااااااان .. بل يمكننى القول بأنه لم يوجد من الأصل يومنا على وجه الأرض ..
و بالتالى لما تيجي تربي ابنك و تديله المثل و الأخلاق و القيم الأصيلة المهمة الى اتربيتي عليها اديله معاها كمان السلاح الى يقدر بيه يدافع و يحمى هذه القيم من الانتهاك .. لأن مفيش اى تناقض نهائيا ان ابنك أو بنتك يكون متربي و جرىء .. او متربي و بجح .. او متربي و عنده شجاعه و قدرة على المواجهة .. او متربي و صوته عالى فى الحق .. او متربي و يستطيع أن يرد الفعل بمثله و لكنه يفضل أو يعفو

لان بمنتهى الصراحه انت لما بتربي من غير ما تدى الجانب الآخر الخاص بالتعامل على الوجه المناسب مع مجتمع بالمواصفات الخاصه بمجتمعنا الآن انت فى الحقيقة بتدمرى ابنك أو بنتك مرتين مش مرة واحده بس ..

المرة الأولى بتكون بالنسباله فى " صدمه الخروج " من مجتمع " الحضانة النقية " الى عايش فيها طول عمره .. لمجتمع الغابة الى احنا عايشين فيه ده .. و يكتشف ان كل الى اتربي عليه فى الحقيقه بيتعمل ضده تماما.. و علشان كده هو متاكل حقه و منتهكه حرمته و خصوصيته و هكذا

و المرة التانية بتكون لما بيحاول نظرا للواقع الى محطوط فيه انه يكون هو خطوط الدفاع الخاصة به فى مواجهة هذا المجتمع فيتحط فى صراع داخلى بين قيمي و لا تعامل المجتمع معايا .. و بيحس انه كل ما بيتجرأ فى التعامل مع المجتمع من حوله انه عمال بيكسر و يهدم كل القيم الاصيلة الى اتربي عليها و بيتخلى عنها و بيبقى حامل للذنب ده جواه جدا فى حين انك لو جيت بصيت كده بعد كل التغيير الى هو عمال يعمله فى قناعاته علشان يقدر يتكيف فى التعامل مع مجتمعه حتلاقيه لسه برضه متربي و ابن ناس و كل حاجه بس أصبح أكثر تمرسا و أكثر خبرة و أكثر جرأه فى التعامل مع المجتمع من حوله .. الى غيره اختصرها زمان أثناء التربية لما نزل الشارع و صاحب ولاد البواب و ولاد الجيران و اضحك عليه فى مصروفه فى مرة فالمرة التانيه خلى باله .. و اتضرب مرة فى الشارع علشان جون جه غلط فتانى مرة هو الى لم اصحابه و قام برد حقه و هكذا


م الاخر الله يكرمك يا رب يوم تربوا .. ربوا بالحق و بالقسط علشان يبقى عندنا جيل متوازن يقدر يزيح عنه و عنكم البلاوى الى سابتهالوا الاجيال السابقة و الاجيال الحالية




Monday, May 3, 2010

المعرض الفني يا جدعااااااااان :)








السادة الكرام .. المعرض الفنى باذن الله حيبقى يوم الخميس 13 / 5 .. يعنى الخميس بعد الجاي ان شاء الله :)


حكون منشكحة آخر انشكاح باذن الله لو شفتكم كلكم السنة دى و شرفتونى بالحضور فى مبنى الكلية الموقرة أمام مكتبة الكلية بالدور الأول :)

مفيش أعذار حتقبل هذا العام نوهائيا خالص يعنى لو محدش جه زى المعرضين الى فاتو :)


مستنياكوووووووووووووو كلكم باذن الله :)


Sunday, March 14, 2010






لملمت من قلبي الوجع

وبأيدي كفكفت الدموع

وبايعت أحلامي أمل

ورفضت مرسوم الخضوع

حافظ لساني كلمته

وسط التكلُف والميوع

عارف طريقهُ وسكتهُ

بين الشوارع والجموع

رافع كرامته للسما

وما عمره فكر ف الركوع

رافض آيات المسكنة

رافض ترانيم الخنوع

دي الكلمة في التوهه جرس

يحمى الحيارى م الوقوع

والعتمة مهما استأسدت

تمحيها أضواء الشموع

والثورة مهما يخنقوها

مسيرها تانى للرجوع

والليل ومهما كان عفي

مالي النواحي والربوع

عُمره ما يقدر للآبد

يمنع نهارنا م الطلوع


عبد العزيز عبد الله


Tuesday, March 9, 2010

لعنة مترو الأنفاق







" حد عايز 40 دبوس تحجيبة بجنيه ؟ 4 دبابيس طرحه بنص جنيه ؟ حد عايز بكر خيط ؟ ابر خياطة ؟ أساتك ؟؟ حد عايز ؟؟ "



