Friday, May 28, 2010

3-D حينما شاهدت غزة avatar !!






***

ملحوظة قبلية
هامة : لو لم يتسن لك مشاهدة فيلم " أفاتار " من قبل رجاء لا تبدأ بقراءة المقال ، حيث أن المقال يعتمد على مشاهدتك للفيلم و تكوين رؤية حوله . :)


***

منذ عدة أشهر سمعت عن فيلم جديد يدعى " أفاتار " يعرض بدرو العرض الأجنبية و العربية ، و يحوذ شعبية كبيرة للغاية أثارت اندهاشي الشديد هي و الضجة الاعلامية التى صاحبت الفيلم ، و حينما شاهدت فى ذات مرة االاعلان الخاص بالفيلم على شاشة التلفاز زاد اندهاشي حيث أن الرسوم الخاصة بالشخصيات في الفيلم وجدتها مقززة للغاية فهي رسوما جمعت بين الملامح الانسانية و الحيوانية فى مسخ أزرق اللون أصفر العينين .. مما أثار تقززي من مشاهد الاعلان و أثار داخلى سؤال محورى جدا .. كيف جذب الفيلم كل هذا الاهتمام و هو به هذا القدر المقزز من الرسوم ؟؟ فأفلام الكارتون أو " الانيميشن " مصدر روعتها و جاذبيتها تكمن في الرسوم المقدمة و جمالها ، فكيف يستحوذ فيلم بهذه المناظر القميئة على كل هذا القدر من الاعجاب و الاشادة !!

مرت الأيام و قد عزمت عزما لا رجعة فيه بأنه من عاشر المستحيلات وفقا لقائمة المستحيلات التسع الخاصة بي ان أشاهد هذا الفيلم المقزز تحت اى ظرف من الظروف .. و هو العزم الذى ذهب سدى منذ عدة أسابيع :S :S :S .

جاءتنى دعوة الى مشاهدة الفيلم من شخصين ممن أثق برأيهم الفكري و الفنى على حد سواء ثقة عظيمة ، جاءت الدعوة الأولى من الباشموهندس محمود عاطف حينما نصحنى بمشاهدة الفيلم نظرا لشدة اعجابه به و حينما أبديت عدم رغبتي فى ذلك نظرا للرسوم المقززة للغاية ذكر لي جملة بسيطة مفادها أن الرسوم " موظفة دراميا " في الفيلم و ان هذه الشخصيات التى أتقزز من مشاهدتها الآن هي ذاتها الشخصيات التى سينتهى الفيلم و انا أحبها حبا جما !! حقا شكرته على تحفيزه لى لمشاهده الفيلم و أجلت مشاهده الفيلم الى حين ميسرة .. فجاءت الدعوة الثانية التى أنهت هذا التأجيل و كانت من " المش مهندس " محمد ابن خالتى ( هو مش مهندس نظرا لكونه مايزال طالبا بكلية الهندسة :) ) و الذى حفزنى هو الآخر لمشاهدة الفيلم بشكل كبير .. مما جعلنى اعقد العزم على تحميل الفيلم بالفعل و مشاهده ذلك " الأسطورة " الذى يتحدث عنه الجميع !! ..



بعد انقضاء ما يقرب من الساعتين و النصف أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بي فى تفاعل تام مع احداث الفيلم و ما يقرب من يومين من البحث عن كل التفاصيل الخاصة باعداد الفيلم و القائمين عليه
.. أدركت حقا أنني أمام فيلما عميقا للغاية يستحق الوقوف عنده بكثير من التأمل و التفكير لما يحمله من دلالات غاية فى الأهمية على مستويات عدة .

الفيلم يمثل حالة من حالات التمسك الشديد بمنظومة قيم الحداثة الخاصة بالنسق الليبرالي الغربي ، حيث يدور الفيلم منذ البداية حول تعظيم و تضخيم بعض الصور الذهنية حول الفرد الأميركي و ذلك يلاحظ في عدة مؤشرات منها :


أولا : تعظيم الذات :

  1. ان المجموعة الأمريكية هي التى ذهبت الى الفضاء الخارجي لاكتشاف الطاقة
  2. اعلاء من شأن العسكرية الأمريكية المتمثلة فى قوات المارينز المصاحبة للرحلة .
  3. فكرة أن أمريكا هي بلد التنوير و التحضر و ذلك جاء فى نص حديث شخصية " باركر سيلف ريدج " حينما قال و هو فى غاية الضيق يصف حال أهل " باندورا " بأن " الأمريكيين " أتو ليعطوهم العلم و الحضارة و الثقافة و هو ما يرفضه شعب " الأوماتاكايا " .
  4. فكرة الارهاب الأمريكي حيث أن الطرف الأميركي هو دائما الطرف الأقوى الذى لا يقهر حينما يواجه بامكانات " بشرية " مثله .

