Monday, June 6, 2011

يوميات مغتربة حديثة 2



42 متر .. أفندم ؟؟!!





- هو انت قلتلى شقتنا كام متر ؟؟

- 42 متر ..

- أفندم ؟؟!!

- معظم الشقق فى السويد كده =)

42 متر ازاى بس ؟ .. احتفظت بهذا السؤال فى نفسي على الرغم من انه ظل يراودني طوال الوقت حتى أثناء رحلتى الجوية .. 42 متر شقة أوضتين و حمام و مطبخ .. تيجي ازاى دي !! .. طب يعنى انا حيبقى عندي مساحة أتحرك فيها ؟؟ دى المساحة دي يا دوب صالون بيتنا !! تتقسم ازاى بس !! ده انا لو قلت ان الحمام 2*2 ، و المطبخ 3*3 ، و الطرقة 2*1 ، و الصالة 4*5 ، و أوضة النوم 2*3 .. يعنى مش بعيد خاااااااااااالص اني لو اتمطعت في يوم و أخدت راحتى فى التمطيع كده يقاضيني يوهان جارنا بتهمة خرم عينه بصباع اخترق حيطته على غفلة و هو نايم !! :S

أخرج زوجي مفتاح الشقة و مرره بالباب لأدلف الى الداخل و كلى شوق و تعب و ارهاق من رحلة دامت قرابة ال 15 ساعة ما بين طيران و ترانزيتات !!

أخذت أجول ببصري و أتفحص كل شبر فى المكان أمامي .. تبدو المساحة واسعة للغاية على الرغم من اصرار زوجي على ان مجموع المساحة لدينا 42 متر !! .. تمهلت قليلا و سألته كيف ذلك ؟؟!! فأشار باصبعه الى بعض الاجزاء .. ثم انصرف لانهاء بعض الاشياء المهمة خارج المنزل ..

بعد القليل من التأمل اكتشفت السر .. المنزل عبارة عن مجموعة من الدواليب الموزعة فى ارجائه بشكل غاية فى الذكاء فى استغلال المساحة .. عدد الدواليب ربما يفوق مثيلها فى بيوتنا العربية !! و مع ذلك فهى لا تشغل فراغا ولا تمثل ازعاجا بصريا لكونها جزءا لا يتجزأ من جسد المنزل الرئيسي .

الأفضل من ذلك أن كل الدواليب قابلة للفك و التركيب بما يتناسب مع احتياج كل أسرة ، كما أنها تترك لديك احساسا كبيرا بالراحة النفسية و الهدوء البصري .. و علاوة على كونها عملية فى ذاتها ، فهى أيضا تتيح كامل الراحة فى القيام بتنظيف المكان و ذلك نظرا لأنك لا تضطر الى شراء قطع اثاث اضافية لحفظ أشيائك .. و تساءلت حينها بداخلى .. و لم لا نفعل الشئ ذاته فى منازلنا ؟؟ .. نحن نمتلك مساحات شاسعه مقارنة بهذه المساحة و مع ذلك نسعى لتكديسها بأكبر قدر ممكن من الأثاث و الفرش حتى تكتظ .. ذلك الاثاث الذى فى كثير من الاحيان يبدو متزاحما و مزعجا و خارقا للذوق و يظهر مساحات منازلنا بغاية الضيق .. حتى اننى فى بعض الاحيان ظننت أن المواطن المصري لن يطيب له المقام فى منزله اذا وجد مساحة فارغة حتى يملأها بالأثاث لتعيقه عن الحركة فيهدأ بالا بعد ذلك !!

و تذكرت حينها كم المصروفات الشاسعه التى ينفقها حديثو الزواج على الاثاث " و التى يكون معظمها تحت ضغط الجمل الأكثر شهرة فى قواميسنا اليومية مثل : لازم العروسة يكون عندها فى البيت كذا ، ميصحش تتجوز قبل ما تجيب كذا ، الناس يقولو علينا ايه لو دخلو الشقة و ما لقيوش كذا ، الناس حتاكل وشنا " مع انى ما شوفتش حد وشه متاكل قبل كده !! " ، كل الى بيجهزوا لازم يجيبوا كذا .. الخ الخ الخ " ... على الرغم انه بقليل من التأمل و التفكير فى كيفية استغلال مساحات المنازل سنجد انه يمكننا استغلالها الى أقصى حد ممكن .. بتكاليف أقل كثيرا من التى عهدناها فى موروثاتنا و بشكل يضيف الينا راحة نفسية داخل بيوتنا .

نصيحة من متزوجة و مغتربة حديثة لكل المقبلين على الزواج : احذروا الثلاثية اللعينة :

1- كلمة ما يصحش " علشان كل حاجة تصح صدقوني "

2- المنزل المكتظ بالاثاث

3- ركن الكراكيب "المقدس" فى كل منزل !!


انهيت تفريع الحقائب .. لأجده عاد من جديد بابتسامته المشرقة .. " يلا البسي و تعالى ننزل نتمشى شوية الجو حلو اوى بره " ..

يتبع ..


Saturday, May 28, 2011

يوميات مغتربة حديثة 1



والسماوات مطويات بيمينه





“Ladies and gentlemen, welcome to the Turkish airlines”

بهذه الجملة تبدأ ضربات قلبك فى الارتفاع شيئا فشيئا ، فما هي الا دقائق معدودة و ستكون فى تجربة حديثة للغاية لم تعتدها من قبل .

“Please, maintain your seats and fasten your seat belts”

تطفئ الانوار من حولك فى ذلك الانبوب المعدني الطويل ، و يعتدل الناس فى مجلسهم ، و تبدأ الضوضاء تصدر من محركات الطائرة ، أشعر بيديه الرقيقتين تحتضنان كفي الصغيرة .. أستشعر بعض الأمان و كل الحنان .. و يأتي صوته ليهامسني " فى الطلوع بنكبر و فى النزول بنسبح " .. و تفصل بيننا فترة صمت ..