" حد عايز شرابات محجبات ؟؟ شرابات حنة ؟؟شرابات منقوشة ؟؟ "


" معايا توكة حلوة بجنيه ، معايا شنطة مكياج بجنيه ، معايا بنس شعر بنص جنيه "



" حد عايز هنا البلي الى بيكبر في الميه ؟؟ حد عايز الحيوانات الى بتكبر في الميه ؟؟ "



" معايا قلم كحل أسود طبي طري "


" حد عايز هنا يا جماعة خواتم ألماز ؟ "


" حد عايز يشجع اللعبة الحلوة يا ولاد .. حد عايز يشترى منى نعناع و لبان ؟؟ "


" معايا مبرد للضوافر و مبرد للكعب تستعمليه بعد ما تنقعى رجليكي فى الميه الدافيه .. حد عايز ؟ "


" أيوة الفوط .. معايا فوط بكل الألوان و الاحجام .. قطن ميه فى الميه يا مدام ..حد عايز ؟ "


" معايا مقشرة البطاطس بتاعت المطبخ و فى نفس الوقت قطاعه .. من الناحية دى تقشري و من الناحيه دى تقطعى .. و باتنين جنيه بس .. حد هنا عايز ؟؟ "


" حد عايز مكنة الخياطة الى زي الدباسة .. تاخديها معاكى فى الشنطة و تنفع للجلود ؟ "


" معايا كتب فيها أحلى الوصفات للمطبخ و كتب تلوين للأطفال هنا حد عايز ؟ "


" حد عايز هنا يا جماعه كرت شحن فودافون أو موبينيل بعشرة ؟؟ "


" حد عايز يشترى فرش اسنان ؟ "


" معايا هنا مساحيق تنظيف اجنبية .. تنظف بقع الزيت و الشحم و تخلى اللبس نظيف "


" حد عايز صواريخ اعياد الميلاد و راس السنة العشرة بجنيه ؟ "


" معايا هنا غطا غسالة بعشرة جنيه ، معايا غطا انبوبة البوتاجاز ملون بعشرة جنيه، معايا مفارش سفرة و مفارش سرير بعشرين جنيه "


" معايا هنا البدي الاستريتش على كل الألوانات يلبس جميع المقاسات معايا المخطط و المنقوش و الساده "


" سلامو عليكو يا جماعة .. بالصلاه ع النبي كده احنا ستات و بنات زي بعضينا و محدش يتكسف .. حد هنا عايز قمصان نوم و ملابس داخلية حريمي ؟؟ "



لا حضرتك فهمت غلط .. دى مش وكالة البلح ولا حتى سوق التلات ، ولا سوق الخميس ولا سوق الجمعة ولا الاحد - و الاتنين بيبقى أجازة الحلاقين طبعا - ولا حتى سوق السيارات الى عندنا في مدينة نصر .. اطلااااااااااااااااااااقا

ده كانت لقطة مصغرة حية لعربية السيدات فى مترو الانفاق :)


أيون .. بس طبعا المشهد السابق ده كان باستثناء القاء الضوء على فئة الشحاتين الى فى المترو من أصحاب العاهات المختلفة الحميدة منها و المعدية " زى الى عندهم جزام مثلا " .. و ده علشان لو كنا عرضنا لقطة كاملة للتفاعل الحيوي فى عربية السيدات كده ما بين الركاب المتزاحمين و البائعات على مختلف الاعمار الى بيسلكو طريقهم بين الاجساد المتلاصقه فى عز زحمة المترو ساعة الذروة و بين الشحاتين على مختلف أطوالهم و اعمارهم رجالة و ستات و الى بتحاول الستات تفادى الارتطام بهم خاصه اذا كانو من الرجال البالغين كانت العملية حتبقى مزحومة أوى