  5. ثانيا : الفردية " تعظيم قيمة الفرد " :

أيضا نجد أن الفيلم يتمحور حول الفرد و قدراته المختلفة ، سواء الفرد من الناحية المالية المتمثلة فى شخصية " باركر سيلف ريدج " .. أو من الناحية العقلية العلمية و التى كانت متمثلة فى شخصية د/ جرايس .. أو من الناحية العضلية المتمثلة فى شخصية الكولونيل ميلز ، بل ذهب الفيلم لما هو أكثر من ذلك حيث تعظيم شأن الفرد الى كونه قادرا على الاتيان " بخلق " جديد و هو ما فعلته المجموعة البحثية بقيادة د/ جرايس فى " خلق " كائنات تحمل خليط بين صفات البشر و العرق " النافي " و يحدث بينهما اتصال من خلال الاشارات العصبية الذهنية عن طريق " آلة الانتقال " الخاصة " بالأفاتار " .


ثالثا : المصلحة :

ظهر الجانب المادى المصلحى " جوهر فلسفة النسق الليبرالي " محركا للفيلم كاملا منذ البداية فى عدة أركان :

1. المصلحة المادية " الكسب " هي التى دفعت الرحلة الى الخروج من كوكب الأرض و الذهاب الى " باندورا " .

2. المصلحة هي التى أجبرت " جايك سولي " الى الامتثال لأوامر " كولونيل ميلز " و خداع شعب " الأوماتاكايا " و تجلى ذلك فى الصفقه التى عقدها الاثنان مع بعضهما في المعسكر .

3. المصلحة هي التى قادت الى الصراع المسلح الداخلى بين مجموعة " جايك سولي " و بين مجموعة " كولونيل ميلز " .

4. المصلحة كذلك هي التى أدت الى تدمير شعب كامل للحصول على " المعدن " الكامن تحت الشجرة الأم في باندورا .



رابعا : رؤية الآخر :


من أهم الأشياء كذلك شكل و حالة شعب " الأوماتاكايا " و عرق " النافي " القاطنين " ببندورا " حيث ان هذا الشكل هو أقرب ما يكون الى ثقافة بعض القبائل البدائية للغاية الموجودة فى المجاهل الأفريقية الجنوبية و هو دليل على التخلف و الجهل و التأخر و الضعف و العجز و الوهن و كل ما يحمل قيم سلبية للغاية .. و لعل هذا ما يثير تساؤلا هاما .. لماذا افترض كاتبو قصة " أفاتار " بأن المحيطين بأفراد الرحلة الأمريكية على ذلك الكوكب في شكل شعب " الأوماتاكايا " .. لماذا لم يفترضوا مثلا هبوطهم على الكوكب ليجدو شعبا من المتحضرين ممن يسبقون أهل الأرض بعلمهم و معرفتهم التى عجزت عقولنا عن الاتيان بمثلها مثلا ؟؟





هناك العديد من الصور الأكثر تشابها مع الفيلم و لكن تعذر نشرها على المدونة نظرا لفداحة الصور " خلقيا "



لعل الشكل الذي ظهر عليه شعب " الأوماتاكايا " يعكس رؤية الفرد الأمريكي لمن حوله على كوكب الأرض كما لفتت انتباهي صديقتى يمنى الى هذه النقطة ، حيث ان " الاوماتاكايا " مثلوا " الآخر " للأمريكي .. حيث نظرة الأمريكي لمن حوله و خاصة " أهل النصف الجنوبي من القارة " على أنهم مجرد طفيليات لا تعى ولا تفهم و غير قابلة للتمدين أو التحضر .



خامسا : الصراع :

وهو الذى كان العنصر الحاكم في العلاقه بين الأمريكيين و " الآخر " فان الأمريكي لم يقم بمحاولة فهم و استيعاب و التعامل مع ذلك الآخر باعتباره كائنا حيا مثله ، و لكن تم التعامل معه وفقا لتوظيفه ضمن الأجندة الخاصة بالمصلحة الأمريكية و الا فلن تكون هناك لغة سوى " الدمار الشامل " لأى آخر يحاول أن يحتفظ و يدافع عن حقه فى أن يكون و ان يحي حياة طبيعية مختلفة عن النمط الأمريكي .

