
من فترة ليست بالقليلة فوجىء الجميع بتسافل كاتب دنماركى و تطاوله برسم رسومات مسيئة لنبى الهدى " محمد صلى الله عليه و سلم " .. حينها انقلبت الدنيا رأسا على عقب .. و أتذكر كم المظاهرات التى خرجت فى مختلف البلاد الاسلامية للتنديد بهذه الفعلة .. أعمال العنف التى اندلعت فى شتى الانحاء ردا على ما تم .. اندهاش الغرب من قوة رد الفعل .. تصريحات شيخ الازهر .. آراء رجل الشارع البسيط ..
عاصفة شديدة جدا اجتاحت العالم الاسلامى عامة و العربى خاصة .. ثم هدأت فجأة .. و لا أعلم من الذى هدأها أو كيف انتهى الموقف الذى بدأت بصدده تلك العاصفة ..
بعدها توالى مسلسل الاساءة فى عدة دول و لكن على شكل مكرر من اعادة نشر الرسوم
ثم .. هدأ الموقف ثانية
و من عدة أسابيع .. " قاعدين لا بينا ولا علينا " فوجئنا باعادة نشر الرسوم مرة أخرى بحجة التأكيد على حرية الصحافة
الغريب ان هذه المرة لم تقم العاصفة كما قامت فى المرة الأولى .. لا أعلم هل هذا دليل على أن الجموع الغاضبة الغفيرة التى خرجت فى المرة الأولى بدأت تفكر بعقلها بعض الشىء فيما يجرى .. أم ان سخافة السيناريو المكرر أدى بالناس الى أن يتركوه جانبا ولا يعيروه اهتماما .. أم ان ما حدث فى المرة الأولى كان " و باستخدام منظور المؤامرة " وراءه من يذكى ناره حتى تتوهج لغرض ما فى نفس يعقوب .. أم ان التفسير ليس اى مما سبق .. و ان الحكاية و ما فيها شوية ناس حبت تتمنظر بلقبها كمسلمين قدام الغرب فقامو مرة واحده بعنف أول مرة .. بس للأسف الرصيد الدينى و الاسلامى كان لا يسمح بان يعيدوا الكرة مرة تانيه فى اعادة النشر الاخيرة فالمسرحية اسدل عليها الستار و كل واحد روح بيتهم و خلاص !!!!؟؟؟
طيب خلينا نشوف الموقف من منظور تانى مختلف شوية و خلينا نصغر مساحة بحثنا و ناخد بلدنا كحالة للدراسة
الوحشين الكفار الدنمارك ولا هولندا ولا فرنسا ولا المانيا ولا العفريت الازرق عملوا ايه ؟؟ نشروا رسومات مسيئة ؟؟
طيب
حد كده يقولى كام مرة سمع النهارده فى بلاد الحلوين المسلمين سواق ميكروباص ولا تباع ولا بواب ولا عيل فى الشارع طوله ما جابش شبر و نص بيسب الدين ؟؟؟؟ و كان كل الى ربنا قدره عليه يعمله ساعتها انه يغمض عينيه و يقول : تؤ تؤ تؤ استغفر الله العظيم
ولو قلت سيبكو من الشريحه دى حد يقولى كام مرة فى حياته حضر خناقة فى الشارع بين شباب ولاد ناس ولا بهوات ببدل بسبب واحد قفل على التانى فى اشارة و ما سمعش الدين بيتسب و بيتمسح بيه تراب السكك كمان ؟؟؟
بلاش
كام أمين شرطة فى الاقسام ما بيسبش 100 ملة للمقبوض عليهم فى التخشيبة ؟؟
طب راحت فين العالم الى كانت زعلانة أوى لما أحد حكامنا الأفاضل راح زار بيندكت بعد ما مسح بينا البلاط برضه و اداله معرفش ايه من الذهب مرصع بالفصوص و كأنه بيقوله و الله مش عارفين من غيرك كنا حنتشتم ازاى ؟؟
