Tuesday, July 28, 2009

مرآة مصر العاكسة 2/3






نزلنا الشاطىء يوم الجمعة .. و هي ( غلطة بنت ناس جدا علشان الشاطىء عليه أمة محمد من أهل المدينة ذاتها " اسكندرانية يعنى " و المستوى مش ولابد و المناظر الى على الشاطىء ما يعلم بيها الا ربنا ) هكذا قالت أمى ، و وافقتها فى الرأى أختى .

أما انا فكنت أرى أنها فرصة " لقطة " للتعرف على وجه آخر للحياة لم أعتده من قبل .. كنت حاساها حتبقى فرصة جميلة جدا للتعرف على مصر التي لا أعرف كما فعلت من قبل حين زيارتى لـ " عين شمس " .. و لكن بالطبع أكننت ذلك الرأى في قرارة نفسي و لم أصرح به " علشان اليوم يعدي على خير .. و من غير الدخول فى مهاترات حوارية ليس لها أى نتائج سوى حرقة دم جميع الأطراف المعنية !! "






كان الشاطىء مزدحما جدا بالفعل .. أفواج كثيرة من البشر .. كل الأعمار بدء من السنوات الأولى للعمر و انتهاء بمراحل الشيخوخة


المرح يغلب على الجو العام فى المكان .. البسمة ترتسم على وجوه الكبار و الصغار ..



أدركت أن هناك نوعا آخر من أنواع الفنون الساحرة حقا لن تجده الا فى مصر .. فى مصر و فقط .. هو فن التأمل فى تلك الملامح الدافئة لوجوه من حولك من ابناء هذا الشعب



حقا .. تلك الملامح بها سحر عجيب .. ملامح قانعه للغايه بأقل قليل لديها .. على الرغم مما تخفيه خلفها من " غلب ما يعلم بيه الا ربنا "


ملامح تسمعها تقول لك فى كل لحظة " الحمد لله على كل حال .. احنا أحسن من غيرنا "


ملامح تشعر بمجرد النظر اليها أن بينك و بين أصحابها " عشرة عمر " بالرغم من أنها المرة الأولى و قد تكون الأخيرة التى تراها فيهم


لم أستطع أن أرفع عيناى عن الأطفال و هم يمرحون على الشاطىء .. نقاء و براءة بكل ما تحمله الكلمتان من معنى


ترى لو يعرف كل منهم ما ينتظره فى هذا البلد بعد بضع سنوات قليله قادمة من عمره أكان سيبتسم و يمرح كما هو حاله الآن ؟؟


اكتشفت بمرور الوقت و انا جالسه أتأمل فى تلك الملامح الدافئه لمن حولى ان بهاء المظهر يخفى وراءه الكثير من التشوهات الفكرية و الاجتماعيه التى يجدر بنا الوقوف عندها بالتأمل كثيرا .. محاولة للوصول الى تفسير لسبب منطقى ادى الى تجذر و تغلغل هذه التشوهات فى نفوس اصحابها بهذه القوة .. و التى وصلت الى مرحلة جعلتهم يجاهرون بها بلا تردد أو خوف أو حتى استحياء


أول هذه التشوهات هو فرق الملامح بين الباعة المتجولين الذين يمرون عليك فى عرض مستمر لبضائعهم طوال النهار ذهابا و ايابا و بين مرتادي الشاطىء من باقى ابناء الشعب

هؤلاء الباعة المتجولون يحملون على وجوههم العديد من التعبيرات التى تعكس مدى البؤس و الغلب و الشقاء الذى يعيشون فيه و الذي يحملونه معهم و هم مارين عارضين بضاعتهم امام المصيفين لعل و عسى أن يظفر أحدهم " ببيعة ياخدلو من وراها قرشين "


لا أتعاطف مع الباعه من الشباب بقدر تعاطفي مع نظائرهم من الاطفال و الصبية ..


أشعر دائما بأنهم الأكثر بؤسا و الأضعف جسدا و الأشد تعبا


تذكرت تلك الطفلة الصغيرة التى لم تتجاوز الخامسه من عمرها فى " المصيف " الماضى حينما كانت تمر أمامنا ببعض المشغولات التى تحملها فى يدها الصغيرة " كبشة " واحده .. و تنظر الينا فى عزة نفس لم أر مثلها في عيون الكثيرين ممن هم في مثل عمرها ..
تذكرتها حينما وقعت عليها " عصا الشمسية الغليظة " لتطرحها و جسدها الهزيل أرضا .. ليهرول اليها كل الموجودين على الشاطىء من رجال و نساء ..