من أهم الأشياء كذلك في الفيلم التى استوقفتنى للغاية هي فكرة المآلات .. بمعنى ان بداية الفيلم هي عبارة عن رحلة تحركها المصلحة و يحركها " الطمع " في ثروات أرض " باندورا " .. و نهاية الفيلم هي حرب مروعة ضد شعب مسالم نظرا لتمسكه بحقه فى الدفاع الشرعي عن أرضه و عدم التفريط في ثرواته و تركها " للاعداء " لينهبوها .



ان أول 20 دقيقة في الفيلم كانت في منتهى الرتابة بالنسبة لي و ظلت هذه الرتابة تعتري الفيلم حتى منتصفه تقريبا فمنذ النصف الثاني من الفيلم و تحديدا مع بداية تجلى شكل العلاقة الصراعية الحاكمة لتعامل " طاقم الرحلة " مع أهل باندورا طمعا فى ثروات أرضهم بدأ الفيلم يجذب انتباهي و يستحوذ على كامل تركيزي و مشاعري .. خاصة مع بداية الحرب على باندورا .. فكل مشاهد الجزء الثاني من الفيلم لم أر فيها أفاتار و لكني رأيت فيها أهلنا فى فلسطين و تحديدا أهل غزة و ما حدث بها مؤخرا على يد الصهاينة .

كل المشاهد كانت فى غاية التشابه مع ما يحدث فى غزة ، بداية من مشهد التجريف الذى قام به البلدوزر الأميركي و انتهاء بمشهد القصف و القتلي و الجرحى و الدمار الذى عم المدينة ، مرورا بفلسفة الفيلم حيث الموت للشعب المسالم حينما يتمسك بحقه فى أرضه و ثرواتها و حقه فى الحياة المسالمة مثل أقرانه .

حقا لم أشاهد سوى غزة و قتلاها و جرحاها و أهلها و لم أسمع من المؤثرات الصوتية الخاصة بالفيلم سوى عويل النساء و بكاء الأطفال و صراخ المشوهين من الحرب .. على أن غزة ترجح كفتها من الألم سواء كان ظاهرا امام العيان أو كامنا بين الضلوع .



هكذا رأيت أفاتار كما يجسده هذا الفيديو


ملحوظة :
*عند مشاهدة الفيديو رجاء أوقف المقاطع التى تحتوى على كتابة باللغة العربية لقرائتها حيث ان تتابعها سريع للغاية نظرا لضيق وقت الفيلم
* اذا لم يعمل الفيديو رجاء قم بتحريك المؤشر الخاص بالفيديو قليلا للأمام ثم أعد تشغيل الفيديو منذ البداية مرة أخرى .
* اسم غزة الوارد فى نهاية الفيلم هو مجرد كناية عن فلسطين بأكملها فليس ضروريا أن المشاهد تم التقاطها بغزة و لكنها من أنحاء مختلفة من فلسطين .







اذا كنا عاجزين حتى هذه اللحظة أن نتواجد في مساحات الفعل ، فلاداعي لأن نضيع أيضا فرص تواجدنا في مساحات رد الفعل الايجابية ، فان استغلال فرصة خروج فيلم مثل " أفاتار " جذب كل هذا الانتباه بسبب تقيناته الحديثه المستخدمه فى تصويره و جذب تعاطف هذا الحشد من الجماهير بسبب التآزر وجدانيا و معنويا مع شعب " الأوماتاكايا " و مع شخصيات " الأفاتار " ، يجب ان تتم من قبلنا بجدية تامة ، خاصة اننا مقصرين تقصيرا جد عظيم فى مساحات نشر القضية العربية اعلاميا على مستوى العالم أجمع .



أعتقد أنه حان الوقت لنتعلم كيف نسوق لحقوقنا و قضايانا على مستوى العالم أجمع فاذا كان العدو " الصهيوني و الأمريكي " يستغل أبسط الفرص ليقلب العالم رأسا على عقب ليحمى أغراضه الاستيطانية و أطماعه الخفية و مبرراته المزيفة لأفعال النهب و السلب و الدمار في بلادنا بشتى السبل ، فما بالكم بنا و نحن أصحاب حقوق فعلية نطق عنها فداحة مشاهد انهار الدماء التى سالت مؤخرا فى غزة حتى يهب العالم أجمع مستنكرا ما يحدث و نحن لم نزل قابعين في مساحات التحرك السلبية .



لماذا لا نستغل هذا الحدث لصالحنا و نحشد الرأى العام العالمي معنا من خلال قنوات الاتصال الالكترونية المختلفة على الفيسبوك ، و المدونات ، و الايميلات ، و مواقع التواصل الاجتماعي .