و لو كنا كمان حطينا كمالة الصورة بقى خناقات الشحاتين مع بعض .. و خناقات الستات مع بعض .. و خناقات طلاب المدارس و الفاظهم البذيئة من الصبية الذكور الى بيركبو غلاسة فى عربية السيدات .. و عربدة أولاد الشوارع من الشباب الى بيركبو فرده و بلطجه جوه نفس العربية برضه .. فمتهيألى كده الصورة كانت حتبقى سكالنس خالص :S


على أية حال هو ده كان واقع عربيتين السيدات فى مترو الانفاق قبل بداية الفصل الدراسي الثاني .. و الى كان كفيل بأن أى واحده بتجهز .. كل الى عليها انها تقعدلها فى المترو بتاع اسبوع كده و هى حتطلع مشتريه العفش شخصيا من جوه !!


حد حيتكرم و يسألنى اشمعنى التوقيت ده بالذات ؟

حقوله علشان من بداية الفصل الدراسي الثاني و قد شهد المترو تغيرا جذريا أيها المواطن الكريم

ازاى ؟

حقولك حاضر

بص يا سيدي

المترو اتطور تطور مذهل .. و ده تم على سياقات مختلفة

فى فئات اندثرت تماما زى البياعين و الشحاتين من عربية السيدات ، و فى فئات بيحاولوا القضاء عليها زى الصبيان طلاب المدارس و الشباب من سن 14 سنة الى بيركبوا غلاسه فى العربية و احيانا بحجه انهم مع امهاتهم !!! ..برضه يدخل ضمن الفئة دى حبة الشحطة الى بيركبوا مع الستات و لما تقولهم يركبو عربية الرجالة صوتهم يجيب السلوم ولا اما تكون طعنتهم بخنجر مسنون فى أعز ما يملكو !!!
و لسه فى فئة هما مش قادرين عليها و هى فئة أبناء الشوارع من المشردين و يمكن المسجلين كمان الى راكبين بلطجة


ده مش بس كده .. ده فى تطور على سياق موازى كمان .. و هو في الحقيقة سياق ايجابي جدا و انا شخصيا مزأططه منه ع الآخر .. موضوع الاعلان و التوعيه بأبواب الصعود و النزول .. و انهم موقفين أمن على الابواب علشان الناس تلتزم و تتبع التعليمات .. و مبسوطة جدا من الاستجابه الرائعه الى فى عربيات السيدات للموضوع ده و الى يمكن تصل لنسبة 95% .. لدرجة ان دلوقتى الناس بقت بتقول لبعضها من غير أمن ولا حاجه و بتوعى المخالفين للتعليمات و بتزعق كمان للى بتصر على عدم الالتزام ! :)

بالمناسبة دى يا جماعه من فضلكم ابقو اشكرو أفراد الأمن الى واقفين على البيبان فى كل محطة و بيستحملو سخافات كتير من بعض الناس .. بجد هما بيتعبو أوى و فى الاخر حتلاقو مرتباتهم فى الارض .. حسسوهم بتقديركم لقيمة الى هما بيعملوه .. ارفعو من معنوياتهم .. الكملة معاهم حتفرق للأحسن صدقونى .. حيبقو حاسين انهم فعلا بيقومو بدور ايجابي و حيحبو شغلهم .. و حتحسسوهم ان ليهم قيمة و ان ليهم كيان مش تماثيل واقفين ولا حد معبرهم الا لو رمالهم كلمة سخيفة

الواحد مننا بحيب الناس تقدره و تقدر الى بيعمله و خاصه لو كان الى بيعمله ده بينفع الناس .. الكلمة يمكن ما تفرقش معاكم بس صدقونى حتفرق معاهم أوى .. و مش حتتخيلو احساسكم ايه لما تشوفو الابتسامة الى بتترسم على وجوههم لما بيسمعو كلمة " شكرا على الى انتو بتعملوه علشانا " .