تذكرت عيناها الصغيرتين اللامعتين التان كانتا تضيئان وجهها الأسمر الصغير كالبدر كما يضىء ظلام السماء ليلا


تذكرت صوتها الهادىء .. و ابتسامتها الرقيقه حينما داعبتها احدى الفتيات لتخفف عنها ما حدث

أفقت من جديد لأجد نفسي لازلت جالسه على شاطىء الأسكندرية .. يالله .. الفوارق الطبقيه فى مصر أصبحت غير مقبوله حقا .. الفجوة تتسع بشكل متسارع لتأكل من الطبقة الوسطى فى المجتمع .. فاما ترفعهم الى طبقة أصحاب رؤوس الأموال .. أو انها كما هي العاده تقذف بهم الى الاقتراب من خط الفقر أو ما دونه ..


" أرزاق " .. هكذا همستلى نفسي أثناء متابعتى للباعة من أمامى .. منهم من ترى الناس يتخطفون بضاعته متلهفين بشده .. حتى يبيع كل ما لديه تقريبا و يذهب ليأتى بمجموعه جديده لبيعها .. و منهم من يظل حاملا بضاعته طوال النهار ذهابا و ايابا و لا يجد من يشتريها منه حتى يذهب كل من هم جلوس على الشاطىء ..

سبحان الله .. بالرغم من أن جميع الباعه يبذلون الجهد نفسه و يعرضون بضاعتهم أمام الناس ذاتهم .. الا ان مكسبهم فى نفس اليوم مختلف تماما عن بعضهم البعض


ألقيت بنظرى على مياه البحر و أمواجه المتلاطمة من أمامى فاذا بى أدهش لمظهر آخر جذب انتباهي بشده ..


هذه هى السنة الثانية التى يتكرر أماى هذا المشد .. المنتقبات ممن نزلن البحر للمرح قليلا !!


مشهد مستفز للغاية حقا.. سيدة محترمة منتقبه ترتدى اسدالا فضفاضا لا يكشف منها شىء .. تنزل الى البحر مع زوجها .. ساعه .. اتنين .. تطلع كأنها مش لابسه اى حاجه خالص .. .. الملابس المبلله قامت بدورها و زياده فى الغاء صفحه " الحجب " التى يعكسها لفظ " حجاب " ..


قد يتعجب البعض من انى أختص المنتقبات من هذا المشهد .. مع العلم ان المحجبات " الغير منتقبات " يفعلن نفس الشىء و النتائج كذلك ذاتها


أحد المفارقات الأساسية التى الحظها فى جزء كبير من الملتزمين دينيا هو الاهتمام البالغ و المنضبط ايضا بالمظهر الخارجى مع اهمال لجوانب كثيرة جدا من جوهر العقيدة لديهم .. و هذا حقا ما يثير عجبي الشديد .. حيث انه من المفترض ان الرقى فى المظهر الخارجى للالتزام يأتى انعكاسا لتطور الحالة الدينية الداخلية للفرد للأفضل .. و بالتالى يأتى المظهر مكملا و عاكسا لمستوى الرقى الديني لدى الفرد .. و من ثم فان مظهر المنتقبه خاصه يعكس مدى رقيها الديني و وعيها بأمور دينها و تفهمها لها عن عمق بقدر أكبر من مثيلاتها المحجبات و فقط .. و لكن للأسف لم أجد هذا النموذج خصيصا منضبط الا فى قلة قليله للغاية من فئة المنتقبات .. بل ان النموذج السائد هو العكس تماما .. و ان كان غير قاصرا على المنتقبات و فقط بل و يمكن تعميمه على حال الكثير من الملتزمين من الرجال و النساء اليوم ..



لم يكن هذا هو المشهد الوحيد العجيب أو المستفز بالنسبة الى من فئة " الملتزمين " .. حيث انها كانت المرة الاولى التى أرى فيها نوع جديد من أنواع النقاب فى مصر و هو النقاب " الكارينا " !!!!!!!!!!!!!

أي نعم .. " حضرتك قرأت الجملة صح سعادتك " النقاب الكارينا .. بمعنى " بنطلون جينز .. و بدى كارينا .. عليهم فستان -كت- شيفون طوله يمتد لبعد -الركبة- و بعد كل هذا طرحه سوداء فضفاضه تغطى الرأس و الأكتاف و عليهم " نقاب و غشوه " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لا تعليق !!!