أنظر من النافذة بجواري لأودعها .. فأرى من تحتى أنوارا تتلألأ فى ظلام دامس يلف المكان .. دمعة تفارق مقلتي في خلسة ممن حولي .. أسمع " لحظة فراقك يا حبيبتى غير .. أمانة تبوسولى ايديها و تسلمولى على بلادي " .. تتردد بداخلى أسرع فأسرع .. و تتسارع ضربات القلب ، فتنساب دموعي معها .. تشتد الكلمات في الطرق على أبواب قلبي كما لو كانت تعاتبه " لحظة فراقك يا حبيبتى غير .. لحظة فراقك يا حبيبتى غير " .. ثم أتذكر فجأة : " على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء .. أنا مصر عندي أحب و أجمل الاشياء .. بحبها و هى مالكة الأرض شرق و غرب .. و بحبها و هي مرمية جريحة حرب .. بحبها بخفة و رقة و على استحياء .. و أكرها و ألعن أبوها بعشق زى الداء .. و أسيبها و أطفش فى درب و تبقى هى فى درب .. و تلتفت مصر تلاقيني جنبها فى الكرب .. على اسم مصر " .

نستمر فى الارتفاع .. أصبحت الان بالكاد أراها .. يتسرب الظلام رويدا فيغمى الرؤية تماما ليدع المجال لنجوم السماء لاستعراض بريقها الساحر على هذه اللوحة القاتمة أمامي ..

" عايزة منديل ؟ " .. ينتشلنى صوته الهادىء من بين دموعي .. و أرى ابتسامته الدافئة تحتضن روحي ..

ميدان التحرير ، لحظة تنحي الطاغية ، استعدادات الزفاف ، يوم الحنة ، يوم زفافى ، شهر العسل ، تحضير الحقائب ، وداع الاهل ، الطريق للمطار ، عبور الجوازات ، أختى و هي تبكي ، وجه أبي ، صعود الطائرة ، ساعات انتظارنا فى مطار اتاتورك ، توجهنا الى ستوكهولم .. هكذا توالت المشاهد أمامي .

أحدق فى النافذة .. أسراب هشة من القطن الابيض أسبح فيها .. سحب كثيفة تسير فى هدوء تام ، كما لو كانت تعلم أين سينتهى بها المسير ..

احساس لا يوصف .. تشعر بأن روحك تهفهف من حولك .. ما هذا الكون الذي نعيش فيه ! ما هذه الروعة التى ننشغل عنها بزخم الحياة ! يحاول عقلك استيعاب هذه الشبكة المعقدة من العلاقات التى تعج بها حياتك و تستقبلها بشكل روتيني كل يوم فلا يستطع !! يا الهى !! ما هذا التعقيد الذى نتعامل معه بكل هذه البساطة .. غاية التعقيد في منتهى البساطة !! هكذا بدى لي الأمر .. يفاجئ بصري حينها قطع اليابسة السابحة فى المياه .. فأستشعر بان هذه الأرض متناهية الصغر .. و أستشعر أن هذه السماء يمكن الوصول لأقصى أطرافها .. نعم .. يتملكنى هذا الاحساس تماما الان .. و تنير فى عقلى فجأة الاية الكريمة : " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " .

صدقا .. فالامر بالفعل هكذا .. الارض قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه .. نعم انها القُدرة .. معنى يتلألأ أمامي .. " القُدرة " .. تعلم حينها انه الملك .. صدقا الملك .. تستشعر قوة و قدرة و عظمة و انفرادا لم تستشعرهم من قبل .. ثم يمر عليك شريط حياتك فى ومضة خاطفة .. فلا ترى فيه غير ذلات متتابعة .. غفوات متلاحقة .. تغطرس غير مسبوق .. و توهما بالقدرة يثير كل العجب و الاشمئزاز فى آن واحد ! .. و نِعَم تغرق فيها حتى أذنيك .. و سخط يتقلب بداخلك بين فترة و أخرى على هذه النعم طمعا في المزيد .. و جحودا و تقصيرا بالغين فى حق ربك .. و صفحا و صبرا و غفرانا و مغفرة يقابلون سلوكك فى حق مولاك منه .. فيقشعر بدنك .. و تنتابك هزة خفيفة .. و ينطق لسانك بـ " لا اله الا الله " ، " لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين " .

و تظل تذكر و تذكر و تذكر " و ما قدروا الله حق قدره " " و ما قدروا الله حق قدره " و ما قدروا الله حق قدره "

و يأتيني صوته الحاني من جديد لينهى هذه الحالة التى تستبد بي و تتسع ابتسامته .. " وصلنا خلاص .. مرحبا بك في بلاد الفايكينج " !!

يتبع ..


Thursday, March 17, 2011

!! حتى لا يظل الفعل مرفوع مؤقتا من الخدمة 3/1






التعديلات الدستورية 2011 : قراءة فيما وراء النص .


ان حالة الجدل التى يشهدها الشارع المصري هي حالة من أروع الحالات على الاطلاق التى لم يمر بها الشارع من قبل .. أن يجلس الغالبية من الشعب للقراءة و التمحيص و التدقيق و سماع وجهات النظر المختلفة حتى يستطيع كل فرد أن يكون رأيا قاطعا لديه فيما يخص قراره النهائي بالتصويت فى الاستفتاء على الدستور بعد غد يوم السبت القادم 19/3 .. هو حدث فريد من نوعه يدل على أن كل فرد منا بات مؤمنا تماما أنه كفرد قادر على التغيير .