نرجع تانى لتطور سياقات المترو .. عندنا سياق كمان تشهده محطة رمسيس الى هي " حسنى مبارك " فى المترو و هو عدم الاعتراف بآدمية المواطنين أخيرا بشكل صريح .. و ازالة كل المقاعد الموجوده على رصيف القطار علشان المواطنين المهلوكين من الشقى و السعى على رزقهم و الغلب الى عايشينه و الحر الى ضارب دماغهم ما يلاقوش كرسي يرتاحو عليه لحاد ما المترو يجي .. و يفضلو كده مصلوبين مستنيين الفرج .. و ده طبعا علشان المواطن يتعلم قيم الصبر و التحمل و الجلد و ما يبقاش مواطن متدلع كده و ما يسدش فى الازمات .. بس حقولك ايه يا مواطن و انت البعيد لا بتفهم و لا بتقدر ان كل الى بيحصل ده " من أجلك أنت " !!


وبما اننا بنتكلم عن التطور فطبيعي يعنى التطور ده مش حيقتصر بس على الحكومة و سياساتها .. اطلاقا .. فى تطور موازى فيما يخص الركاب كمان .. اصلها حتبقى وحشه أوى فى حق النفر مننا ان العالم كله من حواليه بيشرب بايب و هو لسه بيضرب سيجارة بنى !!

ده يعني ايه ؟

ده يا سيدي يعنى انك دلوقتى بالصلاة ع النبي تدخل المترو فتلاقى ان الشرايح الى قلنا انها اندثرت من المترو فوق دى .. بيتم استبدالها بكائنات جديدة نوفى بقى .. بتتمتع بوسائل و آليات متطورة و منسجمة مع عصر التكنولوجيا الى احنا فيه ده


أحدث مثال كان انبارح آه و ربنا و كان نصه الآتي " بس الهى ربنا يسترك تركز كويس فى الموقف علشان انا حطلب منك استشارة فى الآخر "


الموقف هو :

التوقيت : الساعه 9 و نص مساء " كنا لسه مخلصين محاضرة د/ سيف "

المكان : عربة السيدات الأولى فى المترو

الموقف : بنت شابه عندها ما يقرب من 26 سنة ممشوقة القوام محجبه حجاب الى حد كبير ابن ناس و محترم ، لابسة تونيك طويل للأرض واسع و تحته بنطلون .. شكلها محترم و طبيعي جدا

اتقفلت بوابات المترو و بدأ يتحرك بينا .. و فجأة على صوت البنت دى بما نصه التالى :

" يا جماعه لو سمحتو ركزو معايا شوية عايزة أقولكم حاجه .. الى فيكم يا بنات عايزة تشتغل تكتب الرقم ده 017.... "

العربية كلها تنحت ناحيتها لأن دى اول مرة تحصل حاجه كده .. قامت البنت مكررة نفس كلامها السابق ده بنصه تانى بعلو صوتها

و سكتت

أنا لقيت ناس فعلا بتكتب الرقم وراها .. بصيت لسحر " من أعز الناس الى اتعرفت عليهم من الكلية " و قلتلها لا مش حنسكت طبعا .. الموقف ده مريب جدا

قمت انا كمان بعلو صوتى سألتها و دار بيننا الحوار التالى مع متابعه جاده من قبل الركاب

أنا : هى ايه الشغلانه بالظبط ؟

هي : علاقات عامة

أنا : ده فين ؟

هي : شركة

أنا : الشركة دى اسمها ايه ؟

هي : اسمها شركة ناس ( و قامت بتهجى حروفها بالانجليزية )

أنا : و فين الشركة دى ؟

هي : فى فيصل

انا : الشركة دى بتنتج ايه بالظبط ؟

هي : .....

واحده من الركاب : و الشغل على كده متعب فى الشركة ولا كويس ؟

هي : لأ الشغل هناك مريح راحه .. مريح ع الآآآآآآآآآآخر

انا : و المرتب كام ؟

هي : بيبدأ من 1000 و بيطلع بعد كده

واحده من الركاب : و عايزين مؤهلات ايه ؟

هي : لأ .. أى مؤهلات

واحده من الركاب : و ده ينفع شباب كمان ؟

هي : لأ بنات بس

سألوها عن شغلها هناك ايه و هى جاوبت بس للأسف ما سمعتش من دوشة المترو .. و سألوها عن مرتبها و برضه ما سمعتش للأسف و ان كنت استشفيت انه ما يقرب من 8000 لان الناس كانت مذهولة جدا و بيقولو طيب كويس ده المرتب كبير

محطة كمان كررت فيها البنت نفس الكلام تانى مع تجمهر عددد لا بأس به من الشابات حولها لمعرفة التفاصيل .. و بعدين المحطة الى بعدها نزلت من المترو و سابتنا