لم يكن هذان المشهدان هما العاكسان الوحيدان للتشوه الديني لدى المجتمع المصرى بملامحه الدافئة .. فلم أكن أعلم أن يوم " الجمعة " على شاطىء الاسكندرية يخفى لى من الحكاوى عن حال المصريين الان الكثير و الكثير






عادت عيناى مرة أخرى لمتابعة الأطفال و عفوية خطواتهم و وثباتهم على الرمال .. جذبت عيناي طفلة لم تتجاوز السنتين من عمرها .. ترتدي فستانا أزرق اللون .. شعرها الأسود القصير يعكس عليها مرحا أكثر مما هي فيه .. تحمل ملامح مصرية أصيلة .. ابتسامتها ترتسم على وجهها لتزيدها " طعامة " على جمال طفولتها

أدركت أن والدتها هى صاحبة " الشمسية " بجوارى مباشرة .. لاحظت هي مدى مراقبتي لطفلتها الصغيرة عن كثب فى خطواتها .. فنظرت الى و ابتسمت .. فبادلتها الابتسام .. و ظللنا فى مرحلة تبادل الابتسامات لفترة طويلة على مدى الثلاث ساعات التى قضيتها على الشاطىء ..

كانت طفلتها بريئة للغاية لدرجة دفعتنى أن أعقد العزم على استئذان والدتها فى التقاط بعض الصور الفوتوغرافيه للطفلة .. و لكن لم أشأ أن أذهب لاستئذانها فى حضور كل شباب و رجال عائلتها و فضلت الانتظار حتى يحين موعد صلاة الجمعة و يذهب الرجال من الشاطىء لاداء الصلاة " و اهو كلها ساعه الا ربع و الاذان حيأذن يعنى "






حان موعد الصلاة .. و دوى صوت المؤذن ليملأ الأرجاء ..

خمس دقائق

عشرة دقائق

ربع ساعة

ثلث ساعة

نصف ساعة مضت منذ وقت الأذان و لم يتحرك أحد من مكانه الا قلة قليلة .. اما كل الشباب و الرجال مازالو فى أماكنهم و يتصرفون بشكل طبيعي طبيعي " طبيعيييييييييي فيتراك :$ "


بالرغم من محاولتى الجاده فى اسكات صوت نفسي الهامس بداخلى .. الا ان همستها هذه المرة كانت أقوى من محاولات اسكاتى لها .. " ايه الوكسه دى !!! " كانت هذه همسه عالية من داخلى .. لماذا لم يذهب الشباب للصلاة ؟؟ " البحر مش حيجري يعنى !! "


أخرجنى من حالة المحادثة الذاتيه صوت مجموعة من الشباب الاسكندرانية الجالسين على يميني .. كانوا مجموعة يقرب عددهم من ال7 أفراد على ما أتذكر .. كلهم تجاوز العشرين من عمره .. و أدركت من ثنايا حديثهم أنهم " تجار "


كان أحدهم يجرى مكالمة هاتفيه يطلب من الطرف الاخر المحادث له أن يحضر لهم معه و هو قادم " معسل .. علشان يظبطو دماغهم "

بعدما أنهى المكالمة سأله أحد أصدقائه عن شىء ما .. ثم رد الشاب بعدها " أنا حروح أجيب بيرة .. حد ييجي معايا "

رد أحدهم : " لا الى عايز يسكر يبقى يسكر لوحده "

رد آخر : " ابقى هات عدد ... بيرة "

رد الشاب : " لا فلان ده ما بيشربش بيرة .. بيشرب بيريل بس "

أنا : :$ :$ :$ :$ :$ :( :( :(

أكمل الشباب حديثهم .. موجها أحدهم سؤاله للشاب الذى كان يجري المكالمة الهاتفيه

" و انت كنت متنرفز ليه كده بس "

رد على سؤاله : " فلان عايز يروح يصلى يا سيدي و مش جاى دلوقتى .. هو حر بقى .. "

عقب آخر : " اه .. طب و ماله ما يروح يصلى .. ما احنا المفروض نروح نصلى احنا كمان .. يلا بينا ؟ "

رد الشاب مرة أخرى بعلو الصوت : " أنا ما بصليش .. ولا جمعة .. ولا سبت .. عايز تصلى .. روح يا عم صلى .. ربنا يهديك "


انتظرت أن يحدث ما توقعت بأن يقوم الشاب الذى دعاهم للصلاة بجمع باقى العدد و يذهب بهم للمسجد تاركين ذلك المجاهر وحده .. أو حتى أن يقوم الشاب بمفرده و يتركهم جميعا ثم يعود اليهم بعد الصلاة .. لكن ما حدث بالفعل .. هو أنه لم يتحرك أحدهم من مكانه .. و اكملو تبادل حديثهم بشكل " عاااااااااااااااااااااااااااااااادى جدااااااااااا "


صدق حقا مالك بن نبي حينما قال بأن فى وطننا العربي الان " هناك انفصالا بين العنصر الروحي و العنصر الاجتماعي ، هناك فرق بين المبدأ و الحياة "

نعم كان محقا ..