ان حالنا اليوم يستدعي الى ذاكرتى كثيرا تلك الصورة الشهيرة المعروفة باسم دون كيخوت



التى تعتمد على وجود تفاصيل عديدة بالرسمة و التى تستوجب اعادة النظر اليها أكثر من مرة و من أكثر من مستوى حتى يستطيع الناظر اليها استخراج حقيقة المنظر بشكل واضح ولا ينخدع بالشكل العام للصورة

الصورة السابقة للوهلة الأولى التى يتم النظر فيها اليها توحى بوجود شخص كبير السن أبيض الشعر له لحية و شارب يتوسط الرسمة هذا اذا ما تم النظر الى الصورة من المستوى الكلى أو المستوى الأكبر .. أما اذا تم النظر الى الصورة بشكل أكثر تدقيقا فسنجد أن الصورة الحقيقية هي لفارسين يمتطيان جوادهما و تظهر خلفهما طاحونة هواء كبيرة


هذا تحديدا ما يحدث الآن أو هكذا أرى


أجد لدينا لوحة دون كيخوت المصرية .. ظاهرها ما يسمى بالتعديلات الدستورية و هو الواضح للجميع و هو ذاته ما يستنزف وقت الجميع فى النقاش حوله فيما اذا كانو مع النص المعدل أم لا .. و لكننى أعتقد اننا بحاجة الى نظرة مختلفة بعض الشيء




لدينا بعض المعطيات :

1. نصوص دستورية " قبل و بعد التعديل "

2. مجلس عسكري في الحكم

3. القوة الفعلية الآن في يد المجلس الأعلى للقوات المسلحة و الجيش


نقاط اتفاق :

أ. الدستور الحالي لا يصلح لشيء اللهم الا شيء واحد فقط و هو سلة المهملات متبوعا بصفيحة جاز و عود كبريت مشتعل .


ب. اللعبة السياسية تتكون من مكونين كل منهما فى غاية الأهمية .. المكون الأول : انها لعبة مصالح " كل لاعب يسعى لتحقيق مصالحه على حساب الآخرين " .. المكون الثاني : لعبة توازنات قوى " القانون الاساسي فيها البقاء للأقوى حيث أن القوة تخلق الحق و تحميه "



مشاهد في الخلفية :

أ. " ثورة " 52 .. اعلان الضباط الأحرار أن قيامهم بالثورة لا تعنى تفردهم بالحكم و انما ازالة الطغيان و الانضمام مجددا الى صفوف المواطنين .. النتيجة : حكم قمعى ناصري و استبداد استمر 60 عاما .

ب . ضرب الجيش المتظاهرين في ميدان التحرير يوم 25 فبراير .. و تعتذر صباح اليوم التالى .. ثم تكرار الحادث مرة أخرى يوم 9 مارس دون تقديم أى اعتذار أو مبرر من اى نوع .




حقائق مترتبة :

في حالة أن تم رفض التعديلات فان الموقف سيكون التالى :

لن يتم عمل دستور جديد وإنما "إنشاء أحكام عامة" تحكم عمل المجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية ولا يتم الاستفتاء عليه، كما قال اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة مشيراً إلى أن فترة بقاء الجيش ستطول فى هذه الحالة عن 6 أشهر .


فى حالة الموافقة على التعديلات فان الموقف كالتالي :

ينتهى الجيش من تكليفه بإدارة شئون البلاد بعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهو الامر الذى أوضحه البيان رقم 4 للمجلس، وهو بمثابة إعلان دستورى يحدد عمل المجلس خلال الفترة الانتقالية وهى 6 أشهر كما قال اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة




مقولات مطمئنة مطروحة :

يطمئن الناس الى اعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنه غير راغب في السلطة ..

فكرة تحاورية مقابلة :

المجلس العسكري غير طامع فى السلطة : ما هو الضمان لأن جميع قيادات الجيش الباقية غير طامعه فى السلطة كذلك و لا تفكر فى احداث انقلاب عسكري للسيطرة على زمام الحكم ؟ ( المجلس الأعلى ليس هو الجيش بقياداته كاملا و لا يعبر عن رأى الجيش بكل فرد فيه بالضرورة )




مخاوف من اقرار التعديلات :

1. البعض يقول : ان اقرار التعديلات سيسمح لكل من الاخوان و السلفيين و " بقايا " الحزب الوطني من الاستحواذ على البرلمان و من ثم فان البلاد سيتم التلاعب بمقاديرها

2. القول بأن الرئيس القادم في ظل هذه التعديلات من الممكن أن يكون ديكتاتورا ..



the worst case scenario :

في ظل المعطيات الفعلية لدينا على أرض الواقع : النقطتين التان سبق الاشارة اليهما بالأعلى + اتفاقنا على أن الدستور الحالى لا يصلح حتى بعد " تعديله " .. و مع تفعيل تخيل ( المشهد الأكثر سوءا ) من باب المفاضلة بين المفاسد و المصالح الوطنية فيمكننا القول بالتالى :


فيما يخص النقطة 1. اذا تم هذا " و هو أمر مشكوك فيه بالنسبة الى خاصة فى ظل وضع الحزب الوطنى الآن و تصريح جماعة الاخوان بأنهم يعتمدون إستراتيجيتهم الحالية " مشاركة لا مغالبة "، ومعنى ذلك أنهم سيترشَّحون على حوالي 35% من المقاعد، ولهم قوة تصويتية موجودة في بقية الدوائر الـ65% " .. على أسوأ الاحتمالات " من وجهة نظر البعض " اذا تم هذا فالسؤال الذي يطرح نفسه حينئذ :

هل اختيارات الشعب الآن تُمثل غُصة في حلقنا.... هل الحُرية التي قُتل من أجلها الشُهداء أصبحت الآن مُخيفة؟؟؟ لماذا نكره اختيارات الشعب الآن؟؟
اذا كنا طالبنا بالحرية و قتل منا المئات من أجلها .. و حين منحناها و أتيحت لنا فرصة التعبير الحق عن آرائنا و اختياراتنا نتعمد اتباع المنهج الاقصائي الذي عانينا منه قبلا .. فهذا لا يدل الا على شيء من اثنين :

اما أن المجلس المنعقد فعلا هو من اختيار الشعب الحقيقي الكامل " في حالة ما اذا تم تكوين المجلس كما يُقال من الاخوان و السلفيين و الوطني " .. و بالتالى يتوجب علينا احترام رغبة الشعب تماما في هذا .