انقسم المترو لقسمين .ز ناس مصدقة و واخده الموضوع جد و سجلت النمرة .. و ناس بتشك فى الموضوع و بتقول لا طبعا دى اكيد وراها مصيبة مسيحة عمرنا ما شفنا شغلانة يعلنو عنها فى المترو و بالمرتب ده و بنات بس


انا طلبت من واحده من الى سجلت الرقم انى آخد الرقم

اديتهولى .. وسألتنى ليه ؟ انت حتشتغلى ؟

قلنالها انا و سحر : لأ طبعا احنا حنتحرى و نبلغ


دلوقتى الرقم معايا .. و انا شاكة بنسبة كبيرة جدا ان الشغلانه دى كمين لاستدراج الفتيات .. تفتكروا المفروض أعمل ايه دلوقتى ؟؟

عايزة أسمع رأيكم .. اتصل بيهم الأول و اشوف الموضوع ايه .. و لو طلع فى حاجه مش مظبوطة ابلغ ؟ ولا أبلغ على طول ؟ و لا ايه العمل ؟؟

ماذا تفعل لو كنت مكانى ؟؟ فى تلك اللعنة الخاصه بمترو الانفاق ؟؟



Wednesday, March 3, 2010

little Me :)







Dear little me,

peace be upon you .. How are you dear ?

I miss you so much, I wish you were here with me, I'm in a real need of you .

Every time I look at your angelic face I remember those wonderful days, when our dreams were spread in front of us with no limits, when they were our road to real life, when we saw them smiling over and over again every time we think of them .

Those days of true love, joy, laughter and happiness.

Those days we used to laugh our hearts out .

Every time I see your photo I remember the way we used to play with our cousins, the small house we used to build with pillows at the dining room, the library that is made by our childish stories, and those small things we used to decorate it with .

I found your wonderful paintings by chance at one of the many boxes I'm keeping, your painting of the girls playing made me smile so long; you were so cute to see the whole world around you by your soft, sweet, white heart.

The happy girls in your painting were your thoughts, those lovely thoughts of better life, better world, and better place to live in .

Your painting took me to that day when we sat at the balcony once and started to count the stars at night, we were so eager to count them all; the thing ended with us sleeping on the floor there .



when I look to your brown sweet little eyes looking eagerly forward, I wondered if you were knowing what the future hides for you .. I thought of that you were watching the dynamic series of your days in the future .. but I was not so sure if you know how hard it will be to achieve your goals.

I don't know if your pure heart could ever understand this or not, but to tell you the truth; if I'm back again to where you are now, I would never choose to grow up !

It's too hard and too dark here, this world is creepy; yet it is not as you ever thought of !!

You would never imagine that there would come one day and your sweet little heart would not be so secured, to try to sleep many times but the thoughts crowded in your head prevent you bitterly.


You would never imagine that you would have to fight hardly to be able to deal with people around you not because you lack communication skills but because of their many masks they are well trained to put on .

The people here are not so honest and pure as the children you played with in the past, the people here are like the open sea; you don't know what it hides and you can't imagine or even expect what you will find when you enter its world.

You would never imagine that your pure heart will not be able to live with its purity among the crowds here !!

You would never imagine that would come a day in which the purity will be raw material for deceivers .

You are in a bad need of some one beside you here, some one to take your hand and guide you on your road of life, some one to be really secured with, some one who is honest, caring, and above all has a pure heart like yours :)


Dear little me,

Happy that you are still there, playing with your lovely toys, I wish I could come , join your world again and play with you :)

Dear little me,

promise me that you will stay there, caring for your flowers and having fun with your dolls :)


promise me to be strong, when you feel the weakness of those around you; to stay honest to your self when they are getting used to telling lies; to see the positive part of your life and learn from the negative one.

Finally promise me that you'll give faith a fighting chance.

Be sure that Allah will bring you the best and will lead your continues thoughts to an end, a happy one isA.


I love you so much :)

yours,

The GROWN me !!

Tuesday, February 16, 2010





يا ترى بكرة مخبي ايه معاه ؟؟


خايفة :'(

!!


Tuesday, February 9, 2010








كان البارحة زفاف أغلى و أحب الصديقات و أقربهم الى قلبي على الاطلاق :)

تزوجت من حبها الأول ..