ان فرصه خروج فيلم مثل " أفاتار " على هذا النحو من أفضل الفرص التى يمكن لنا أن نتحرك لتوظيفها لصالحنا في هذا الوقت الذى اجتمعت فيه كل السياقات لانجاحه .. فهل من مجيب ؟؟؟؟؟



6 comments:

¤¦¤Ebtehal ¤¦¤ said...

ايه ده انا اول كومنت :D

كويس والله

المهم

اولا انا معجبه جدا جدا جدا

بتحليلك للفيلم بجد مشاء الله عليكي

و فعلا كل التحليلات صح

انتي خلتيني اخد بالي من حاجات ماشفتهاش

و بالذات الحته الاخيره الي بتدل علي ان

الاتحاد هو السبيل الوحيد للنصر

زي لما شعب الافتار ..

اتحدوا مع الافاتارين الي زيوا

بس الي في الشعوب المجاوره

....

root3 said...

..هبة
مش هقول غير
(Y)
و
:(
و
:'(
بصي ممكن الفيديو تحطيله لينك يوتيوب او مكان نشوفه منه عشان هنا صغير أوي
كمان عشان نعرف نـ
share

Unknown said...

طيب فى حالة انى مشفتش الفيلم, أشوفه ازاى ؟؟

Anonymous said...

Victory Or Martyrdom السلام عليكم
شكرا على التحليل الذى اجريتيه من خلال رؤيتك للفيلم
جزاك الله خيرا
فى البدايه انا لم اشاهد هذا الفيلم الا عندما بعثتى الى بتلك المدونه
انا ارى رايك بان ما شاهدته عصبن عنى بسبب الاشياء المقززه الموجوده بتلك الفيلم صحيح الاشياء كانت بشعه
ثانيا مئات الافلام لها رؤيه مماثله لرؤيه ذلك الفيلم
واخيرا انا زعلانه انى اتفرجت على فيلم بعد صيام الكثير من الشهور من مشاهده افلام ...
سلام

zee said...

هبة بجد مش عارفة أقولك إيه......ما شاء الله بجد وفعلا أنا لما اتفرجت على الفيلم مجاش في بالي كده خالص بس ده فعلا صح قوي قوي قوي واعتقد كمان إن james cameron لما عمل الفيلم كان قصده كده أو قصده يبين الصورة دي وخلاص يعني ممكن ميكونشي قصده على غزة بس قصده يبين حكاية اغتصاب الأرض وكده بس إنتي كده خلتيني متفرجش عالفيلم كده وخلاص لأ.....أنا لما هيجي قدامي أي فيلم هشوف ابعاده اللي ممكن ماتكونشي ظاهرة قوي واحلله وعندك حق في كل كلمة قلتيها وال فيديو عجبني قوي وعملتله share بقى.....بجد ما شاء الله عليكي واستمري وكمان ..........نفسي أدخل 5 دقائق في مخك...عاوزة أشوف العقلية دي بتفكر إزاي
:D
:))) ربنا يوفقك يا هبة

محمد said...

شاهدت الفيلم منذ فترة, ودار في رأسي بعض مما قرأته في تدوينتك, إلا أن تحليلك كان أعمق. :)

انتشر الفهم الخاص بتشابه حال هذه القبيلة مع الفلسطينيين, وأهل غزة بشكل خاص, لذلك ففي وقت سابق قام بعض سكان الضفة الغربية - حسب ما أذكر- بعمل مسيرة يلبسون فيها ثياب شبيهة بثياب أفاتار..

الفكرة بالفعل معادة التصنيع, لكنها صنعت هذه المرة بجودة أعلى, تحتوي على حوارات تصور الفكر الغربي الحقيقي, ونظرتهم للعالم, وغيرها من الأفكار.

يحتاج عالمنا الإسلامي - كما قلت وأقول دائمًا - لاستغلال هذه التكنولوجيا الحديثة, لا للدعوة فقط, إنما لإيصال الفكرة الصحيحة عن الإسلام والمسلمين, فهناك غيرنا من يوصلها عنا, لكنه للأسف يوصلها مغلوطة ومحرفة.

سعدت كثيرًا بخروج فيلم "اسمي خان", وفيلم "نيويورك" وهما فيلمان هنديان قام عليهما ممثل ومخرج من المسلمين, وإن كان الأول يفوق الثاني, كما أنهما خالفا بعض الأحكام الشرعية, إلا أن لهم معاني جيدة, ومحاولة جادة لتحسين الصورة.

أكرمك الله على التحليل الرائع, وإلبى الأمام..

:)