و كان محقا كذلك حينما قال أن تهيئة " المحيط " للاصلاح هو من الشروط الاوليه لحل مشاكلنا ..

كما كان محقا أيضا .. ان داخل شبابنا تكمن جذوة الايمان لانها هى الحقيقة الأولى للروح .. و لكن تنتظر من يوقظها ثم بعد ذلك من يهيىء لها المحيط ليصل ما بين الروحي و الاجتماعى .. فلا نشهد انفصاما بين السلوك و المعتقد


ما قاله مالك بن نبي ينطبق بحذافيره على ما حدث مع الشاب الذى أراد الصلاة .. لم يكن المحيط مهيئا على الاطلاق بالرغم من رغبته الصادقة فى الذهاب لاداء صلاة الجمعة .. لم يجد من يشجعه .. او حتى ما يحمسه على الذهاب .. لا فى محيط اصدقائه .. ولا فى محيط باقى الشباب و الرجال ممن لم يذهبوا للصلاة .. و بالتالى ظل هو جزءا من منظومة متسقه مع ذاتها للغايه و لم يصبح شاذا عنها حينما عزم الذهاب ثم جلس مكانه و لم يفعل ..


جذبت عيناى مرة أخرى الطفلة ذات الرداء الأزرق .. و قررت أن أذهب هذه المرة الى والدتها لاستئذانها فى تصوير ابنتها

كانت الأم تحمل نفس ملامح الطفلة تقريبا .. نفس الملامح المصرية الجذابة .. بالرغم من أن الأم و الأسرة بكاملها كان يبدو عليهم أنهم من المناطق الأكثر شعبية فى المدينة .. الا ان ملامحها كانت تنطق بأصاله مصرية رائعه حقا

اندهشت كثيرا حينما وجدت الأم التى لم تتجاوز الحادية و العشرين لديها طفلتان احداهما تبلغ من العمر حوالى 7 سنوات و الأخرى هى تلك الصغيرة التى استحوذت على انتباهي

حينما وقفت بجوار الأم تصنعت هى في البداية عدم ملاحظتها لي .. فابتسمت كثيرا .. و حينما بدأتها بالسلام .. و جدتها فى غاية السعادة و ترد السلام على و تفاجئنى بسؤالها " ازيك ؟؟ عاملة ايه ؟؟ " .. فى هذه اللحظة كانت نفسى تقول " يا الله .. المصري ده انسان عجيب .. عشرى لدرجه غريبة فعلا .. فهذه السيدة لا تعرفنى مطلقا و لكنها تسألنى عن حالى بطريقة توحى بأن بيننا علاقات وطيدة :) "

حينما استأذنتها فى تصوير ابنتها رحبت للغاية .. كانت فى أكثر لحظات سعادتها .. و فوجئت بها تقول لى : " هاجر دى بركة .. دى مولودة و مكتوب على صدرها اسم " محمد " حتى بصى " .. و كشفت جزءا من جسد ابنتها .. و اشارت باصبعها لموضع محدد ..

نظرت بدقه بالغة .. فلم أر سوى منمنمات صغيرة لها لون أغمق قليلا من جسد الطفلة متجمعه مع بعضها فى هذا الموضع .. و لم تكون شىء سوى شكلا أقرب " للنمش " منه الى اى شىء آخر ..

يالله على اعتقادات المصريين .. ما الذى جعل هذه الأم تعتقد فى أن النمش الموجود على جسد ابنتها يكون اسم " محمد " بالرغم من انه لا يعكس هذا اطلاقا .. و ما الذي يجعلها تصف ابنتها بأنها " بركة " لمجرد وجود هذا النمش على جسدها !! .. بل و ما هو مفهوم " البركة لديها من الأساس " !!! :) :)


ابتسمت .. و داعبت الطفلة و أختها التى اتت مهرولة لترى ما يحدث .. و التقطت صورة للطفلة لم تكن من منظور جيد كما كنت أرغب و لكن يبدو أن انتباهى لان " أمة محمد من الشاطىء بتبص عليا فى تلك اللحظة و بتشوف ايه الى انا بعمله أربكنى قليلا "