كانت تتلألأ فى حفل عرسها و كأنما تحيط بها هالة من نور و وقار رباني رائعين :)


هي صديقة عمرى .. رفيقة دربي حقا .. بالرغم من افتراقنا فى مجالات الدراسه الا ان عواصف الحياة لم تشغلنا عن بعضنا ابدا

د/اسماء صلاح و د/عمرو التهامي

كان حفل عرسكما من أورع ما شهدت ..

أرجو من الله أن يمن عليكما بحياة هانئة مستقرة سعيدة .. و ان يرزقكما كل خير يا رب .. و ان يرزقكما الذرية الصالحة التى تنفع الاسلام و المسلمين .. و ان يبعد عنكما كل سوء يا رب :)

بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما فى خير يا رب :)



Sunday, February 7, 2010





بحلم ..

ببيت صغير .. تدخله الشمس من كل ناحيه .. له حديقه .. في وسطها مسجد .. محدش يدخله غيري ، و زوجي ، و أولادنا

:)


Sunday, January 3, 2010

فضفضة جوانية 8/7



أنهيت مهام الشراء الشاقة في شارع عباس العقاد .. لأجدنى بعد ساعة من الهرولة بين أول عباس و آخره بحثا عما أريد مثقلة بكم من الحقائب الثقيلة و علي انتظار خالتى حتى ال8.30 مساءا لأذهب معها الى الطبيب ..


بعد تفكير عميق قررت ان أذهب الى المسجد لاستريح قليلا و أقضي ما بقى من فترة الانتظار فيه ، فكم تستريح نفسي من همومها و عنائها عندما أكون داخل أى مسجد .

كثيرا ما فكرت في بعض الأيام أن ألجأ الى الجلوس في المسجد لبعض الوقت فقط بغرض التأمل و التفكر .. و الراحة من عناء الحياة و همومها التى تثقل كاهلي من حين لآخر .. فان للمسجد أثر سحري عجيب بنفسي ..

لعله ذلك الأثر الذى تركه بداخلى منذ طفولتى ، حينما كانت تأخذنا أ/ الهام و نحن لانزال بـ 2 روضة ، لاعطائنا حصة القرآن الكريم بداخل المسجد الملحق بمدرستي الحبيبة ..

كانت هي أروع دقائق تلك التي أقضيها مع زملائى ملتفين حولها فى الحقلة ، منصتين لها بكل جوارحنا و نحن نفترش ذلك الركن الصغير فى جانب المسجد .. و نشاهد أولئك المصلين الذين يتوافدون الى الداخل لقضاء الصلاة ..


كم من مرة فكرت أن أبيت ليلتي فى المسجد !! .. هو مجرد تمنٍ يراودني بين الحين و الآخر .. أرجو أن أحققه يوما ما .. و في كل مرة يداعب فيها مخيلتي ذلك الحلم ، أتذكر ذلك الامام الأموي الذى أقسم على زوجته بعدم المبيت في أى بيت من بيوته و الا سيقع عليها حلف الطلاق ، فنصحوها بعد حيرة عارمة أن تقضي ليلتها في المسجد ، فهو المكان الوحيد الذى لا سلطان للامام عليه .. فهو بيت الله ..


يالله !! ياله من تعبير رائع .. ( بيت الله ) .. أشعر بسكينة عجيبة حينما استحضره ..


ذهبت و أنا محملة بكم الحقائب التي بين يدي الى أقرب مسجد في " عباس العقاد " .. حقا هو ليس مسجدا فارها ، و لكنه مكان للصلاة يطلقون عليه " مسجد بن الخطاب " يوجد تحت احدي البنايات ..

حينما هممت بالدخول وجدت بعض الرجال يمنعونني من دخوله بحجة " أن به اصلاحات " ..

فى نفس اللحظة التى كانو يمنعوننى فيها من الدخول بحجه " الاصلاحات " وجدت النساء تتوافد خارج المسجد بعد قضاء الصلاة ..


ممممممم .. هكذا يسير اتجاه السير اذا .. الى خارج المسجد فقط .. ولا يسمح لأحد بالدخول ..!!


برهة من الحيرة و عدم فهم ما يحدث انتابتنى .. ثم أدركت تحديدا ماذا يحدث .. لقد " انتهى وقت الصلاة " !!!!!!!!!!!!!!!! .. و بالتالى سيتم اغلاق المسجد ..