أو أننا ضمنيا نؤكد صحة ما قاله سابقا عُمر سُليمان عن عدم استعداد الشعب للديموقراطية ..و هو ما ثار الناس عليه حينها

أو أننا أمام خيار ثالث و هو أن الشعب ليس بالضرورة " المتحدثين باسم الثوار على اختلاف فئاتهم و ممثليهم" و رؤية الشعب لا تتفق بالضرورة مع رؤية المتحدثين باسم الثوار .. و بالتالى في هذه الحالة وجب علينا اقصاء " أغلبية الشعب " و قصر الحق الانتخابي على " بعض الثوار و بعض المتحدثين باسمهم " ..

فالقول بإن لو أُقيمت انتخابات جاءت هذه الفئة أو تلك يدُل على شئ من اثنين, إما أن القائل ديكتاتور لا يرى في رأي الآخرين إلا الخطأ و إما أن الشعب جاهل غير مُستعد للحرية فاختار الأُناس الخاطئين




فيما يخص النقطة 2. بغض النظر عن الرأي القائل باستحالة خلق فرعون جديد و ذلك للأسباب التالية كما يقولها د/ معتز بالله عبد الفتاح
كي يكون الرئيس الجديد فرعون جديدا سيحتاج لبنية تساعده من خمسة مكونات
1- انتخابات مزورة (هذا لن يحدث في ظل إشراف قضائي ودولي)
2- وقت زمني طويل (4 سنوات لن تسمح بفرعون جديد حتى لو أراد)

3- مجلس تشريعي... يؤيد بلا معارضة (ما أخشاه ليس غياب المعارضة ولكن غياب ما يكفي من أغلبية لاستقرار الحكومة)

4- رأي عام خائف وخامل (مستحيل بعد 25 يناير)

5- معارضة مدجنة (المشكلة الآن أن المعارضة ستكون شرسة)

بغض النظر عن هذا و مع تخيل المشهد الأكثر سوءا لا قدر الله بوجود ديكتاتور جديد بالفعل فى السلطة مدني ..

في هذه الحالة يستوجب علينا المقارنة بين وجود هذا الديكتاتور المدني و المشهد المقابل له في حال رفض التعديلات الدستورية و بقاء الجيش في سده الحكم .. مع طول فترة البقاء و عدم وجود ضامن لامكانية حدوث انقلاب عسكري ناتج عن الانقسام الموجود في صفوف الجيش حاليا .. مما يعنى احتمالية قائمة بوجود حاكم ديكتاتور عسكري .

المقارنة تكون فى هذه الحالة بين ديكتاتورين : رئيس مدني ديكتاتور لا يمتلك أى مقومات لدعم استبداده سوى مواد مهلهلة مكتوبة على الورق .. أم مؤسسة عسكرية تمتلك قوة حقيقية للقمع اذا ما أرادت استخدامها " و ما حدث بميدان التحرير و اجلاء المتظاهرين منه ليس ببعيد "



قدرة الحشد : القدرة على حشد الشعب ضد رئيس مدنى ديكتاتور لخلعه .. أكبر بكثير من القدرة على حشد الشعب لمواجهة الآلة الحربية العسكرية .

هناك رأي قائل بما يلي :

" أثق تمامًا في قدرة الثوار على حشد الشعب ثانية ضد أي محاولة تلاعب "محتملة" من "رئيس مدني وبرلمان منتخب" بعد 6 أشهر فقط من الانتخابات، لكني لا أثق مطلقًا في القدرة على حشد الشعب ضد "الجيش" بعد عام من الأن!!! ـ الخلاص من الجيش مقدم على صناعة دستور جديد الأن. " .




نقطة جوهرية :

جميعنا الآن منشغل تماما بمدى صلاحية النصوص الدستورية للتعديل من عدمه .. و هي فى الحقيقة نقطة فرعية للغاية اذا ما تم النظر اليها وفق موازين القوة الحالية .. الأهم و الأوقع و الأخطر ليس الدستور " الذي نتفق جميعا على عدم صلاحيته للاستهلاك الآدمي من الأساس " .. و انما وجود المؤسسة العسكرية فى الحكم مع وجود علامات استفهام محيطة كثيرة .




ومضات خاطفة :

هناك الكثير من الأمور المُعلقة نتيجة لعدم وجود آليات لتنفيذها أو مُمثلين للشعب لطرحها...فلو أُقيمت دولة القانون العدل المُتمثلة في نتيجة الانتخابات الحُرة التي ستأتي بمُمثلين الشعب, سنتمكن من تنفيذ و إنفاذ بعض الأمور العالقة...فوجود مجلس للشعب يُنقِّح كافة القوانين و يُنقح الدستور سيمنحنا ما يلي :

1.فُرصة لمُحاسبة المُقصرين و الفاسدين في النظام السابق بشكل أفضل.

2. سيمنحنا فُرصة للمُطالبة بمُحاكمة مُبارك مُحاكمة عادلة .

3. سيُعطينا هيئة رسمية مُتمثلة في البرلمان المصري تُطالب بأموال مصر المُهربة بشكل رسمي و تسائل الحكومة على هذه المطالب.
4. سيمنحنا رقابة على الأمن الوطني " وريث أمن الدولة " مُتمثلة في الرقابة البرلمانية على وزير الداخلية مع إمكانية مُحاسبة كُل من تلوثت يداه بتعذيب المصريين و قتلهُم قبل الثورة و بعدها



ملاحظة عابرة :

حتى الآن يظل " الفعل " في نتائج الثورة معلقا مرهونا بارادة المجلس العسكري و خطواته الفعليه .