شكرت الأم و هممت بالرحيل لأجدها تعرض على أن التقط صورة أخرى لطفلتها هذه المرة حين ارتدائها " للبرنيطه" .. ابتسمت كثيرا و تعجبت من هذه الأم التى لا تعلم عنى أى شىء .. ولا تعلم من سيرى صورة طفلتها .. ولم و لن ترى ما التقطه من صور لابنتها .. و لكنها شديدة الحرص على ان تظهر ابنتها فى أفضل شكل ممكن :)

التقطت صورتين اخرتين و شكرتها ثانيه و استأذنتها فى الرحيل .. فودعتنى بدعاء انطلق منها فى عفوية و بساطة شديدة قائلة " عقبال ما تشوفى عدلك يا رب :) "

ذهبت من أمامها و ترتسم على وجهى ابتسامة اعجاب و دهشة كبيرة من ذلك الشعب .. الذى لو كتبت فيه مجلدات عديدة عن طبيعة ابنائه و تركيباتهم النفسية لما أوفته حقه ..


اتجهت بعدها الى الشقه مرة أخرى .. لتناول الغداء مع اسرتى .. و الراحه قليلا :)


25 comments:

احمد زكريا said...

والله ياهبه مش عارف اقولك ايه
اولا : ماشاء اسلوبك اكثر من رائع قدرتك علي الوصف خلتني انزل البحر وانا قاعد
ثانيا موضوع الشعب المصري ده فعلا حاجة مش كتابة الكتب اللي هتكفيها فعلا انا كل يوم بحاول اوصل لرؤية واضحة وفيها قدر من الثبات لكن مافيش فايدة
علي رأي عالمنا مالك بن نبي زي مانتي ماقلتي الاتساق ،الصحة والصلاحية
لكن العبقرية في اللي انتي قلتيه في حاجة
موضوع الرضا باقل القليل لاني لامسه كل يوم في كل تحركاتي
الحاجة التانية سلام الست ليكي وكأنها تعرفك من سنين تحسي ده في الطبقة الدنيا بس وماتلاقيش ده في اي طبقة تانية
تالت حاجة موضوع الخرافة وارتباطها بعقل المواطن المصري ده بقا مصيبة وكارثة ومع حاملي اعلي الدرجات العلمية هتلاقيها
ربنا يستر ونقدر نغير في حاجة

Anonymous said...

أحمد نصر

بجد يا هبه ما شاء الله عليكى، كان فاضلى نسمتين هوا وأحس إنى فعلاً أدام البحر وعايش اللحظة
بس إنتى حظك وقعك فى ناس غريبة جداً، يعنى يوم جمعة وطناش لصلاة وبيرة ومعسل حاجات فعلا غريبة وعلنى كده، وسبحان الله الذى جمع النقيضين فى ذات الوقت فى ذات المكان مع اختلاف السلوكيات والتفكير، يعنى ربنا جعل هبه وهؤلاء الغرباء فى ذات المكان عشان نتعلم وعشان هبه تتأمل وتخرج لنا بالسرد الرائع والوصف الواقعى الكامل التفاصيل ده.
وبعدين سبحان الله هما متمسكين بالخطأ تمسك مميت وكأنه حق مثل تمسك صاحب المبدأ القويم بمبدأه وهو فعلا على علم بأنه على صواب وبعد قراءة وإطلاع.

هتفضل الهرجلة دى فعلا واللامبالاة وعدم تقدير الأمور التقدير الحق ليها أحد أسباب تأخرنا ما أصل دول مش بس اللى كده ،دول بئوا كتيير أوى
يعنى واحد سايب الصلاة اللى هى حياته أصلاً عشان متعة منتشرة ورخيصة وسايب الأهم
الرضا ميزة مهمة عندنا بس نفرق بين القناعة بعد القيام بكل ما علينا القيام به بمعنى عملنا اللى علينا وبين إننا راضيين راضخيين راضيين كحجة بليد خايب مش عايز يتحرك.
بجد يا هبه انتى كلام فيه تأملات ودعوة مقابلة لتأملات لتأملاتك دى ولو فضلت أعلق مش هعرف أوصل لنقطة نهاية نشكرك ونتمنى لكى دوام التوفيق والتأمل البديع ده

Mohammed Mamdouh said...

الست اللي مش عارفة الصور اللي بتصوريها لبنتها رايحة فين دي .. كل اللي في دماغها تعيش لحظة سعيدة مع بنت شعبها(حضرتك)وبس ... وفرحانة ببنتها برضه .. بس يمكن عندها انتي أهم تكوني فرحانة .. شعب ظريف بجد

Unknown said...