لم تكن هي المرة الأولى التى أتعرض فيها لذلك الموقف العجيب .. حدثت من قبل مرارا و تكرارا .. و يبقى ذلك الحوار الذى دار بيني و بين احد " فراشي " المساجد محفورا بذهنى .. حينما عطلتنى زحمة المسير فى شوارع القاهرة المكدسة و اقترب موعد أذان العصر و هرولت الى احد المساجد لأداء صلاة الظهر فوجدت المسجد مغلقا .. و حينما طلبت من الرجل أن يفتح لى مصلى السيدات رفض بشدة .. و حينما تعجبت من ذلك الرفض و أصررت على طلبي متسائلة : " و لم يغلق المسجد من الأصل .. من الطبيعي أن يظل مفتوحا لعدة اعتبارات ليست الصلاة و فقط هى الاعتبار الوحيد .. ثم كيف يغلقون بيتا من بيوت الله !! من له السلطة ليفعل هذا !! " ، رد مستنكرا بأن " وقت الصلاة خلص من بدري "

استوقفتنى حينها تلك الجملة العجيبة " وقت الصلاة خلص من بدري !!! " .. اخبرته بأن وقت صلاة الظهر ممتد حتى يؤذن للعصر .. و ان " ظروف التكدس المرورى هى سبب تعطلى " ، كما أخبرته " صدق نيتي فى ألا أضيع صلاة الظهر خاصة بأن المسجد أمامى " .. فأصر على رفضه !!


يالله .. من يتحمل اثم منع مسلم أن يؤدي فريضة الصلاة لرب العالمين !! ..

أيدرك هؤلاء عظم ما يفعلون !! .. و يستوى فى ذلك من يأمر و من ينفذ


حينها أجد الآية الكريمة متجسدة أمامي : " و من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه و سعى فى خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها الا خائفين لهم فى الدنيا خزي و لهم فى الآخرة عذاب عظيم "



أفقت سريعا بأنى مازلت أمام مسجد " ابن الخطاب " فى عباس العقاد .. كان التعب قد بلغ منى مبلغه .. و كنت أحتاج الى الجلوس لاستريح بالفعل .. نظرت حولى بعدما أغلقوا المسجد فى وجهي علّى أجد مكانا أستطيع أن استرح فيه قليلا قبل أن تأتى الى خالتى بعد ساعة كاملة ..

أخذت أقلب بصري فى كل تلك الأبنية المكدسة حولى باحثة عن مكان واحد أستطيع أن أجلس فيه ما بقى من الوقت .. مكان واحد يؤيني دون أن أجد نفسي مضطرة الى أن أخرج لأصحابه كل ما فى جيبي من نقود ليتفضلوا على بتركى لأسترح لديهم .. مكان واحد فقط .. أطلت البحث و أمعنت النظر ..

بعدها أدركت انى بلا مأوى بعدما أغلقوا أبواب بيت الله فى وجهي ..

أدركت أن المأوى الوحيد هو الشارع ..

نعم .. الشارع و فقط ..

الشارع فى ذلك الوقت .. الشارع بظلمته الموحشة .. الشارع بنظرات شبابه و رجاله المسعورة التى يستوى لديها اى فتاة تظهر فى الأفق .. الشارع بأرصفته المتسخه .. الشارع الذى يخلو من كل معانى الانسانية حتى و ان تجسدت فى مقعد على الرصيف لراحة المارة ..!!

فكرت فى أن أعود الى بيتي ثم مرة أخرى الى عباس العقاد حيث سأقابل خالتى .. ثم طردت الفكرة من رأسى سريعا فان ما سأستغرقه من وقت فى الانتقال الى بيتي ثم الى هنا ثانية فى ظل هذا الزحام سيكون أكبر بكثير من " ساعة " علىّ ان أنتظرها حتى موعد المقابلة ..