اعتقاد شخصي :


الفترة هى الفيصل فى القرار :


6 أشهر لاختبار صدق المجلس العسكري فى التخلى عن السلطة مع عدم وجود دستور " الدستور المعدل المهلهل " .. أفضل بمراحل من 12 شهر على الأقل بلا دستور بلا رئيس مدني بلا استقرار داخلى و خارجي بلا أمل .. فكلما تم تقليص الفترة المتاحة أمام المؤسسة العسكرية الحاكمة كان ذلك ضامن أفضل لتحريك البلاد ولو نصف خطوة فعليه على طريق الحرية و الديمقراطية .. بدلا من الانتظار الى ما شاء الله على أمل تحريك البلاد في يوم ما من الأيام ألف ميل نحو الديمقراطية

بناء الدولة يجب أن يمر بمراحل .. ترتب فيها الأولويات وفقا لمقتضيات الواقع و بؤر القوة الفعلية الموجوده فيه .



ختاما :

و نظرا لكل ما سبق و مع احترامي للجميع و لما سيسفر عنه أول استفتاء مصري غير معلوم النتائج مسبقا ، فانني سأتوجه الى أقرب لجنة من مقر سكنى صباح يوم السبت القادم ان شاء الله للادلاء بـ " نعم " للتعديلات الدستورية .. فما يعنيني ليس النصوص الحبرية الواهية .. و انما المؤسسة العسكرية الباقية في سدة الحكم ، سأدلي بنعم و ذلك فقط .. حتى لا يظل " الفعل " مرفوع مؤقتا من الخدمة .


كتبت بواسطة : أحمد و هبة الله " دهاء سياسي و زوجها =) "

Tuesday, November 23, 2010

عن الثمن أتحدث








" اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهم سالمين "

كثيرا ما تردد على مسامعي هذا الدعاء منذ نعومة أظافري .. خاصة فى أوقات الكروب .. و الذي ينطلق عادة من مآذن المساجد المحيطة في ختام خطبة الجمعة .. فلم أكن ألقي له بالا شأني فى ذلك شأن بقية الأطفال ممن في سنى " ولا فارقة معاهم خطيب المسجد بيقول ايه أساسا يعنى "

و مرت بي السنون الى أن وصلت لمرحلة أدركت فيها معنى الدعاء فكنت ببساطة كما هو حال الكثيرين أندفع بالتأمين عليه فور سماعه .. تشفيا في " البعدا الى ما يتسموش " و تلهفا على أن يمن الله علينا بحياة نقية بعض الشيء عما نعيش فيه ..

و منذ عدة سنوات ورد الدعاء علىّ " بالصدفة المحضة " أثناء مشاهدتي فيلم " واحد من الناس " و جاء الدعاء على لسان كريم عبد العزيز " محمود فى الفيلم " مخاطبا الصحفية " بسمة - و الى أنا مش فاكرة دلوقتى اسمها كان ايه - " " و قالها بالحرف الواحد : زمان يا ... كان أبويا بيدعى دعاء انا ما فهمتوش الا دلوقتى اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهم سالمين .. قولى آمين "



أنا بقى - و أعوذ بالله من كلمة بقى - بقولكم من موقعى هذا " أوضتى يعنى " أوعوا تقولوا آمين


لو دققت النظر فى الدعاء بعض الشيء ستجده يحمل شحنة من السلبية و الخضوع
" ما يعلم بيها الا ربنا "

و لك أن تقول كل ما تريد -بقى- بداية من : فلسفات الركون و الخنوع و عدم تحمل المسئولية ، و مرورا بالايدين الى في الميه وفقا للمثل الشعبي المعروف ، و المشي جنب الحيط ، و يا حيطة داريني " و ده أهم فنكشن للحيطة على الاطلاق في قاموس المصريين ".. و وصولا الى البلادة و التناحة و تكبير الجي و ترييح الدي ..

شخصيا اعتبره دعاء " الجبناء "

تماما كما فعل بنو اسرائيل منذ آلاف السنين مع نبي الله موسى حينما قالوا له : " اذهب أنت و ربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون "


كانت تحكمهم الفلسفة ذاتها .. فلسفة " احنا بره الموضوع "


ذات مرة أرسلت لي هدى أغنية لاحدى المغنيات السوريات تدعى أميمة خليل و كانت الأغنية تحمل اسم " عصفور " .. لفت انتباهي من بين أبيات الأغنية الرائعة .. بيتا بالتحديد .. هو ذلك البيت الذى كان يقول :

" قبل ما يكسر الحبس .. اتكسر صوته و جناحاته "


و حينها بدأت محاولتى فى الاجابة على السؤال الأزلي الذى يسأله الجميع منذ عدة سنوات : لماذا لا يثور المصرييون ؟؟


تسمحلي أسألك سؤال ؟؟ ..


عمرك دخلت سوبر ماركت تشتري للحاجّة الطلبات و لما جيت عند الكاشير لقيت الراجل مبتسم ابتسامه عريضه و بيقولك : خليها علينا المرة دي يا باشا ؟؟

طيب عمرك ما ظبّت مع اصحابك و لميتو بعضكم و روحتو على دريم بارك و لما وصلتو للبوابة هناك لقيتوهم كاتبين بالبنط العريض النهارده " فري أوف تشارج " ؟؟


بلاش .. عمرك اشتركت فى عرض فودافون بتاع حكاوي فريندز و لقيت نفسك فعلا بتتكلم باقى اليوم من بعد أول 3 دقايق ببلاش ؟؟


ببساطة شديدة .. ان كل شيء يطلبه الانسان يقابله ثمن يتحتم عليه دفعه من أجل الحصول على ما يريد


حينما أتوقف لحظة للتأمل .. أجد أن فلسفة دفع الثمن هي فلسفة ديناميكية للغاية .. فلو أردنا تفكيك هذه الفلسفة الى مكوناتها الأساسية سنجدها تتمحور في :

1. وجود فاعل " الانسان "

2. وجود قابل " المطلب "

3. حدوث فعل " الدفع / التدافع - التصارع "