جميل ياهبة .. :)
أتمنى لك وقتاً سعيداً ..
أختلف معك فقط في مفهومك عن النقاب
فأنا لا أراهُ انعكاساً للرقي الديني ولا اهتمام مبالغ فيه بالمظهر ،وإنما أرى أن سيكولوجية النظر الى المنتقبة والملتحي تحتاج لإعادة نظر ..

فلا مانع عندي أن أرى ملتحي يدخن ، أو منتقبة تقوم بالخضوع بالقول ..سوى أن هذا فعلٌ يسئ لها كما يسئ لأي من يقوم به ، فحينما فكرت المنتقبة أن تنتقب ليس معنى ذلك - في وجهة نظري -انها رأت أنها أكملت ماعليها من الدين وسألت نفسها ماذا تبقى لأفعل ؟ حسناً سأنتقب .. ولكن علمت أنه فرضاً - من وجهة نظرها - فلبسته ، كما نعرف أن الصيام فرض فنصوم كلنا ، فاسقنا وعالمنا ..
وكما يصلي الفجار والنساك جنباً إلى جنب ..
وهكذا الملتحي ، لا اتصور أنه التحى لأنه يعتقد انه قد أكمل ماعليه من الدين وانعكس ذلك الرقي الديني الداخلي في شكل خارجي ، ولكن أنه اقتنع انها فرض - من وجهة نظره - فالتحى ..

ولذلك فأنا لا أحب النظر إليهم باعتبار انهم رموز للدين ، وانما فقط يعكس قناعة فكرية معينة عنده ..

وكل مصيف وانت طيبة :)

Mohammad El-Hussain said...

طبعا كالعادة يا هبة توصيف وتحليل أكثر من رائع .. رغم أني لست من هواة ترك الكومنتات بس المدونة دي بتقولي اكتب لوحدها .. لأن أنا لمست كل المواقف التي ذكرتيها ورأيت من الزملاء من يجلس معنا حتى إقامة الصلاة ويقوم يتركنا عند الإقامة.. ونقطة مهمة جدا نقطة الملتزمين وفي كتاب ممتاز يحكي عن طبائع الشعب المصري للدكتور أحمد عكاشة صادر عن دار الشروق بعنوان تشريح الشخصية المصرية أنا مازلت مستمر في قراءته حاليا يؤكد فيه عبى الاهتمام بالشكل عن المضمون وأنا شخصيا أعاني من مسألة التدين الشكلي لأنه منتشر بين فئة كبيرة من الأقارب والمعارف بطريقة تثير الغضب لأنهم يشوهون صورة الدين ويرسخون الصور النمطية عن المتدين حتى صرت أتطلع بحذر لأي إنسان تظهر عليه سيماء التدين في الوهلة الأولى حتى أتعامل معه .. عايزين الجزء الثالث :D:D

ساره احمد فؤاد . said...

يا صباح الفل :
حلو قوي يا هبة تحليل المتناقضات اللي عملتيه ده ، مفيييييش فايدة في بتوع سياسة و اقتصاد ، محللين سياسيين حتي عالبحر .
بس لفت نظري شوية حاجات هحاول اقولها باختصار : موضوع تأكل الطبقة الوسطي ، التاكل الشديد في الطبقة الوسطي اللي بنصرخ فيه و صرخ فيه قبلي و من وقت السبعينات و هم بيصرخوا فيه ، خطورة الموضوع ده فاقت الحد و انتقلت من خانة الاختلال الاجتماعي لخانة الاختلال السياسي ، علما ان الاجتماعي بيرد في السياسي مباشرة ،و ده يخليني اسال : هل هناك مؤامرة لضرب الطبقة الوسطي في مصر لقتل المجتمع و اصابته بالانهيار . ماااااااا علينا .
ثانيا : موضوع النقاب الكارينا : ههههههه ، كان نفسي تشوفيه اول ما ظهر في كفر الشيخ عندنا من اربع سنين تقريبا ، علما ان الحمد لله كل اللي لبسوه ، خلعوه تاني حفاظا بس علي سمعة النقاب .

ساره احمد فؤاد said...