بيتي !! .. و ماذا اذا عن أولئك الذين لفظتهم بيوتهم .. أو أولئك ممن ليس لديهم بيوت من الأساس !! الى أين يذهبون ؟؟ الى أين يذهبون و مصر لم يعد فيها مكانا واحدا مفتوحا لأبنائها دون مقابل مادى !! ؟؟ الى أين يذهبون و قد أغلقوا فى وجوههم بيوت الله بعد أن أوصدت أبواب منازلهم أمامهم !! ؟؟


سحقا بكل لغات أهل الأرض !!! .. يالها من مدنية عفنة .. تحيل كل شىء أمامها بما في ذلك البشر ممن تجردهم من انسانيتهم فى معادلات مادية دنيئة .. لا تفهم أى شىء حولها سوى المال ثم المال ثم المال ..


لم أعد استطع الوقوف أكثر من ذلك لفرط الارهاق الذى كنت اعانيه .. و لم أجد مفر من الجلوس فى احدى " الكافيهات " الفارهه التى تحتل جوانب الشارع بالرغم من عدم رغبتى فى تناول أى شىء لآكله . و لكنى سأطلب أى شىء حتى وان كان " شاى بلبن " حتى أستطيع الحصول على ذلك الكرسي - الذى أصبح الحصول عليه أصعب من خروج اسرائيل من فلسطين - للراحة قليلا ..


استجمعت ما بقى من قواى و بدأت السير باتجاه احد " الكافيهات " .. كنت أبعد مسافة ليست بالقليلة عن أقرب " كافيه " فى الشارع .. أثناء سيري مررت باحدى المتسولات الاتى أصبحن من علامات الشارع المميزة ..


كانت سيدة عجوز .. طاعنة فى السن .. تفترش الأرض .. صوتها قوى و مرتفع للغاية .. تمد يدها امامها .. و صوتها يعلو لكل من مر بجوارها بـ " بالله عليك جعانة "


ظلت كلماتها تتردد بقوة داخلى بعدما تخطيتها بعدة أمتار .. كلماتها قاسية للغاية .. مؤلمة و مدمية


شعرت بقمة الـ " قرف " من نفسي .. تستجدى منك بأن تعطيها شيئا و تستحلفك بالله ، الخالق الأعظم .. و تطلب لا لرفاهية و انما للجوع الذى يفتك بها .. و انت ذاهبة لتناول الطعام .. ترددت كثيرا فى الرجوع اليها .. و لكنك فى النهاية لم تفعلى .. لم تلتفتي اليها أو تلق لها بالا !!


كانت دقائق قاتلة تلك التى مرت علىّ و انا جالسة " بالكافية " احتسى " الشاى باللبن " و أسترجع تلك العجوز .. أحسست بأن مزيج الشاى باللبن ما هو الا حمم بركانية تتخذ طريقها الى داخلى مع كل رشفة اتناولها ..


لِم لَم أذهب الى تلك السيدة لأعطيها شيئا ؟؟

ما هذا الجمود الذى أصاب مشاعري !!

لكن ما الذى يدريني بأنها صادقة حقا ؟؟

أليس من المحتمل و الوارد جدا أن تكون من محترفات الشحاذة ؟؟!!

لو كانت حقا جائعة كما تقول .. لم لا تأخذ الأموال التى جمعتها من المارة و تذهب لتشتري شيئا تأكله اذا ؟؟!!


فكرت فى أن أشتري لها طعاما و أعطيه لها .. ثم ترددت أيضا

هل ستقبله منى ؟؟ أم انها سترفع صوتها بسيل عارم من الشتائم ؟؟

هل لو قبلته منى ستغادر المكان لأنها شبعت من ذلك الجوع ؟ .. أم انها سوف تستكمل استجدائها للمارة لتجلب المال ؟؟


أصبحنا فى زمن قاسٍ و خادع للغاية .. انتشر فيه الفقر ، و الفساد معا .. فلا نستطيع التمييز بين من يستحق و بين من يحترف خداع الناس !!


لم ينتشلني من ذلك الصراع المميت بداخلى سوى صوت خالتى عبر الهاتف النقال لتخبرني بأنها وصلت لمكان المقابلة لتوها و بانتظارى


تهلل وجهى و خرجت من ذلك المكعب الخرساني الميت الذى كنت أمكث به مسرعة اليها ..


ألقيت نظرة عابرة على ذلك الشارع الممتد بأضوائه الساطعة .. و ترددت بداخلى تنهيدة حارة ..


" آآآآآه يا مصر .. و آخرتها ايه بعد ما حولوكى لحارة سد و حطوا ولادك جواها متكسرين " :'(