Saturday, April 12, 2008

العبقرية المصرية بين الأهرامات الثلاثة و شخصية رفعت الجمال "رأفت الهجان" والجلوس على القهاوى



يا ما قعدنا و اتكلمنا و قولنا وحضرنا محاضرات و ندوات عشان نعرف مين هم المصرييين و مين هى الشخصية المصرية و هل مصر تستحق ندافع عنها ونضحى فى سبيلها و لا هى أرض زى أى أرض وخلاص...


امبارح كنت مع أسرتى فى مكان للأكل فى أول الهرم .. يعنى عند الأهرامات الثلاثة يالضبط .. و كان من حسن الحظ إن المكان كان فى موقع بيطل على الأهرامات من فوق ..




المهم قعدنا، وأنا كنت عمال بتأمل الأهرامات وبتفرج عليها، المهم كل أما أشوفها أستغرب إيه دا؟ معقولة حبة حجارة و رمل يفضلوا صامدون طول القرون اللى فاتت دى كلها ؟ معقول أهرامات تتبنى بالدقة دى و بالزاوية اللى لو جه أكثر مهندس حرفية النهاردة مش هيعرف يعملها على الواقع ؟


المهم لما بقعد اتأمل بلاقى إن الموضوع مش بس مجرد هندسة و تراب و رملة وحبة طوب .. الموضوع أكبر وأعمق من كده ..


الفكرة كلها

فى الفكر فى التوجه فى الإرادة فى التمكين، فى القوة


كل ده هو اللى حرك التراب ومسك الطوب وحوله لأهرامات غاية فى الإبداع والأتقان.




حد جميل حييجى يقولى طب إنت عايز إيه ما إحنا عارفين الكلام

ما أنا عارف إن الناس كلها قد تكون عارفة الكلام

أولا : أنا بس بفكركم إنتوا مين

ثانيا : عايز أنبه إن هى دى بذرة الحضارة الفكر و الإرادة والقوة والتمكين .. كل دا بيصنع الحضارات وبيخلى البشر يطلعوا بعبقرية غير مسبوقة، وبالذات المصريين على طول تلاقى الناس تقولك

المصريين دول طيبيين

المصريين دول فكاهيين

بس محدش لاحظ إن المصريين عباقرة

بس وقت أما يمتلكوا القوة و التمكين و الإرادة والانتماء، وأما يكون فى رسالة واضحة الناس بتسعى ليها ..


و بلاش الفراعنة خلينا نشوف نموذج تانى أكتر واقعية


عام 1954 وفى شوارع مصر البسيطة و من بين المواطنين المصريين البسطاء كان هناك مواطن مصرى اسمه رفعت الجمال و اللى اشتهر بعد كده باسم رأفت الهجان .. الراجل دا كان مواطن بسيط من أسرة بسيطة و كان فى حاله بس الدنيا لطمته كتير .. إخواته اضطهدوه .. وكان المناخ اللى اتربى فيه كان صعب و كان مؤلم و كان لازم يدفع الشاب دا للإنحراف وسكة النصب عشان يكسب و يعرف يعيش بعد ما جرب يشتغل بما يرضى الله بس برضه كان دايما بيقع فى إيد ولاد الحرام..

المهم انتحل كذا اسم و كان بارع و انتحل الأسماء الأجنبية منها اللى كان انجليزى و فرنساوى و منها اللى كان يهودى، و كان البوليس بيطارده فى كل حتة لحد أما اتمسك من الانجليز و اترحل السجون المصرية ..

الشاب محدش كان يتخيل إنه حد عبقرى إلا لما اكتشفه ضابط مخابرات مصرى و ابتدى يجنده بس تعالوا شوفوا الأسلوب اللى أوجد مفهوم المواطنة جوا البنى آدم ده ..


أولا : جابله أكل و جابله هدوم جديدة وخرجه من السجن و اداله فلوس

تعالوا نقف كده هو إحنا بنعانى من إيه النهاردة ؟؟

من الفقر و عدم الانتماء

طب شوف لما وفرله الضابط كل احتياجه أشبع رغباته ما كانش يقدر يقول غير : عايز منى إيه و أنا أعمله

المهم فضل ماشى معاه و ابتدى يتعامل مع الناس على إنه يهودى و ابتدى مشواره لحد ما عرف الحقيقة و إيه اللى عايزه منه الضابط ده إنه من المخابرات العامة المصرية و إنه عايز يبعته اسرائيل .. الشاب ده فقد اتنمائه لعيلته و بالتالى لبلده، بس الضابط حسسه إنه منتمى لعيله أكبر وهى مصر ..

الشاب ده راح اسرائيل و عاش هناك يبن اليهود اللى عمالين نقول عنهم أساطير 18 سنة لحد أما مات محدش يعرف إنه كان مصرى ومسلم .. و هو اللى جاب خبر العدوان الثلاثى و هو اللى جاب خبر النكسة قبل ما تحصل، و هو اللى جاب رسومات خط بارليف وساهم فى انتصار أكتوبر اللى بنحلف بيه لحد النهاردة ..




الشاب مقعدش على قهوة ينتظر الشغل لحد أما يجيله، كان دائم البحث عن الشغل الشاب كان بداخله الانتماء بس كان محتاج دفعة.

النهاردة الشباب لو قولت لواحد منهم أبعتك اسرائيل هيقولك فكك منى .. بس الفكرة إن عمال يضيع وقته فى الهلس والكلام الفاضى والجلوس بالساعات على القهاوى .. دا غير إنه مفيش رسالة قدامه واضحة .. سواء على المستوى الشخصى أو على مستوى المجتمع.

السؤال : ما ينفعش الفراعنة أو شخصية رفعت الجمال تتكرر تانى فى إطار العبقرية المصرية ؟؟ ما ينفعش يبقى الشعب المصرى كله رفعت الجمال فى مجاله؟!

_________________________


كتبها زميلي الفاضل ع .ع.


1 comment:

Leed said...

مقالة جميلة بجد بس ياترى فى حد دلوقتى ممكن يكتشف المواهب