لسه مخلصتش .......
الباعة الجائلين : هم مصر الدائم ، دول عايشين ازاي ، و ايه هي نوع الحياة والقيم اللي بيحملوها ، و ايه اللي يمنعهم في ثورة جوع عارمة انهم يخرجوا يطلعوا القهر و الهم بتاعهم بالتدمير ، بس المصيبة انهم هيدمروا اللي هتطوله ايديهم اللي هو احنا الطبقة اللي بتحاول تحافظ علي كونها وسطي .
النونو الصغيرة ذات الرداء الازرق ، و عائلتها ، هي دي مصر يا عبلة ، قصدي يا هبه ، و فكرتيني بحوار التدين المصري ، لما كنت مرة في مقام السيدة زينب و شوفت اللي بيحصل هناك ، قررت اتسحب من لساني و اقول للناس ان اللي بتعملوه ده غلط ، طبعا النتيجة المبهرة هي ان الناس اعتقدوني انا اللي مجنونة ، و مش فاهمة حاجه في الاسلام ، و قالولي ، ادعي الست - السيدة زينب يعني - بدل ما يصيبك زعلها ، يا بنتي ربنا يهديكي .
اجازة سعيدة يا هبة .

mohamed said...

بقولك يا هبة


مبلاش تروحي تصيفي تاني

solide said...

Your post is undoubtedly one of the most interesting articles i came across recently !

You looking at the contradictions in such society and say "how come?"; some however look and say "how come it's not worse?"

Back in the bright ages of this civilization, scholars used to give the diversity needed to keep any group or organization alive, strong and renewable.
However, in the dark ages that followed, the scholars in in this civilization have slowly transformed into 'clerks'.
So when the scholars make mistakes, thousands will follow, and when the followers do not follow they will simply go astray; which mainly brought us back to fall in the same mistakes the Christianity has fallen into before Islam (except maybe for trinity and God's relating concepts)

The personal relation between the individual and his creator became no longer the main advantage to this religion's followers, loosing such advantage added to loosing trust in the main religious figures/institutes has no other results but the fact we are living in it right now.

This is how you get the altered ugly morals and contradicted values you're talking about here, by seeding into the masses that they do not need to learn and by seeding into their teachers that they were perfectly taught, and nothing new to be added.

And it Will get worse, until the masses feel that they are practicing a way of life that is eventually endangering their very own existence...or until they simply, don't.

محمد said...

قرأت مقالتك منذ أيام.. ولكن لم أستطع التعليق عليها في حينها..

ماشاء الله.. وصفك جميل جدا, ومقارنتك, وانتقالك بين الأزمنة المختلفة..

جمعت عدد من الموضوعات وعلقت عليها ولم تتركي لنا المجال لإضافة المزيد..

الشعب المصري شعب عجيب .. غريب .. ولكنه شعب ممتع .. وعشري, والكتابة عنه من أجمل الكتابات التي يمكن لكاتب أن يتناولها..

أمتعتني مقالتك كثيرا
:)

دهاء سياسي said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أحمد زكريا

أولا : ربنا يكرمك على رفعك من معنوياتى و الله :)

ثانيا بقى : موضوع المودة الموجوده فقط فى الطبقات البسيطة .. و عدم وجودها فى الطبقات الأكثر رفاهية اقتصادية .. تفتكر ده ليه ؟؟

ثالثا : موضوع الخرافة المرتبطة بعقلية الشعب المصري .. تفتكر ممكن بدايه فك و تعديل هذا الوضع هو منين ؟

رابعا : اللهم آمين .. يا رب نقدر يا أحمد :)

دهاء سياسي said...

أحمد نصر

شرفت بتعقيبك عندى يا فندم :)


موضوع الرضا و الاستسلام .. ده مهم جدا .. فى الحالة المصرية و الله ما عارفه أجزم بحاجه لحاد دلوقتى .. و ان كنت أميل ان الوضع الحالى هو وضع استسلام أكثر منه رضا :(

بانتظار كل زياراتك القادمة باذن الله :)

شكرا جزيلا يا أحمد

دهاء سياسي said...

محمد ممدوح

:).. احتمال جائز .. و تبقى حقيقة انه شعب من أكثر الشعوب الداعية للتأمل

شكرا لمرورك يا بشموهندس

دهاء سياسي said...

دكتور عمرو

( ولذلك فأنا لا أحب النظر إليهم باعتبار انهم رموز للدين ، وانما فقط يعكس قناعة فكرية معينة عنده ..)

هو تحليلك للموضوع ده حقيقي .. او هو أقرب تحليل يفسر العك الى موجود ده دلوقتى فعلا .. صح .. انا لم اصل لهذا التحليل من قبل .. أحييك عليه فعلا

بس فى الاخر هو بينظر اليه انه مش رمز .. بس واجهه للدين و لعموم الملتزمين .. قدام المسلمين او غيرهم .. فدى الكارثة ..