و بين هذه المكونات الثلاث تنساب مجموعة فرعية من المكونات المتفاعلة فى شبكة متماسكة للغاية كل نقطة فيها تعتبر مركز ثقل يغذي العملية بأكملها لا يمكن اغفاله

**

و اسمحولي بحبة كلكعة =)

**

لدينا " انسان " تتولد لديه " الرغبة " التى ستخلق " الدافع " لديه لمعرفة المزيد عن مطلبه ، و بتراكم هذه المعرفة سيتكون لدى الفرد نوع من " الوعي " بهذا المطلب ، و من ثم سيتكون لدينا " الايمان " بالمطلب المبني على تراكم المعرفة المكونة من خبرات نظرية و حياتيه ملموسة ، و هذا الايمان بدوره سيكون العامل الرئيس فى تكوين " الارادة " لدى الانسان للحصول على مطلبه ، و الارداة ستخلق " العزيمة " التي هي وقود " الهمة " و علو الهمة يقود الفرد الى " العزم " ، و حينما نصل الى العزم فلابد و أن يترجم في شكل " فعل " ملموس على أرض الواقع .. و حتى يتحول العزم الى فعل يجب توافر " الامكانات " من وقت و فكر و وسائل و جهد مبذول .



ان كل ما سبق اذا توفر سنجده يحدث حالة من الحراك المجتمعي التي تتبلور في صورة " التدافع " بين الأفراد المختلفين من أجل الحصول على " مطلبهم " .. هذا التدافع لابد و أن يقابله " تصارع بل و أحيانا محاربة " من بعض الفئات ولا سيما تلك المستفيدة من اعاقة الأفراد عن اوصول الى " مطلبهم " و بقاء الوضع على ما هو عليه .

و هنا تحديدا يظهر لنا أهم مفهوم على الاطلاق في هذه المعادلة ألا و هو مفهوم المواجهة.

***

انتهت الكلكعة خلاص =)

***


ان أى مجتمع يرغب فى " الاصلاح " عليه أن يدفع ثمن هذا الاصلاح .. دفع الثمن بما يتناسب و قيمة ما ينبغى اصلاحه

بمعنى : هل الاصلاح المرغوب هو اصلاح اقتصادي ؟ أم سياسي ؟ أم عسكري ؟ أم ادارى ؟ ام سلوكى ؟ أم قيمي ؟ أم ديني ؟ أم ثقافي ؟

أم اننا نواجه ذلك النوع من الاصلاح الكلى " بنفوّر المجتمع " " بنشيل القديم نرميه فى الزبالة و بنجيب واحد جديد بعلبته " ؟



حتى يحدث الاصلاح لابد و أن تسبقه عملية المواجهة


و يمكنك القول بأنه لن يحدث اصلاح حتى تحدث مواجهة


مواجهة حقيقة .. مواجهة من الداخل " و من الداخل أوي كمان " .. تبدأ بمواجهة الذات .. انك كفرد قادر على الوقوف أمام مرآة حقيقة واقعك .. " انك ترضى تبص لنفسك في المراية " .. أن تكون صادقا مع الله .. ان تكون أمينا مع نفسك ..
ان ترى العيوب بوضوح .. و انك بعدها لا تقبل بالخطأ و لا تسكت عليه " فالسكوت عن الخطأ قبول به ، و القبول به تصريح ضمني للمزيد " .. انك تحاول اصلاحه .. و هنا تأتى مرحلة دفع الثمن .

قراءة التاريخ فى غاية الأهمية هنا .. و قراءة سير الصحابة رضوان الله عليهم و تتبع مراحل المراجعات الذاتيه التى مروا بها حتى وصولهم للاسلام في غاية الأهمية اذا كنا نريد أن نرى أمثلة حقيقة على مواجهة الذات و تحمل المسئولية .. فلسفة الاختيار .. " فما الحياة الا قرار و ما القرار الا اختيار " .. ( أمال هما ليه في كتب العربي زمان كانو واجعين دماغنا ليل نهار بأبيات أبو القاسم الشابي الى بتقول :

اذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن يجنلي .. ولابد للقيد أن ينكسر )


لذلك لا أعتقد أن المجتمع الذي يريد " ان ربنا يفرجها عليه و يخلص من البلاوى الى كابسه على نفسه " يستحق أن يحصل على هذا " الفَرَج " و دعاء ابنائه "
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهم سالمين " .. ( طيب بالعقل كده .. لو ده حصل فعلا و الظلمة كلهم خلَّصوا على بعض .. انت تاخدها مقشرة كده مقابل ايه يعنى ؟؟ ايه الى انت عملته علشان تستحق الحياة الكريمة بعد ما الظالمين يغوروا فى داهية ؟؟ )


الثمن المطلوب مقابل حرية الانسان ليس تجويعا ولا اذلالا ولا قهرا ولا يومين فى السجن ولا ضرب فى مظاهرة ولا حتى بلطجية الوطنى فى الانتخابات ..

ثمن حرية الشعوب دائما يكون مدفوعا من أرواح أبنائها .. و من دمائهم .. و التاريخ خير شاهد


فكما قال جلال عامر " الأمة التى تفضل التغيير فى السرير لن يغيروا لها إلا «البامبرز».. "



****

بقيت جزئية واحدة في هذة التدوينة


هي تلك المتعلقة باستراتيجيات التغيير


من فوق ولا من تحت ؟؟؟


سؤال موجَّه لفئة " الشباب " من الشعب عموما و للاخوان " باعتبارهم المعارضة الوحيدة " المحترمة " على الساحة السياسية المصرية حتى الآن من وجهة نظري " خصوصا :

هو لما واحد يقعد أكتر من 20 سنة بيدفع تمن حاجة ما بيحصلش عليها ده يبقى اسمه ايه بالصلاة ع النبي ؟؟


طيب ولو واحد مدرك ده تماما و مع ذلك مصمم على نفس الاستراتيجية بتاعته الى مش جايبه نتيجه فى كل السنين دى .. يكون تبرير ده ايه ؟؟

