الرأى و الرأى الآخر

عمرك دخلت مناقشة مع حد و اختلفتوا فى وجهات النظر و حسيت بعد ما المناقشة انتهت انك خارج من اجواء الحرب العالمية الاولى ؟؟

لو ما حصلتش قبل كده فاسمحلى عزيزى القارىء اكلمك عن تجربتى الخاصة و الى كنت محتاجة بعدها لجرادل ميه متلجه علشان اخرج من جو المعركة الى كنت فيه .

حقيقى و بعد ما انتهت المعركة الحمد لله بدون اى جرحى او اسرى حرب قعدت مع نفسى شوية و انتهيت الى ما يأتى طبعا بعد خبرتى الطويلة بالصولات و الجولات بالليل او بالنهار ..

احم المهم ..

بعد التمعن فى تفاصيل مجريات الامور و تعقد الموقف و تسلسل الاحداث و كلام انشا كتير اوى تانى اكتشفت الاتى :

لما يبدأ الحوار بخصوص اى موضوع ولا سيما المواضيع السياسية بلاقى الحوار بيتطور بسرعة و بيسخن اوى و كل طرف من اطراف الحوار يبدأ يقتنع برأيه الشخصى اكتر و اكتر و الصوت يبدأ يعلا ولو الطرف التانى اخوك او اختك فالامر مش حيسلم من شوية اوصاف بمعنى الجهل و الغباء و التخلف و الرجعية و منعا لسقوط اى جرحى او قتلى فلازم حد فيكم يسيب للتانى المكان فورا علشان يهدى الجو ..

الحكاية و ما فيها ان مع تطور المناقشة كل طرف من اطراف الحوار بيسمع الطرف التانى بودانه بس لكن مش بعقله .. يعنى كل واحد بيكون سامع صوت التانى لكن مش سامع معنى كلامه ..

توماتيكى كده تلاقى الواحد بيحاول يسد عقله عن استيعاب الطرف التانى بالتدريج و تتمحور مهمتة و يتركز اهتمامه على كيفيه اثبات صحة كلامه و انشالله الدنيا تخرب بعد كده مش مهم ( انا و من بعدى الطوفان ) .. و تبدأ تحس الدم بيغلى فى نافوخك و يبدأ مسلسل الاسقاط بعدها على طول كل واحد بيتهم التانى انه ما بيسمعش غير نفسه و مش عايز يسمع كلام مخالف لكلامه ..

و كأن كل واحد بيحاول يمنع نفسه من مجرد التفكير فى تقبل الرأى المخالف و مع تطور المناقشه بتتعقد الامور اكتر و بيصعب اوى تكمله الحوار و ده لان كل طرف ماشى بعقله فى اتجاه بعيد تماما عن هدف المناقشه و موضوعها نفسه و بالتالى بيصعب ايجاد نقطة اتفاق يبدأ يدور بيها حوارهم حول موضوع النقاش من تانى و علشان كده بيتطلب الموقف انهاء سريع للمعركة القائمة علشان ما حدش يخسر التانى او حتى يبدأوا يفقدو اعصابهم اكتر من كده ..

و طبعا الحوار بينتهى بدون الوصول الى نتيجة يعنى بيكون الحوار بلا جدوى ( زيه زى قلته بل بالعكس فى بعض الاحيان بيكون قلته احسن ) ..

مع ان لو كل واحد مننا حاول فى مرة اثناء اندماجه فى الحوار يسمع الرأى الاخر بعقله مش بس بودانه الموقف حيختلف تماما .. حتى لو كانت وجهة النظر المقابلة مخالفة تماما لرأيه ..

درب نفسك على انك تفهم مقصد الى امامك لان ده حيفيك و حينعكس على رتم الحوار بشكل كبير جدا ..

اولا : حتعرف ازاى الى قدامك بيفكر و بالتالى حتقدر تحدد افضل اسلوب و وسيلة ممكنة لمحاورته و لاقناعه بوجهة نظرك ..

ثانيا : ستتجنب سيل اللعنات الذى سينهال على رأسكم من المقيمين معكم او حتى الجيران و ده لان رتم الحوار سيكون اكثر هدوءا.

ثالثا : الحوار نفسه مش حيبعد عن مساره .. و حيظل الحوار يدور حول موضوع المناقشه و بس .

رابعا : حينتهى الحوار بسلام و من غير زعل و لا ضيق اى طرف من الاخر.

خامسا : و ده الاهم انك حتتعلم ازاى يكون فيه رأى و راى اخر و ان الراى الاخر يحترم حتى ولو كان مخالفا تماما لرأيك مادام يسير وفق منطق و منهجيه معينه و ليس رأيا عشوائيا و مش مهم مين فيكو صح و مين غلط بعد كده المهم ان كل واحد قدر يعبر و يوصل رأيه للتانى بسلام ..

من الاخر دى دعوة متواضعه منى لكل فرد للتدريب العملى على تقبل الراى الاخر و مرونة ادارة الحوار ..

بعد عدة حروب كلامية خضتها بدأت اراعى فى مناقشاتى بعد كده انى احاول احتفظ بهدوء اعصابى لاقصى درجه ممكنة .. و انى احاول اركز على فهم الطرف المقابل و اراعى وقع كلماتى عليه قبل ما انطق بيها ..

اعترف بانى للان فشلت فى كثير من المرات فى توصيل وجهة نظرى للاخر و اعترف ايضا بان حوارى ليس حوارا مثاليا على الاطلاق .. و لكنى بدأت اخطو ولو خطوات قليلة نحو مزيد من الحوار الحضارى ..

من الاخر يا ريت نشجع بعض فى الموضوع ده يا جماعة

فهل يا ترى ستمنحوننى شرف قبول دعوتى المتواضعة ؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحوظة : التدوينة دى كنت نزلتها قبل كده على الصفحة الخاصه بكليتنا الحبيبة على موقع كل الطلبة .. أعيد نشرها مرة تانيه الان نظرا لان الفترة القادمة ستحوى تدوينات أعتقد انها حتكون من النوع الى بيسموه عند " المتأزمين هويتيا " على رأى طموح و ابن خلدون


كونتريفيرزال ايشوز

أيون حضرتك ده انجليزى .. مستغرب ليه ؟؟

الى هو يعنى

controversial issues

فكل واحد يركز فى التدوينة دى كويس .. و يخليه فاكرها علشان يوم ما يخبط فى تدوينة من النوع الى قلت عليه ده يبقى عندنا مشترك نتكلم على اساسه

و دمتم سالمين :)