جزاكم الله خيرا على التعقيب .. و الاضافة يا فندم .. بوركت :)

دهاء سياسي said...

حسيني :)

مبدئيا منور جدا

ثانيا بقى : دى تانى مرة حد يذكرلى اسم هذا الكتاب .....مممم .. حتخلونى أدور عليه و اشتريه :)


( لأنهم يشوهون صورة الدين ويرسخون الصور النمطية عن المتدين )

هو ده بالظبط الى باتكلم عنه .. ده بالظبط الى خلانى اقول لدكتور عمرو قبلك ان بعض المظاهر الخارجية تعتبر واجهه للدين .. و بيتم الحكم عليه من خلال الملاحظات المبدئية على هذه الفئة .. و ده الى بيخلى الموضوع مهم .. زى بالظبط الحجاب او ما يسمى الحجاب الى موجود اليومين دول و الى بيخلى اى حد من العلمانيين لما يقف و يناقشك يتكلم و يقول كل الى عنده من اتهامات بمنتهى القوة و الجرأة بل و البجاحه و لو كلمته يشاور على الى موجود و يقولك مهو ده البديل

شرفت المدونة يا فندم و صاحبتها بالزيارة :)

عمرو طموح said...

أنا جاي متأخر بس عادي يعني :)

والله أنا لست من الذين يقرأون تدوينات طويلة.. ومتهيألي فعلا دي أول مرة أقعد اقرأ تدوينة بهذا الحجم... بس صدقيني مكانش قصدي.. هو أنا بدأت ولقيتها خلصت :)
ليس لدي تعليق علي الموضوع الثري.. بس عاوز أقوللك إني ببساطة... أحسدك علي الكثير من الأشياء التي رأيتها في التدوينة.. أدعو الله أن يديمها عليك ويمن علينا بها :)
ملاحظات رائعة... وابقي هدي أعصابك وانتي بتكتبي عشان الكيبورد شكله اشتكي من إنك لما بيتحرق دمك علي حاجة... بتطلعيها فيه :):)
وبس خلاص
دمت ببصيرة

دهاء سياسي said...

سارة

واضح ان أهل سياسة دماغهم حتفضل واجعاهم بتفكيرها طول ما هم مقررين انهم يعيشوا كآدميين :)

موضوع الطبقة الوسطى .. فانا أعتقد ان نظرية المؤامرة هنا تمشى جدا ..

النقاب الكارينا .. صدقيني مفاجئتى كانت كبيرة لما قرأت تعقيبك .. ما كنتش اعرف انه موجود اصلا !!! لا حول ولا قوة الا بالله :(


ثورة الجوع : انا معاكى انها حتكون أشبه بالفوضى العارمة منها الى اى شىء آخر .. بس اديني بديل ليها تكون سلبياته أقل غير حالة الموت الى العالم فيها دى

موضوع المتصوفة و أولياء الله : دى مصيبة مصر غرقانه فيها لودانها حضرتك .. فكرتيني بموقف مشابه حصلى لما رحت السيدة عائشة .. كانت مهزلة بكل المقاييس


منورة المدونة دايما يتعقيباتك يا سارة :)


دهاء سياسي said...

محمد

:D :D :D

للدرجادى اتخنقتو من مرآة مصر العاكسة :D :D

شكرا لمرورك يا فندم .. تعقيبك ضحكنى فعلا :)

Hosam Yahia حسام يحيى said...

استمعت بجد بقراءه البوست

دمتى بخير :)

دهاء سياسي said...

solide

يا فندم تعقيبك كويس جدا .. و تحليل و استنتاج اتفق معك فيه ..

شكرا لاضافتك هذا التعقيب على مدونتى :)

دهاء سياسي said...

وضاح

أسعدنى ردك يا فندم .. ربنا يعزك :)

دهاء سياسي said...

عمرو من بنى طموح

مش عارفه أقولك ايه بجد .. انا كنت اقتنعت فعلا انك رميت المدونة من قائمة قراءاتك

لما شفت تعقيبك فعلا كنت فرحانه جدا .. ربنا يكرمك يا رب

كويس المقال طلع من وجهة نظركم مقبول بهذا الشكل :)

بوركت :)

دهاء سياسي said...

حسام

و انا شرفت بزيارتك لمدونتى :)

بانتظار زياراتك القادمة :)

فلسطينية الهوى said...

أهم حاجة انك اتبسطتي :D

دهاء سياسي said...

فلسطينية الهوى

هو كان مصيف الحمد لله لطيف :)

نورتي :)