الى حصل فى اسكندرية و مدينة نصر و المنيا و الى لسه حيحصل .. ده كله بيتدفع مقابل ايه ؟؟؟؟


شيئان متوهمان عند الناشطين السياسيين سواء مستقلين أو اخوان أو داعمين للبرادعي :

1. الاعتماد المكثف أحيانا على المظاهرات و المسيرات و اللافتات و البوسترات و الشعارات و الفيس بوك في مسيرة " التغيير "

2. حلم التغيير من أعلى


أما بالنسبة للنقطة الأولى : فهذا تحديدا ما يسمى بنضال الباتون ساليه .. لا يوجد أى نوع من تناسب القوى نهائيا بين الفئتين .. " ناس معاها شوم و مطاوي " و " ناس معاها لافتات و شعارات " ( سلمولي على التغيير بقى ) .. " لاأخلاق في السياسة " جملة وجعولنا دماغنا بيها في الكلية لما اتخصصنا علوم سياسية ( يا رب الناس تفهم ).

ما قاله تميم في قصيدة الخط أعتبره كافيا : " أما خليفة السبع أبو زيد الى فى ملامحه جبل و صعيد جوعته و اديته عصاية و بتذل فيه م العيد للعيد .. لو يوم يقول بس كفاية راح تجرى فى البر مدابح .. ده مش بتاع يسقط و يعيش "




بالنسبة للنقطة الثانية : " و معلش استحملوني فيها شوية علشان بس أنا دمي محروق و محتاجة أفك الطلاسم الموجوده على الساحه دي " .. بالنسبة للجمعية الوطنية للتغيير : الكلام المكتوب فى بيان التغيير زي الفل .. سؤالي معلش .. بعد ما يتم جمع الأصوات المطلوبه ..وبعدين ؟؟ الخطوة الى بعد كده ايه ؟؟ حتطلعو بالبيان ع الحكومة الموجوده في السلطة تقولوها الشعب موافق على ال7 مطالب دول لو سمحتى غيري بقى فتقوم هي مغيرة على طول ؟؟ الآلية المطروحة ايه في اجبار الحكومة الموقرة على التغيير يعنى ؟؟


بالنسبة للاخوان : "انتخابات" ايه دي يا جماعة الى انتو داخلينها ؟؟ أو السؤال بشكل تاني : انتو داخلين "الانتخابات" ليه أصلا ؟

لو قلت سيبكو من السياق المجتمعي و المناخ السياسي المصري و من مدى تأهيل الشعب لخوض عملية سياسية بحق ..

هل يعتقد الاخوان حقا في امكانية كسر الدائرة المفرغة و تحقيق الاصلاح عن طريق الآلية " الانتخابية المصرية " و اعتمادا على مبدأ التغيير من أعلى ؟؟


أتذكر حكمة قالها أستاذي الدكتور سيف الدين عبد الفتاح في احدى المحاضرات : " ان مواجهة شبكة الاستبداد في المجتمع لا بد و أن تكون بشبكة اصلاح فالنموذج الشبكي لا يُقابل الا بنموذج شبكي مثله حتى لا يتم ابتلاع المُصلح من قبل شبكة الاستبداد "


هناك قصور فادح لدى الجماعة في مساحات التواجد المجتمعية باختلاف أنواعها و التى أدَّعي أنها أهم و أكثر فعالية من و أسبق على " الانتخابات " مائة مرة


أين أنتم ؟؟ أين أنتم في العشوائيات ؟؟ في وسائل الاعلام ؟؟ فى المقاهي ؟؟ فى الشارع ؟؟ فى الكافيهات ؟؟ فى المدارس ؟؟ فى دور العباده ؟؟ في الجامعات ؟؟ في وسائل المواصلات ؟؟ في النوادي ؟؟ في المكتبات ؟؟ في دور النشر ؟؟

" و محدش يقولي القيادات متاخدة الله يكرمكم... الشباب الى ماشي في مسيرات في الشوارع في انحاء مصر بقاله ما يقرب من أسبوع و اتضرب و اتبهدل و اتمرمط .. بيعمل ايه طول السنة ؟؟ "

كيف يمكن لأى حزب / جماعة / فئة تمتلك بعض الحكمة السياسية أن تخوض ما يسمى مجازا بالانتخابات بدون الاستناد الى قاعدة شعبية " عريضة و متنوعة " داعمة على استعداد أن تقلب الدنيا رأسا على عقب من أجل من تدعمهم اذا تم تزوير الانتخابات أو تم التعرض للناخبين أو أى فرد من المنتمين للحزب / الجماعة / الفئة بسوء كما يحدث الآن ؟؟ خاصة اذا كان هذا يحدث في مجتمع به شبكة استبدادية فاسدة متغولة و متغلغلة .


و كيف ستتكون هذه القاعده اذا خلت مساحات التواجد المجتمعية من الفاعلين بالأساس ؟؟




لماذا لا يثور المصرييون ؟؟ أزعم أنه ليس لعدم قدرة المصري على دفع ثمن حريته .. بالعكس فهو قادر على دفع الثمن و ببسالة و التاريخ خير شاهد .. لكني أعتقد أن المصريين غير راغبين في دفع الثمن في الوقت الراهن !!

