Tuesday, October 14, 2008

فضفضة جوانية 8/6





حينما نظرت الى المئذنة .. وجدتها تخترق الظلام الذى قد لف السماء ..

و جدتها تقف فى شموخ .. تثبت وجودها بقوة .. تنير المساحة التى حولها بنور هادىء لطيف .. يفقد القمر الذى يقف بجوارها فى الفضاء السرمدى هذا بهاءه اذا ما قارنته ببهائها ..

أخذتنى و حلقت بى الى اعلى .. شعرت بأننى ارتفع عمن يقفون حولى مكتظين فى الميدان .. تداخلت مشاعرى .. و شعرت بمزيج غريب و جميل من الرهبة و الأمل و الرجاء و الارتياح ..

حينما رفعت بصرى اليها وجدتنى أتذوق حلاوة الانتماء لهذا الدين .. أحسست بأنى أمتلك الدنيا بأسرها ..

أيقنت بروعة الايمان .. توافدت الى قلبى الكثير من المعانى التى تحمل فى طياتها رقى ما بعده رقى .. و جمال ما يفوقه جمال .. و أفقت على دمعات تأبى الا و ان تتركنى لأعيد النظر الى السماء التى تعلونى .. تلك السماء التى كانت تتلو على فى هذه اللحظة قول الحق تبارك و تعالى : " و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب " ..

نعم سمعتها .. و وجدت قلبى يتلقى هذه التلاوة بابتسامة رضا كدت أن احسده عليها .. ثم سمعته يردد حينها " رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا "

كان حوارا ايمانيا نقيا .. استمر لعدد من الدقائق البسيطة .. و لكن كان لها عميق الاثر فى نفسى .. لم تكن كأى دقائق مرت على من ذى قبل ..

يالروعتها

و يالعظمتها شأنا ..

و ما أجلها للعبد مكانا ..

و ما ذا الذى يفضلها نعمة ..

تلك التربية الربانيه .. التى ينير الله بها قلب عبده ..

تلك التربية التى يعلم رب العزة متى يوجه بها قلوب الحيرى فى دروب هذه الدنيا حتى لا تطبق عليهم انيابها ..

طوق النجاة الذى تجده بالقرب منك حينما تهم أن تعصف بك أمواج التذبذب عن الحق

تلك التربية الربانيه الرائعة .. التى تتلو عليك فى كل لحظة و تلح عليك بالتلاة علك تفيق قول الحق جل و علا " و نحن أقرب اليه من حبل الوريد "


حقا لا يعلم تدابير ربك الا هو .. و لا يعلم الحكمة منها الا من فتح الله عليه بسرها


انها حقا نعم متجددة .. بل هى متواليه .. لا بل غامرة ..

لابد لها ان تلق قبولا بالقلب .. و تصديقا فى العمل

الهى .. انعمت فأكرمت .. و عصُيت فصفحت .. و لجأت اليك فأجرتنى .. و رجوتك فأكرمتنى

رب اجعل نفسى و قلبى دائما طيعين لحكمك .. راضيين بقضائك

و اجعل اعدادك لى نورا يضيء دروب حياتى فى كل مرحلة

امددنى بالبصيرة حتى أرى نور تدبيرك لى

و مُدنى بقوة العزيمة حتى أصبر على المنح فى صورة المنع

رب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك و عظيم سلطانك

اللهم مُن على شباب المسلمين و بناتهم بنعمة الرضا بالقضاء

و الصبرعلى الابتلاء

و القوة فى سبيلك انك
قدير على ما تشاء


6 comments:

محمد said...

اللهم آمين

سبحان الله..
من أقوال ابن عطاء السكندري "ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك, متى فتح لك باب الفهم في المنع عاد المنع عين العطاء"

جزاك الله خيرا

محمد said...
This comment has been removed by the author.
دهاء سياسي said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

وضاح

جزانا و اياكم :)

دعواتك

بنت أبيها said...

كم هي جميلة تلك المشاعر

ووصفك الجميل لها

--------------------------
لابد لها ان تلق قبولا بالقلب .. و تصديقا فى العمل
--------------------------

بالظبط

محمد said...

أين انت ؟؟

دهاء سياسي said...


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

بنت أبيها


منورة مدونتى المتواضعه .. أكرمك ربى :)

معذرة على التأخر كل الفترة دى بس ظروف خارجه عن ارادتى :(

____________________

وضاح

جزيت خيرا كثيرا :)