كل النماذج السابقة .. ليست فى بلاد الفرنجة لا سمح الله .. لكنها فى قلب و عمق البلاد المسلمة او المتمسلمة .. و بالمقارنة بين ما حدث فى بلاد " ولاد الذين البعدا " و فى بلادنا المبجلة فأعتقد مجرد اعتقاد قد يكون ساذجا ان الدين و رسوله متبهدلين اخر بهدلة معانا اكتر من الغرب .. و ده فى حالة ما اذا كنا سنأخذ العامل الخارجى أو الظاهر فى الموقف فقط للمقارنة او للحكم .. بمعنى .. اذا ما تم الاقتصار على الكلام و الشتائم و المقولات و فقط .. و تم استبعاد الافعال .. و الالتزام .. و السلوكيات .. و مدى التطبيق للدين " الى محروقين علشانه أوى كده " فى الحياة العملية للفرد المسلم فى البلاد العربية و الاسلامية
و اذا كان الحال كذلك فلم قامت الجموع الغفيرة اذا فى المرة الأولى : مع العلم ان الواقع الاسلامى " مش فارق فى الحالة الأولى عن الحالات الى بعدها .. يعنى ما كانوش اتقياء فى المرة الأولى و فجروا بعد كده "
طيب .. و اذا كنا بالفعل فى قمة الغضب لما حدث من اساءة للدين فى الخارج .. فأين نحن مما يحدث له فى الداخل ؟؟
كنت أتحدث عن هذا الموضوع مع أحد الأقرباء فكان الرد : احنا هنا بنعمل ده بيننا و بين بعض .. انما هما بره لأ ما يتكلموش على ديننا
صلاة النبي .. هي الحكاية و القضيه و المشكلة كلها : احنا و هما " فى مين الى يشتم يعنى" و لا المشكلة فى الشتيمة نفسها !!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
نهايته
ابدأوا نفسكم الأول و احترموا دينكم و نبيكم فى بلادكم علشان الى بره يحترموهم و يحترموكم كمان معاهم ..
و على رأى عمرو لما كان بيرد على احدى الرسائل الى بتدعو لمقاطعة البضائع لما قال :
هل الأولي مقاطعة المنتجات...؟؟؟ أم مقاطعة السلوكيات الهدامة...؟؟؟ أم أن الأجدر بنا الالتفات إلي القيم المشوهة و التي تهدم إنساننا من الداخل؟؟؟
لست هنا ضد المقاطعة كما تعلمون عني جميعا...
و لكنه شيء ما في خطاب الدعاية للمقاطعة... يصيح بي دائما.. ما زال أمامنا الكثير... ففعلنا المقاوم لم ينضج بعد.. و لم نستطع بعد تجاوز مرحلة مقاومة الفعل القادم تجاهنا إلي تفعيل ذواتنا في فعل مقاوم...
يا جماعة الى ملوش خير فى أهله ما لهوش خير فى حد .. انا ضد الاساءة و لكن الاساءة كلها جوه و بره بالقول او بالفعل او باى شكل كان .. لو الغرب شافونا قد ايه بنحترم ديننا بجد و بنلتزم بيه و ان باطنا مثل ظاهرنا .. ساعتها بس محدش حيقدر يقول على ديننا ولا نبينا ربع كلمة من غير ما يفكر 1000000 مرة فى الى ناوى يعمله
تحضرنى كلمة استاذى الدكتور سيف الدين عبد الفتاح حينما قال :
ان الخارج لا يتمكن من الداخل الا بقدر ما يمكن الداخل له
و التمكين ده بياخد اشكال كتير اعتقد ان احدها استهانتنا بديننا و بعقيدتنا و عدم احترامنا ليهم بالقول او بالفعل
عدم تكرار المسلسل الغربى فى ايدينا مش فى ايديهم .. بدايه ايقافة عندنا مش عندهم .. فرجاء لنبدأ سويا بأنفسنا حتى نقطع عليهم كل السبل لاهانتنا