________________________________

أعتذر عن الاسلوب الخطابي الهجومى بعض الشيء و لكنه ناتج من قلب محترق أسفا على ما يحدث في حق أحبائه هذه الأيام =(



Tuesday, September 28, 2010

فضفضة جوانية 8/8




مصر التي أعشق



الساعة السادسة و النصف صباحا


لم تتضح معالم الأبنية و ألوانها تماما


نسمات باردة تلامس وجهى بين الفينة و الأخرى أثناء وقوفى فى " البلكونة "


الشارع يخلو تماما من المارة


هدوء و سكينة على غير العادة يلفان المكان


تبدأ بعض مظاهر الحياة تدب شيئا فشيئا فى الطريق


استيقظ حارسو العقارات .. كل اتخذ موقعه كما لو كان مبرمجا بدقه بالغة أمام السيارة الموكل بتنظيفها


انهم الطبقة الكادحة من هذا الشعب .. تستيقظ باكرا طلبا للرزق .. قياما بما وكّل اليها من مهام


كل يعرف الآخر معرفة جيدة


على الرغم من عنائهم الا انك ترى وجوههم يعلوها الابتسام


حركة خفيفة يشهدها الشارع حينما ينتقل كل " بواب " للجهة الأخرى للسلام على رفيقه فى العمارة المقابلة و تبادل حديث قصير


زوجة كل " بواب " تقف بجواره و هو يقوم بعمله


مشهد يجعلك تتفكر كثيرا .. مشهد حقا جدير بالتأمل .. ينطق بكثير من الكلمات فى صمت شديد


حينما تنظر الى هذا المشهد تشعر كما لو أنه يقول لك ان صمود هؤلاء الرجال انما هو وليد قصة طويلة بديعة من صبر و مؤازرة زوجاتهم معهم على طريق الشقاء فى هذا البلد


ترى بالرغم من كل شيء نظرة الرضا فى أعين هؤلاء جميعا


تشعر بأن عيونهم و عيونهن تنطق " بالحمد لله " طالما ما زال لدينا ما يقوينا للوقوف على أرجلنا فوق هذه البسيطة


و على الرغم من ذلك فان ملامح وجوههم المدققة للغاية قد شاخت قبل أوانها بكثير


يتردد بداخلى بقوة حينها سؤال واحد فقط


يا ترى ماذا سيحدث لو تمرد " البواب " يوما ؟؟




***


الساعة السادسة و النصف صباحا


أصوات التكبير ملأت الأفق


جميع المآذن توحد صوتها فى تلك اللحظات بـ " الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله .. الله أكبر الله أكبر الله أكبر و لله الحمد "


أفواج البشر تتوافد الى الشارع فى منظر مؤثر للغاية


الكل استيقظ من نومه باكرا ليرتدى ملابسه و يذهب لصلاة العيد


كل فرد يحمل سجادة الصلاة الخاصة به معه فى الطريق


أصوات ضحكات الأطفال تتعالى بين الحين و الآخر


النساء يمسكن بأيدي أطفالهن


الرجال يوجهون أسرهم الى مكان الصلاة المنشود


الوجوه جميعها تعلوها فرحة كبيرة و ابتسامة عريضة


يتقافز الصغار و يتسابقون الى المساجد أمام آبائهم


الأفراد يتبادلون التهنئة بالعيد مع كل من حولهم ممن يعرفون و لا يعرفون


تختفى مظاهر التباينات الاجتماعية الى حد بعيد صبيحة يوم العيد


الجيران تتبادل الأحاديث الباسمة


الأصدقاء يتجمعون فى حلقات واسعة


السكان يتبادلون التهنئة بالعيد مع أسرة " البواب "


امتلأت السماء بسحب بيضاء بديعة فى هذا الوقت


و امتلأت الساحات بالمصلين فى منظر بهيج للغاية


امتزجت الجنسيات معا فى ساحة الصلاة لتكون جسدا واحدا اسلاميا رائعا


مشاهد كثيرة تتوافد على الذهن


أكثرها كان تخيلي لمشهد صبيحة العيد بعد استرداد بيت المقدس على يد صلاح الدين الأيوبي .. ذلك المشهد الذى ارتسم بداخلى من قراءتى لرواية يوم القدس التى درسناها فى الثانوية العامة .. شعرت بحنين عجيب بداخلى له .. و تمنيت لو كنت من أهل ذلك الزمن و ممن شهدوا تلك الفرحة العارمة و تلك الأجواء العظيمة


دعوة انطلقت فى الفضاء قائلة : اللهم قد أتى العيد على أمة حبيبك المصطفى و هي فى كرب عظيم .. اللهم ارزقها فرحة بيوم عيد لا تحزن بعدها أبدا يا كريم




***


انها السادسة و النصف صباحا


أصوات سيارات المدارس أحدثت ضجيجا عاليا أثناء مرورها على بيوت الطلاب


الشارع امتلأ عن آخره " بأتوبيسات " مختلفة الأشكال و الألوان


تبدو العمارات كما لو أنها تخلو تماما الا من الطلاب و أمهاتهم


كل بناية تجد أمامها طفلا أو اثنين يرتدون بذّات مدرسية مختلفة الألوان


الأطفال الذكور الأكبر سنا يمسكون بأيدي أخواتهم الاناث متجهين سيرا على الاقدام فى صف بديع الى مدارسهم


بينما يهرول آخرون الى السيارات المنتظرة أمام منازلهم و هم يحكمون اغلاق " سوستة الجاكيت الرياضي المدرسي " و يضعون حقائبهم على ظهورهم و يلوحون لأمهاتهم الآتى وقفن فى الشرفات لأخبار السائق أن أطفالهم فى الطريق اليه فينتظر قليلا


كل طفل منهم يحمل بداخله أحلام و أمنيات حول المستقبل لا تعد ولا تحصى


كل منهم يسعى ليكون .. و لكن بطريقته الخاصة


منهم خرج مشاعل العلم فى هذا البلد .. و منهم سيخرج مشاعل تحرير و رفعة هذا البلد أيضا


اللهم أحفظ مصر لأطفالها و احفظهم لها يا رب =)




تمت ...

Friday, September 10, 2010




كل عام وانتم بخير =)


Wednesday, August 11, 2010

يا باغي الخير أقبل :)





أسأل الله أن نكون من الفائزين و اياكم فى هذا الشهر الكريم

كل عام و انتم الى الله أقرب
=)


Languageses>en YahooCE
أسألاللهأننكونمنالفائزينواياكمفىهذاالشهرالكريمكلعاموانتمالىاللهأقرب =)